الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الزلزال 11 سبتمبر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سوف تظل أحداث 11 سبتمبر سنوات طويلة فى ذاكرة الأمة الأمريكية, كما أنها كانت لها آثار كبيرة فى تغيير سياسات الولايات المتحدة الأمريكية فى العالم وخاصة فى المنطقة العربية والإسلامية وهى السبب المباشر الذى تذرعت به الولايات المتحدة الأمريكية لغزو أفغانستان, وعندما رأت أمريكا أنها فى حاجة لاحتلال العراق لضمان تدفق البترول وضعت علاقة صدام حسين بتنظيم القاعدة المسئول عن زلزال 11 سبتمبر من التهم التي من أجلها تبرر لنفسها احتلال العراق.
والحقيقة فى احتلال العراق هى رغبة أمريكا في ضمان تدفق البترول بكميات وبأسعار شركات البترول الأمريكية حيث إن العراق يحتفظ بأكبر مخزون بترول فى العالم بعد المملكة السعودية, ودائما ما تسعى أمريكا سعيا حيثيا لاحتلال منابع البترول, تلك السلعة التي تنقص ولا تزيد وليس للعالم أى بديل عنها وخاصة أمريكا والدول الأوروبية حيث إن كل البدائل فى السعي على طاقة بديلة عن البترول تؤدى وظائف باءت كلها بالفشل.
فالقوة الأمريكية تسعى وراء البترول فى كل مكان فى العالم هذه هى المصلحة الكبرى لأمريكا والتى تتذرع دائما بحماية مصالحها فى العالم فعشرات التريليونات تستثمر فى هذه السلعة وقيام الحضارات والاقتصاديات فى العالم مرهون بتوفر هذه السلعة التى كان للبلاد العربية نصيب الأسد لكونها مخزون فى بلاد العرب وكانت أيضا مثار الأطماع والنكبات التى تحيط بالعرب ولعل القارئ يريد أن يعلم ما هى الأسباب والدوافع التى دفعت بن لادن ومجموعته إلى القيام بهذه العملية المبهرة فى الأداء والتى حطت من قدر الولايات المتحدة وأظهرت شماتة أعدائها ولكى نختصر الإيجابي, فإن هزيمة الاتحاد السوفيتي على أرض أفغانستان وبمساهمة الشباب العربي المتطوع للقتال والذين أطلق عليهم فيما بعد “,”العرب الأفغان“,” فلم يجد هذا الشباب الذي استجاب لنداء علماء الأمة وعلماء السعودية خاصة الشكر على الواجب ولكنهم وجدوا نكران الجميل وبدأت عمليات المطاردة لهم والقبض عليهم بواسطة حكومة بنازيربوتو المتحالفة مع الأمريكان للنهاية وتسليمهم إلى دولهم التى تضعهم فى السجون والمعتقلات بلا رحمة وبلا شفقة ودون أدنى مراعاة لحقوق الإنسان ولا مراعاة لفقر هؤلاء الشباب وصعوبة تحملهم لآلام السجون والمعتقلات فعلى سبيل المثال فإن الدكتاتور المخلوع “,”حسني مبارك “,” كان يعمل كالحذاء لخدمة وتنفيذ أوامر الإرداة الأمريكية فقام باعتقلات واسعة شملت الصالح والطالح وأطلق لأمن الدولة العنان حتى إن الضابط يستطيع أن يعتقل أى شخص حتى لو تشاجر معه لأتفه الأسباب, فما كان من باقي الشباب الذين لم يقبض عليهم إلا أنهم سعوا لإنقاذ إخوانهم من السجون والمعتقلات وعلى طريقة المقاتلين أعلنوا الحرب على الحكومات التى تعتقل إخوانهم فى مصر واليمن والسعودية ..إلخ, فظهر العالم العربي فى التسعينيات وكأن الإرهاب يضرب من المحيط إلى الخليج . وحدث اجتماع فى أفغانستان لدراسة ما يحدث فى العالم العربي وجدواه فكان رأى الشيخ أسامة بن لادن كالآتي :-
1- إن حكومات الدول العربية تفعل ذلك بنا لأنها رغبة الولايات المتحدة الأمريكية فى التخلص من العرب الأفغان .
2- إذن لابد من عقاب الولايات المتحدة الأمريكية
3- إن حوالى مليون و 600 ألف طفل عراقي قتلوا بسبب الحصار الأمريكي وعدم وصول الأمصال الخاصة بتطعيم الأطفال وكانت الولايات المتحدة وراء هذه الجريمة وقد نشر ذلك فى تقرير الأمم المتحدة .
4- علينا أن نعلن الحرب على أمريكا و ربيبتها إسرائيل.
5- لكى نحقق الانتصار على أمريكا علينا أن نجرها للمستنقع الأفغانى ولن يحدث ذلك إلا من خلال عمل إرهابي كبير ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت الفكرة فى هذا العمل تتلخص فى محاولة شراء قنبلة نووية تكتيكية ( أى صغيرة الحجم ) حوالى 2 كجم يورانيوم مخصب والمعلوم أن القنبلة التى القيت هيروشيما تزن 20 كجم يورانيوم وكان بعد تفكك الاتحاد السوفيتي يسهل الحصول على مثل هذه القنابل ولكن ليس بدرجة الحصول على باقي الأسلحة.
المهم حاول أسامة بن لادن الحصول على مثل هذا السلاح لاسخدامه ضد الولايات المتحدة وإجبارها على دخول أفغانستان ولكنه تعرض مرتين لعمليات نصب من عسكريين قدماء باكستانيين فصرف نظره عن ذلك حتى عرضت عليه فكرة اختطاف طائرات مدنية وتفجيرها عن طريق الاصطدام بأهداف محددة داخل أمريكا عرضها عليه “,”محمد شيخ “,” وهو كويتي من أصل باكستانى وكانت هذه الفكرة أساسها ضابط مصرى متقاعد حاول اختطاف طائرة والاصطدام بها فى مبنى السفارة الإسرائيلية حيث إنه يقع فى الطابق الرابع عشر من إحدى العمارات المطلة على النيل فى القاهرة فأخذها منه “,” محمد شيخ “,” وعرضها على بن لادن على أساس تنفذ فى أمريكا وكانت الأهداف هى “,”برجا التجارة في نيويورك مبنى البورصة – مبنى البنتاجون – البيت الأبيض – مفاعل نووى فى منطقة بنسلفينا “,”.
لتحقيق الخطة كان لابد من تجهيز مجموعات تستطيع قيادة الطائرات التى تعمل على الخطوط الجوية الداخلية وهى من طراز بوينج بعد اختطافها بحيث يتم تنحية قائد الطائرة ويحل محله قائد للمجموعة الانتحارية التى ستنفذ هذه المهمة.
· الاطلاع على جداول الرحلات الداخلية ومعرفة التقارب الزمني بين الرحلات لاختطاف حوالى خمس طائرات فى وقت واحد أو متقارب وتكون الرحلة من غرب الولايات المتحدة إلى شرقها لضمان امتلاء خزانات الوقود لأن الرحلة من الغرب إلى الشرق تستغرق قرابة 4 أو 5 ساعات طيران بمعنى أن كل طائرة تحمل قرابة 40 أو 50 طنا من الوقود.
· تم انتخاب مجموعات من الشباب السعودى واليمنى ومصرى واحد وهو “,” محمد عطا “,” ويقال إنهم كانو اثنين ولم يكن هذا الشباب يعرف أى شيء عن طبيعة المهمة ولا مكانها ولا زمانها, كل ما عرفوه أنهم مطلوب منهم التقدم لمعاهد الطيران المدنى فى أمريكا للتدريب على قيادة الطائرات وسوف يتكلف التنظيم بدفع تكاليف التعليم والإقامة ... إلخ ويقال إنه تم إنفاق قرابة الـ 650 ألف دولار على هذه العملية من مصاريف معهد الطيران والإقامة والتنقل وتأجير الشقق وتذاكر الطيران والمعيشة لأكتر من 30 فردا ممن وقع عليهم الاختبار واختيار الإخوة أغلبهم من المملكة السعودية واليمن وبناء على خبرتى معهم فى المعسكرات أنهم يتميزون بالكتمان الشديد لأى مهمة يكلفون بها وقدرتهم على التمويه فائقة وهم أهل إقدام ويتميزون بشجاعة منقطعة النظير ولا يتفوق عليهم أحد فى مثل هذه الأشياء ولكن يتفوق عليهم المصريون عادة بإجادة التخطيط والابتكار فى الفكرة لذلك يتصدر المصريون دائما المراكز القيادية فى مثل هذه التنظيمات.
وبالفعل تمت الإجراءات بإلحاق هذه المجموعات فى أكثر من معهد للطيران داخل وخارج الولايات المتحدة كألمانيا وبعد انتهاء الدورات التدريبية بدأ تجميع هذه العناصر فى داخل الولايات المتحدة فى أماكن محددة وهى الأماكن التى كانت معدة لاختطاف الطائرات وبمراجعة جداول الإقلاع اكتشفوا أن الفرق بين إختطاف أول طائرة وآخر طائرة 15 دقيقة وهى مدة طويلة تستطيع المخابرات الأمريكية إحباط بعض محاولات الاختطاف.


ملحوظات :-
قامت المخابرات الأمريكية قبل أحداث 11 سبمتبر بشهر تقريبا بكتابة تقرير عن ازدياد أعداد العرب المتقدمين للتدريب على معاهد الطيران المدنى بعد الأحداث ذكر أحد المدربين الذين كانوا يدربون “,”المصري محمد عطا “,” أن محمد لم يكن يهتم بدروس الهبوط بالطائرات وكان اهتمامه بدروس الإقلاع والطيران والتحكم وعندما نبهت عليه بأن يهتم بدروس الهبوط لأنها الأهم ضحك وقال لى مش مهم الهبوط ولم أدر ماذا كان ينوى محمد بهذه الكلمة إلا بعد أحداث 11 سبتمبر .
وذهبت المجموعات إلى المطارات المعدة سلفا ذلك كمطار نيويورك وبنسلفنيا وكانوا على دراية كاملة بكل كبيرة وصغيرة فى الطائرات وما هو المسموح به والممنوع فتمكنوا من دخول الطائرات ومعهم أدوات كتابية وبها “,” كاتر“,” كل واحد كان يحمل “,” كاتر“,” وفى اللحظة المناسبة تسلحوا بهذا السلاح الكاتر وأول شيء فعلوه توجهوا إلى كرسي الحراسة وجردوا الحارس من سلاحه وتوجهوا بعد ذلك إلى غرفة القيادة وطلبوا من القائد أن يبرح مكانه ليجلس قائد طائرة تابع لتنظيم القاعدة وبلا أى تردد قاد كل قائد طائرته إلى هدفها فاصطدمت الطائرة الأولى ببرج التجارة الأول والثانية ببرج التجارة الثانى وكانت الخطة أن تصطدم الطائرات بالثلث الأخير من البرج حتى يحدث اهتزازا كبيرا يؤثر على قاعدته ويسهل انهياره وقد كان فهذه الأبراج تستطيع تحمل بعض أنواع الزلازل ولكنها لم تتحمل اصطدام الطائرات المحملة بالوقود والبشر ورأينا جميعا كيف انهار البرجان بينما اتجهت طائرة أخرى إلى مبنى البنتاجون المثمن الشكل فاصطدمت بمبنى فرع المعلومات ودمرته تماما واتجهت الرابعة إلى البيت الأبيض ولكنها تم إسقاطها بسلاح الجو الأمريكي وكذلك تم إسقاط الطائرة المتجهة إلى المفاعل النووى ببنسلفينيا وتم إسقاطهما بكل ما تحمله من ركاب وغيرهم .
ونشرت الصحف ومحطات التلفاز الآثار المدمرة التى ألحقتها الطائرات الثلاث وكان عنوان الصحف يوم القيامة فى نيويورك وهكذا تم إنجاز هذه المهمة الانتحارية الكبرى التى لا مثيل لها في العالم بطريقة أبهرت كل المحللين العسكريين وغيرهم لهذا الأداء السهل الممتنع الراقي الذى جاء على غير مثال سابق ونجح رجال بن لادن فى إذلال الولايات المتحدة الأمريكية وكانت أمريكا على مدار عدة أيام مثار السخرية والاستهزاء من كل أعداء أمريكا وهم كثير.
بينما تصدرت صورة بن لادن فى كل بلدان العالم وأخذ بن لادن شهرة لم يصل إليها الزعيم اليسارى جيفارا.
أصبحت التي شيرتات تباع وعليها صورة بن لادن وفى أقل من 48 ساعة فى نيجيريا أطلق الـ 40 الف نيجيرى اسم بن لادن على مواليدهم الجدد, ونجحت خطة بن لادن فى استدراج الولايات المتحدة إلى المستنقع الأفغانى.. وللحديث بقية عن الآثار لهذا الزلزال وأثره على المنطقة الإسلامية والعالم وعن كيفية العثور على بن بلادن وحقيقة موته.