الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

لماذا يفشل إعلامنا في تغطية الأزمات؟ فوضى عارمة وأرقام متضاربة وأنباء متناقضة أثناء تغطية أحداث سيناء.. والخبراء: النقل عن مواقع أجنبية وعدم تحري الدقة كارثة مهنية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سادت حالة من الفوضى العارمة بعض وسائل الإعلام التي لم تلتزم في أدائها بمعايير المهنية في تغطية أحداث سيناء أمس، ما جعل رجل الشارع في حيرة خصوصًا بعد انتشار أرقام متضاربة على المواقع الإلكترونية بشكل لافت للانتباه، والفضائيات التي تعتمد بشكل كبير في أدائها على عرض الآراء الشخصية لمقدمي البرامج والعاملين فيها، لذلك بات الإسراع في إنشاء نقابة للإعلاميين، المنوط بها وضع وإرساء قواعد العمل الإعلامي من خلال ميثاق الشرف الإعلامي الذي يحدد آليات أداء هذه الوسائل الإعلامية، مطلبًا ملحًا خصوصًا في ظل حالة الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب.


والسؤال المُلح الآن هو: ما هو السبب الحقيقي في حالة الفوضى الإعلامية الخلاقة التي يعيشها الإعلام المصري؟ وما الروشتة الناجزة لخروج الإعلام من هذا المأزق وممارسته المهنية خصوصًا في أوقات الأزمات.. "البوابة نيوز" توجهت بهذه الأسئلة إلى الخبراء وكانت هذه تحليلاتهم:
في البداية قال الإعلامي حمدي الكنيسي إن الأحداث الأخيرة أكدت مرة أخرى ما أصاب الإعلام من انهيار وفوضى في الوقت الذي تعتبر مصر فيه في أشد الحاجة إلى إعلام مهني بشكل بالغ لدقة المعلومات، إعلام لا يجري حوارات حول أخبار غير دقيقة، وبالتالي يربك الجماهير.
 وأكد الكنيسي، أن حالة الإعلام المصري تتدهور، ما يؤكد على ضرورة الإسراع في إنشاء نقابة للإعلاميين تكون صاحبة الحق في إصدار ميثاق شرف إعلامي، لافتًا إلى أن الكثير من وسائل الإعلام نقلت أخبارًا غريبة عن أحداث أمس فضلًا عن المغالطات ما أصاب المشاهد بحالة من التشويش، واقترح الكنيسي أن تسرع الدولة في إصدار تشريعات إعلامية وفقًا لما جاء في الدستور، مؤكدًا أننا في أمس الحاجة لتحري الدقة وعلى الفضائيات أن تتذكر رسالة الإعلام الحقيقية، وليعلموا أن أي أخطاء مهنية تقع فإن مصر تدفع ثمنها، لافتًا إلى خطورة الصوت العالي والجري وراء الأخبار المثيرة على حساب الحقائق، ويرى أن الإعلام الرسمي لا بد أن يقوم بدوره الفعال نظرًا لأن الكثير من الناس تتجه له خصوصًا أنه يمتلك الإمكانيات البشرية الهائلة.


بينما قالت د. ليلي عبد المجيد عميدة كلية الإعلام الأسبق: علينا أن نفترض حسن النية، لافتة إلى الضعف المهني الذي تشاهده خلال متابعتها المستمرة للأحداث الأخيرة، خصوصًا المواقع الإلكترونية التي يعمل بها شباب غير مهني، مضيفة: نحن في حالة حرب يحتاج فيها الإعلام إلى مهنيين يجيدون آليات العمل الإعلامي، فهذا الظرف له اعتبارات خاصة، منوهة إلى وجود الكثير من رؤساء التحرير الذين يتركون العمل بالجريدة أو الموقع ويتفرغون للعمل في الفضائيات دون متابعة صحفهم، كما عابت على الكثير من الفضائيات التي فتحت الباب على مصراعيه لمن أطلقوا على أنفسهم نشطاء ثورة 25 يناير ليتحدثوا عن الشعب وباسم الشعب، كما عابت على الكثير من وسائل الإعلام التي تنقل أخبارًا من مواقع أجنبية تتعلق بما يحدث في سيناء وحالة الحرب التي نعيشها، وبعد ذلك خرج المتحدث العسكري وكذب الكثير من هذه الأخبار، لافتة إلى الدور المهم الذي يلعبه الإعلام في مثل هذه الظروف، منوهة إلى دور الإعلام في شحذ الهمم خلال حربي 67 و73، وبينت د. عبد المجيد أنه في حالة الحرب تتسبب أي معلومة خاطئة في إضعاف الرأي العام، وتدعو المجلس الأعلى للصحافة إلى ضرورة إصدار بيانات للصحف تلزمهم بتحري الدقة.
كما عابت على الكثير من الصحف التي نقلت أخبارًا عن مواقع تدعم الإرهاب مثل شبكة يقين وموقع رصد، لافتة إلى أن حرية الرأي تعتمد بالأساس على معلومات صحيحة وليس مجرد انطباعات شخصية واستنتاجات زائفة، فحرية الرأي ليست مطلقة.
واتفق معها في الرأي الكاتب صلاح عيسى، مؤكدًا ضرورة تحري الدقة خصوصًا في مثل هذه الظروف الطارئة، والخطورة تكمن في نشر أخبار عن طريق الجزم ولم يبذل أي مجهود في التحري من مصداقيتها، بحجة عطش القارئ للتعرف على الأخبار، ما يجعل القارئ بمرور الوقت يشك في مصداقيتها، كما عاب "عيسى" على التليفزيون المصري تأخره في نقل ما حدث في سيناء بل وقيامه بمواصلة عرض المسلسلات والبرامج الترفيهية، ويشير إلى أنه على نقابة الصحفيين في الوقت الحالي وفي ظل هذه الظروف أن تلفت نظر أعضائها كى يحرصوا على اتباع تقاليد المهنة والشروط المهنية لنشر الأخبار، ويأسف على أن النقابة مشغولة ببعض الأمور المتعلقة بالصحفيين عن دورها للنشر العام، محذرًا من خطورة نشر أخبار مغلوطة وغير صحيحة، دون التأكد من صحة الخبر، منوهًا إلى أن الصحف الورقية لها ظروف خاصة بالطباعة، لكن في حالة الحرب التي تشهدها مصر تصدر أكثر من طبعة خلال اليوم لمواكبة الحدث، لافتًا إلى وجود محاكم تأديبية يتعرض لها العاملون بالإعلام والصحافة في حالة عدم تحري الدقة، والفصل النهائي في حالة ارتكاب أخطاء تضر بمصلحة الوطن.