الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيناء ..اللي يقرب ..هيشوف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عاشت مصر لحظات كاشفة.. اختلطت فيها مشاعر الغضب بنيران جنودنا البواسل الذين تمكنوا من دحر الهكسوس الجدد، غزاة الشرق الملتحفين برداء الدين والخلافة المزعومة، عقولهم الغبية صورت لهم أن مصر مهتزة مرتعبة مرتعشة بعدما أمطرونا بسيارتهم المفخخة وقنابلهم المزروعة التي نالت من الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام خلال أسبوع كامل.
تصور مخططو الشيطان أنهم كسروا الدولة.. وأصابوا المصريين بالفزع والخوف والحنق على الدولة.. وأنهم ندموا على ثورتهم ضد الإخوان.. وأن بإمكانهم تنفيذ مخطط انشاء ولاية سيناء أو مشروع غزة الكبرى.. الامتداد الذى قبل به المعزول مرسى وعلى أساسه ظهرت لأول مرة خيام للاجئين في مناطق رفح المصرية وسرعان ما كشف الجيش المخطط وقرر مقاومته وقتها.
مخطط غزة الكبرى ودمج مناطق من سيناء لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين اقتراح قديم طرحته اسرائيل كحل لأزمة اللاجئين والتخلص من عبء سكان غزة واشراك مصر في ذلك، وطرح الأمر على الرئيس الأسبق حسنى مبارك ورفضه بشكل قاطع مما تسبب في أزمة مع الإدارة الأمريكية .
وفى يوم 28 يناير الشهير بجمعة الغضب تحركت عناصر من حماس عبر الأنفاق ونجحت في الافلات من قبضة الامن مستغله انشغاله في أحداث يناير وانهيار جهاز الشرطة لتصل إلى الإخوان المعتقلين في السجون وإخراجهم بحسب سيناريو متفق عليه ينتهى بفرض سيطرة الإخوان على جهاز الدولة؛ لمساعدتهم بعد ذلك في بسط نفوذهم بامتداد أرض سيناء.
وخلال سيطرة الإخوان على مقاليد الأمور بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية، تمكن العشرات من العناصر الجهادية في التمركز بسيناء بحسب تقارير أمريكية عديدة أفادت بأن الطبيب الشخصي السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن رمزي موافى يقود العمليات الإرهابية في سيناء وأنه شوهد في المنطقة في شهر أغسطس 2011، وتطور الأمر إلى تبادل حماية بين الإخوان والإرهابيين في سيناء وقت رئاسة المعزول محمد مرسى حينما صدر بيان رسمي من رئاسة الجمهورية يطالب بحماية أرواح الخاطفين والمخطوفين خلال أزمة خطف الجنود في سيناء قبل عزله بشهور.
انفجرت الأوضاع في مناطق تمركزهم بشمال سيناء عقب عزل مرسى وملاحقة الإخوان واستغلوا ذلك في ايهام وسائل إعلام غربية وعربية أن الدولة المصرية فقدت سيطرتها على هذه المناطق عبر عمليات خاطفه ضد الجنود والضباط، هدفها النيل من عزيمة الجنود وتخويفهم من الخدمة في هذه المناطق، فيما حاولت الجماعة عبر حملات منظمة دفع الشباب الى الهروب من التجنيد وذلك حتى يتسنى لهذه التنظيمات السيطرة على سيناء وإحراج الجيش المصري أمام الشعب.
التزامن بين اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات والتحرك في سيناء يؤكد توحد المسار بين الاخوان والارهابيين الذين أعلنوا من فترة انضمامهم إلى تنظيم داعش ليحصلوا على دعم وقدرات التنظيم في مواجهة الجيش المصري ، وهى البصمات التي ظهرت بوضوح عبر نوع الاسلحة المستخدمة والتكتيك المتبع الذى يشبه الى حد بعيد الهجوم على مدينة عين العرب "كوبانى" ومصفاه بيجى في العراق.. والذى يعتمد على الهجوم المباغت وزرع الألغام في طريق القوات حتى يتسنى لهم السيطرة على المدينة والتحصن بها .
كان لدى مخططي هذا الهجوم تقدير ان الامر سينهار في سيناء مع انشغال القاهرة في التفجيرات المتعددة وعمليات الاغتيالات التي ستطول رموز الدولة وأن هذا الأمر سيهز صورة القيادة السياسية وقيادات الجيش التي تأثرت بالحملة الطويلة والممنهجة من التشكيك فيها وفى قدراتها والتي تقودها الجماعة ومعها عدد من النشطاء منذ عزل مرسى وحتى الآن.
هذه الحملة حاولت أن تصور الإرهابيين على أنهم مجموعة من المظلومين والمقهورين وإنه في نظام حكم آخر قد يختلف الوضع متناسين أن غالبية العناصر الإرهابية المنضمة لهذا التنظيم قادمة من دول ديمقراطية لا تعانى فقرا أو جهلا.. وحتى تونس "النموذج" تتعرض لإرهاب غير مسبوق يؤكد أن الإسلاميين لا يتركون السلطة بالصناديق وأن الديمقراطية بالنسبة لهم مجرد تقية يجملون بها صورتهم أمام الغرب.
إلا أن تقدير المخططين "الأجانب" لم يتوقع أن رد الجيش المصري سيختلف هذه المرة ، وأنه سيقوم برد غير متوقع لا يضع في حسبانه كثيرا من القيود التي وضعها على تحركه في سيناء، فكان القصف الجوي والمدفعي على قرى جنوب الشيخ زويد يؤكد إنه لن يتراجع هذه المرة عن التطهير تحت أي ظرف.
لقد سطر الجيش المصري بطولة جديدة تضاف الى سجلة العسكري في مواجهة لم يقوى عليها جيوش أخرى خلعت ملابسها وتركت اسلحتها وهربت لأنها غير مؤمنة بقيادتها وبحرية بلادها.. وهو أمر لا يعرفه الجيش المصري الملتف حول قيادته مهما كانت الظروف ، ومن المؤكد انهم تيقنوا من جدية ما جاء على لسان المشير عبد الفتاح السيسي لهم ولغيرهم ..اللي يقرب ..هيشوف .