الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

جرائم ارتكبت باسم "الخلافة"

داعش
"داعش"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الخلافة الإسلامية كلمة مشتقة من الفعل خَلَفَ أي تبع في الحكم، ومصطلح الاستخلاف في العقيدة الإسلامية هو سبب من الأسباب الرئيسية التي وضع الله البشر على الأرض من أجلها؛ كي يعبدوه ويطبقوا أحكامه التي أرسلها بواسطة الأنبياء والرسل على مر الزمن.
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (البقرة-30)
انتهت الخلافة الراشدة بمقتل سيدنا على رضي الله عنه وأرضاه، إلا أن حلم إقامة الخلافة الراشدة راود العديد من بعده، بدءًا من الدولة الأموية، وانتهاء بــ "داعش" والتي يراودها حلم إقامة الخلافة الإسلامية من العراق إلى الشام.
ولتحقيق هذا الحلم ارتكبت الكثير والكثير من الجرائم في حق الإنسانية من أجل تحقيقه الذي انتهى من على الأرض بمجرد مقتل الإمام على رضي الله عنه، ولم يسلم من هذه الجرائم أي من كان، بدءًا من نسل رسول الله صلى الله وعليه وسلم، انتهاءًا بقتل جنودنا البواسل صباح اليوم الأربعاء في سيناء.

قتل أحفاد الرسول (ص) لإقامة الخلافة الأموية
بعد وقوع الفتنة الكبرى بين سيدنا على رضي الله عنه ومعاوية بن ابي سفيان، والتي انتهت بمقتل الأول.
عاهد معاوية ابن ابي سفيان الحسن بن على رضي الله عنهما بأن يتولى معاوية أمر الخلافة ثم تنقل إلى الحسن رضي الله عنه، ولكن قبل أن يموت معاوية عين ابنه يزيد في سدة الحكم، ومات الحسن سيد أهل الجنة مسمومًا، ولم يثبت في أي رواية أن معاوية كانت له يد في مقتله، ولكنه كان المستفيد من قتله.
وتم تعين يزيد بن معاوية، والذي رفض الحسين مبايعته، ولقاه في موقعة كربلاء، وقتل في هذه الموقعة، وقتل معه من أولاد على بن أبي طالب أبو بكر، محمد، عثمان، جعفر، العباس، ومن أولاد الحسين: أبو بكر، عمر، عثمان، على الأكبر، عبد الله، ومن أولاد الحسن أبو بكر، عمر، عبد الله، القاسم.

إبادة الدولة الأموية لإقامة الخلافة العباسية
"لقد وثب بنو الحرب، وبنو مروان، فانبذوها، وتداولوها، فجازوا فيها واستأثروا بها وظلموا أهلها.. فانتقم الله منهم بأيدينا، ورد علينا حقنا، وتدارك بنا أمتنا وولي نصرنا.. وختم بنا كما فتح بنا وإني لأرجو أن لا يأتيكم الجور من حيث جاءكم الخير ولا الفساد من حيث جاءكم الصلاح، يا أهل الكوفة، أنتم محل محبتنا ومنزل مودتنا قد زودناكم في أعطياتكم مائة درهم فاستعدوا فأنا السفاح المبيح والثائر المنيح".
بهذه الكلمات بدأ عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو العباس، والملقب بـ"السفاح" الهاشمي العباسي، أول خلفاء بني العباس.
وهو الذي أطلق على نفسه هذا اللقب بعد أن قرر بسفح دماء بني أمية بالكامل فهرب من هرب، وقتل من قتل، وفر من فر إلى الأندلس.
وهكذا بدأت الدولة العباسية أولى سنوات حكمها عام 132 هـ، وطبقًا لأقل رواية أخبرتنا عن عدد القتلى في عهد الدولة العباسية فكانت 600 ألف مسلم، ولكن هناك بعض الروايات تخبرنا بأنه وصل عدد القتلى في عهد الدولة العباسية إلى مليون مسلم.

الخلافة العثمانية.. مذابح الأرمن
مذابح الأرمن في أرمنية وتعرف أيضا باسم المحرقة الارمنية والمذبحة الارمنية أو الجريمة الكبرى، وكل هذه المسميات تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين.
يقدّر الباحثين أن اعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 1 مليون و1.5 مليون نسمة من مجموعات عرقية مسيحية أخرى تم مهاجمتها وقتلها من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال هذه الفترة كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم.
ومن المعترف به على نطاق واسع أن مذابح الارمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث، والباحثون يشيرون بذلك إلى الطريقة المنهجية المنظمة التي نفذت من عمليات قتل هدفها القضاء على الأرمن، وتعتبر مذبحة الأرمن ثاني أكبر قضية عن المذابح بعد الهولوكست.
ويتهم عبد الحميد الثاني بكونه أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية.
ففي عهده نفذت المجازر الحميدية حيث قتل مئات الآلاف من الأرمن واليونانيين والآشوريين لأسباب اقتصادية ودينية متعددة، والتي بدأت بين سنتي 1894-1896 وهي المعروفة بالمجازر الحميدية.

الخلافة العثمانية.. مذبحة القلعة
مذبحة القلعة، أو مذبحة المماليك هي واقعة شهيرة في التاريخ المصري دبرها محمد على باشا الوالي على مصر التابع للوالي العثماني، للتخلص من أعدائه المماليك، وقد وقعت هذه المذبحة في يوم 1 مارس لعام 1811 ميلادية، ولم يعرف العدد الصحيح لحقيقة القتلى، ولكن الأعداد قدرت بـ500 مملوك، وبهذه المذبحة نجحت الدولة العثمانية في التخلص من أعداءهم المماليك.

"داعش" ووهم الخلافة الإسلامية
أعلن منذ عام تقريبًا إقامة الخلافة الإسلامية من العراق إلى الشام وفي هذا العام استطاعت "داعش" قتل 547 سجينًا من سجن بادوش بالموصل على أساس مذهبى، وإعدام 1700 منتسب وطالب بالقوة الجوية في معسكر سبايكر، وإعدام المئات من أبناء العشائر المناهضة لوجوده، إضافة لاستهداف أبناء المكونات من المسيحيين والتركمان والشبك والأيزيديين، وإعدام المئات منهم، والاستيلاء على ممتلكاتهم.
هذا غير التفنن في طرق القتل فتارة نرى تسجيلات لذبح الأسرى، وتارة أخرى بتفجير رءوسهم، أو الحرق أو الإغراق أو الإلقاء من أعلى مبنى، هذا غير بيع النساء في أسواق الرقيق، وسلب ممتلكاتهم، ونسمع عن فتاوى غريبة بعيدة كل البعد عن الإسلام، مثل جهاد النكاح وتوسيع دبر المقاتل باللواط لاستخدام دبر الإرهابي في إخفاء القنابل.