رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"ابن تيمية" يذبح علي بن أبي طالب

شهادات فى كتاب لمحمود صبيح

 كتاب «أخطاء ابن
كتاب «أخطاء ابن تيمية فى حق رسول الله وأهل بيته
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بيجاد سلامة
بينما يقول الرسول صلى الله على وسلم: «من آذى عليًا فقد آذانى»، وقوله: «ماذا تريدون من على، إن على منى وأنا من على، وهو ولى كل مؤمن بعدى»، يحاول «ابن تيمية» سلب كل شيء من الإمام رضى الله عنه.فى الحلقة الثانية من كتاب «أخطاء ا بن تيمية فى حق رسول الله وأهل بيته»، للكاتب الدكتور محمود السيد صبيح، نعرض مجموعة من أخطاء «ابن تيمية» فى حق الإمام على رضى الله عنه.
الصحابة يكرهون علي
يورد «صبيح» فى كتابه ما قاله «ابن تيمية» فى منهاجه: «ولم يكن كذلك على فإن كثيرا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه»، ويقول: «حب ابن تيمية لتنقيص الإمام على وتهوين قدره هو الذى جعله يتخيل أن كثيرا من الصحابة والتابعين كان يبغضونه ويسبونه».
ويتساءل «صبيح»: «كيف لا يحبونه وهم يعلمون قول النبى لعلي: (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)، وقول النبى لعمرو بن شاس: (والله قد آذيتني)، قلت: (أعوذ بالله من آذاك يا رسول الله)، قال: (بلى من آذى عليا فقد آذاني)».
كما يرد على «ابن تيمية» بقول النبي: «من سب عليًا فقد سبني»، وقوله: «من أحب عليًا فقد أحبنى ومن أبغض عليًا فقد أبغضني»، ويتساءل: كيف يبغضونه وقد روى البخارى قول النبي: (أنت منى وأنا منك؟)، وكيف يبغضونه وهم الذين رووا كما جاء فى الصحيحين عن النبي: (أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة من بعدي؟)».
وعن قتال بعض الصحابة لـ«علي»، يقول: «السيدة عائشة ندمت على ذلك عندما سمعت كلاب الحواب تنبح عليها وهناك آثار كثيرة فى تذكير الإمام على لطلحة والزبير بما قاله النبى للزبير «تحبه فإنك تقاتله وأنت له ظالم».
يعود «ابن تيمية» مرة أخرى ليسلب خصائص من «علي» فيقول فى منهاجه إن أحاديث المؤاخاة لعلى كلها موضوعة، والنبى لم يؤاخ أحدا ولا آخى بين مهاجرى ومهاجرى، ولا بين أبى بكر وعمر ولا بين أنصارى وأنصارى، ولكن آخى بين المهاجرين والأنصار فى أول قدومه المدينة، حيث قال فى مجموع الفتاوى (٤/٤١٧/٤١٨): «وأما قوله (من كنت مولاه فعلى مولاه) فهذا ليس فى شيء من الأمهات إلا فى الترمذى وليس فيه إلا (من كنت مولاه فعلى مولاه) وأما الزيادة فليست فى الحديث وسئل عنها الإمام أحمد فقال: (زيادة كوفية ولا ريب أنها كذب) ثم قال وكذلك قول: (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) مخالف لأصول الإسلام فإن القرآن قد بين أن المؤمنين إخوة مع قتالهم وبغى بعضهم على بعض وقوله: (من كنت مولاه فعلى مولاه) فمن أهل الحديث من طعن فيه كالبخارى وغيره ومنهم من حسنه».
ويقول «صبيح»: «ابن تيمية مرة أخرى يحزن لقول النبى لعلي: (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) فقال فى منهاجه (٧/١٤٩) من أعتقد فى بعض الصحابة اعتقادا غير مطابق، وظن فيه أنه كافر أو فاسق، فأبغضه لذلك كان جاهلا ظالما ولم يكن منافقا، وهذا مما يبين به كذب ما يروى عن بعض الصحابة كجابر أنه قال: (ما كنا نعرف المنافقين على عهد النبى إلا ببغضهم على بن أبى طالب) فالله قد ذكر فى سورة التوبة وغيرها من علامات المنافقين وصفاتهم أمورا متعددة ليس فى شيء منها بغض على كقوله: (ومنهم من يقول ائذن لى ولا تفتنى ألا فى الفتنة سقطوا).
ويرد «صبيح»: «أخرج الإمام مسلم وغيره عن زر قال علي: (والذى فلق الحبة وبرأ النسمة أن النبى الأمى قال لى ألا يحبنى إلا مؤمن ولا يبغضنى إلا منافق)، ويسأل: «هل ابن تيمية من القرآنيين الذين يكذبون بالسنة ولا يعترفون إلا بالقرآن؟».
وينقل عن الحافظ بن حجر فى الدرر الكامنة (١/١٨١/١٨٢) ومنهم من ينسبه إلى النفاق – يعنى ابن تيمية - لقوله فى «علي» ما تقدم ولقوله: إنه كان مخذولًا حيث ما توجه... وإنه حاول الخلافة مرارًا فلم ينلها، وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة، ولقوله إنه كان يحب الرئاسة وإن عثمان كان يحب المال ولقوله إن أبا بكر أسلم شيخا يدرى ما يقول، و«علي» أسلم صبيا والصبى لا يصح إسلامه على قول».
كما قال ابن تيمية فى منهاجه (٦/٤٣): «وعلى رضى الله عنه قد خفى عليه من سنة النبى أضعاف ذلك ومنها ما مات ولم يعرفه»، وفى منهاجه أيضًا (٥/٥٣٠): «أهل المدينة لا يكادون يأخذون بقول على بل أخذوا فقههم عن الفقهاء السبعة عن زيد وعمر وبن عمر ونحوهم»، وفى منهاجه (٨/٢٧٩): «وأما عمر فقد استفاد على منه أكثر مما استفاد عمر منه، وأما عثمان فقد كان أقل علمًا من أبى بكر وعمر، ومع ذلك فما كان يحتاج إلى علي، حتى أن بعض الناس شكا إلى على عثمان فأرسل إليه بكتاب الصدقة فقال عثمان: لا حاجة لنا به وصدقة عثمان».
التشكيك في خلافة علي
يقول «ابن تيمية» فى منهاجه (٤/١٠٥): «لم يتمكن أحد منهم من الإمامة إلا على بن أبى طالب مع أن الأمور استصعبت عليه ونصف الأمة أو أقل أو أكثر لم يبايعوه»، ويرد صبيح: «يرد عليه فى ذلك الحافظ بن عبد البر بما نقل فى تهذيب الكمال (٢٠/٤٨٧/٤٨٩) قال بن عمر: بويع لعلى رضى الله عنه بالخلافة يوم قتل عثمان، فاجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار وتخلف عن بيعته نفر منهم، فلم يهجهم ولم يكرههم، وسئل عنهم فقال: أولئك قوم قعدوا عن الحق ولم يقوموا مع الباطل»، ويقول: «انظر يرحمك الله لجملة وتخلف عن بيعته نفر منهم وقارنها بكلام ابن تيمية».
وقال «ابن تيمية» أيضًا فى منهاجه (٦/١٥٦/١٥٧): «وأيضًا فإن ولاية عثمان كان فيها من المصالح والخيرات ما لا يعلمها إلا الله، وما حصل فيها من الأمور التى كرهوها كتأمير بعض بنى أمية وإعطائهم بعض المال ونحو ذلك، فقد حصل من ولاية من بعده ما هو أعظم من ذلك من الفساد، ولم يحصل فيها من الصلاح ما حصل فى إمارة عثمان»، كما قال فى منهاجه (٤/١١٧): «فلم يزهر فى خلافته دين الإسلام».
كما أضاف فى منهاجه (٤/١٦١/١٦٢): «ومن المعلوم أن الخلفاء الثلاثة اتفق عليهم المسلمون، وكان السيف فى زمانهم مسلولا على الكفار مكفوفا عن أهل الإسلام، وأما على فلم يتفق المسلمون على مبايعته، بل وقعت الفتنة تلك المدة وكان السيف فى تلك المدة مكفوفا عن الكفار مسلولا على أهل الإسلام».
وقال فى منهاجه (٦/٤٨) معلقا على الحرب بين على ومعاوية: «فإن قيل على كان مجتهدا فى ذلك معتقدا أنه بالقتال يحصل الطاعة، قيل: فإذا كان مثل هذا الاجتهاد مغفورا مع أنه أفضى إلى قتل ألوف من المسلمين بحيث حصل الفساد ولم يحصل المطلوب من الصلاح، أفلا يكون الاجتهاد فى قتل واحد لو قتل لحصل به نوع المصلحة من الزجر عن الفواحش اجتهادا مغفورا مع أن ذلك لم يقتله بل هم به وتركه».
ويرد الدكتور صبيح: «اتهامات بن تيمية لحكم الإمام على رضى الله عنه وعلمه ومواقفه وخصائصه ثم أخيرا اتهامه بالفساد واضحة جلية، وابن تيمية ينسب إلى العلم، ولو كان من العوام لعذر واستتيب فما بالكم بمن ينسب إلى العلماء، وأقواله هى التى أدت إلى تفسيقه وتبديعه واتهامه بالزندقة، وقول من قال فيه: فى نفسه ضغينة لرسول الله وأهل بيته».
أما الكلام على قتال الإمام على رضى الله عنه فيكفيك فيه قول النبى فيما أخرجه الحاكم فى المستدرك (٣/١٣٢) وصححه عن أبى سعيد قال: كنا جلوسًا ننتظر رسول الله فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها على يخصفها ومضى رسول الله ومضينا معه، ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال: إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله»، فاستشرفنا ووفينا أبو بكر وعمر فقال: لا ولكنه خاصف النعل، قال فجئنا نبشره قال فكأنه قد سمعه.
أما عن خلافة «علي» فيكفيك فيها قول النبى فيما رواه الإمام أحمد(١/١٠٨) بسند جيد: عن على قال قيل يا رسول الله من تؤمر بعدك؟، قال: إن تؤمروا أبا بكر تجدوه زاهدا فى الدنيا راغبا فى الآخرة، وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا أمينا لا يخاف فى الله لومة لائم، وإن تؤمروا على وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم».
ويكفى الإمام على قول النبى لعلي: من أشقى الأولين، قال: عاقر النيابة، قال فمن أشقى الآخرين، قال: الله ورسوله أعلم، قال النبي: قاتلك».
ويقول: «فى نهاية التعليق على مهازل ابن تيمية نقول لأتباعه من المفتونين به: ما حكم من انتقص أحدا من الصحابة.. وبخاصة إن كان من المبشرين بالجنة وإذا كان من الخلفاء الراشدين المهديين الأربعة».
وبسرعته المعهودة فى تنقيص أهل البيت قال ابن تيمية فى منهاجه (٤/١٦٨/١٦٩): وأما سائر الاثنى عشر فهم أصناف، منهم من هو من الصحابة المشهود لهم بالجنة كالحسن والحسين، وقد شركهما فى ذلك من الصحابة المشهود لهم بالجنة خلق كثير، وفى السابقين الأولين من هو أفضل منهما مثل أهل بدر، وإن كانا سيدي شباب أهل الجنة فأبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة».
ويتساءل «صبيح»: هل لا يستطيع ابن تيمية أن يكبح جماح مشاعره تجاه الحسن والحسين اللذين نزل ملك لتبشير النبى بأنهما سيدا شباب أهل الجنة ولتوضيح ذلك نقول: ألا يتأدب ابن تيمية لحكم الله ورسوله ورضى به سائر المؤمنين وهو قول النبي: (الحسن والحسين سيدا شباب الجنة إلا ابنى الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران) وابن تيمية تناسى وتجاهل رغم أن الحديث إلى حد التواتر.
هل يكتفى ابن تيمية بذلك أم يتطرق إلى سيدنا الحسين وهو من قال فيه النبى حسين منى وأنا منه أحب الله من أحبه؟
استهتر به ابن تيمية وهان عليه دمه فقال فى منهاجه (١/٥٥): «ومع ذلك أن بعضهم لا يوقد خشب الطرفاء لأنه بلغه أن دم الحسين وقع على شجرة من الطرفاء ومعلوم أن تلك الشجرة بعينها لا يكره وقودها، ولو كان عليها من أى دم – يعنى دم الحسين- كان فكيف بسائر الشجر الذى لم يصبه الدم لا نرد عليه إلا برد النبى حيث قال لمن قال له يا رسول الله إنك لتحبها –يقصد الشجرة- قال : من أحبها فقد أحبنى ومن أبغضها فقد أبغضني».
ويواصل: «هل تخرج أفكار ابن تيمية أقواما يوقرون أهل البيت ويحفظون النبى فيهم أم تخرج أجيالا قساة القلوب... لا يهمهم حتى حرمة النبى فى أهل بيته، فماذا يفعلون فى خلق الله سوى ترويعهم وإرهابهم واستحلال أعراضهم ودمائهم وأموالهم؟».
وفى منهاجه (٤/٢٩٥): «إن الله تعالى لم يخبر أنه طهر جميع أهل البيت وأذهب عنهم الرجس، فإن هذا كذب على الله، كيف ونحن نعلم أن فى بنى هاشم من ليس بمطهر من الذنوب ولا أذهب عنهم الرجس لاسيما عند الرافضة ، فإن عندهم كل من كان من بنى هاشم يحب أبا بكر وعمر فليس بمطهر».
ويرد الدكتور صبيح: «بنفس منطق ابن تيمية يمكن لأى زنديق أن يقول: إن الله تعالى لم يخبر أنه طهر جميع زوجات النبى، أو يقول آخر اللهم صلِ على النبى محمد وعلى من ثبت طهره من أهل البيت، ثم هل أخبر الله عز وجل أنه طهر بعضهم أو نصفهم؟».