الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

وماذا بعد تصفية محامي الشعب وجنودنا في سيناء؟.. فلكي: سيل من الدماء لأهم الشخصيات.. الدسوقي: ستكون لها توابع كارثية على الاقتصاد.. ونور الدين: علينا سد جميع الثغرات الأمنية أولا

حادث إغتيال النائب
حادث إغتيال النائب العام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وماذا بعد.. سؤال فرض وجوده على الشارع المصري باختلاف طبقاته واتجاهاته السياسية، وذلك بعد استهداف رأس العدالة المصرية والقضاء، باستشهاد محامي الشعب، المستشار هشام بركات، بعد تفجير موكبه من قبل جماعات إرهابية، تشير أصابع الاتهام المسئولة بأنها تنتمي لحماس خصوصا وأن المواد المتفجرة من نوع "سي فور" الذي تنتجه إسرائيل وأمريكا وأنها دخلت مصر عبر غزة، وفي ظل تكهنات عدة لا تدعو للتفاؤل في باطنها، وتوقعات بخسائر اقتصادية ومناخ استثماري غير مستقر، إلى جانب تصريحات فلكية تنذر بهزات أرضية وفيضان موجه من دماء شخصيات عامة كبيرة في الأيام القادمة، جاءت تفجيرات سيناء الكارثية لتزيد من حجم الكارثة وتظهر مقترحات أمنية بضرورة توافر تعزيزات وتجهيزات شرطية باهظة التكاليف، إلى جانب نداءات بضرورة تواجد خطاب دينى يحمل رسائل بيضاء في مواجهة الرسائل الدموية الحمراء التي تبناها الفكر التكفيري المتطرف، هل سيبقي الوضع على ما هو عليه أم أن الأوضاع ستسوء أم أن العناية الإلهية ستتولي مصر وتخلف كل التوقعات.

وعلى بعد 500 متر من منزل اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية والمسئول الأول عن أمن البلاد، استهدفت سيارة ملغومة بما يقرب من نصف طن متفجرات، موكب النائب العام هشام بركات، وهو ما يطرح التساؤلات الأهم، كيف وصل الجناة لمثل هذا المكان الحيوي الكائن فيه رجل الأمن الأول في مصر والكثير من الشخصيات المستهدفة، وإن كانت منطقة وزير الداخلية غير مؤمنة فأي المناطق في مصر تحظى بالتأمين وبعد مقتل النائب العام، ما هي الاستعدادات الأمنية والإعلامية والاجتماعية والدينية لمواجهة الأزمة؟.

وماذا فلكيا

توقع الفلكي أحمد شاهين والملقب بفلكى العرب، وقوع هزة أرضية بمحافظة الإسكندرية خلال الأيام القادمة على إثرها تقوم ملاحم ومعارك ضاربة، مؤكدا أن مقتل النائب العام لن يكون الأول في سلسلة الاغتيالات وأن هناك مئات الشخصيات ستلقي حدفها هذا العام وأن ما يحدث الآن في مصر والعالم العربي، من أهم أشراط الساعة.
وأشار شاهين أن المخطوطة الفلكية تقول: "عندما تسمع الصيحات من السماء (وقد سمعناها جميعا) ويخسف بالبيداء ويقترب النجم الثاقب (وقد رأيناه ملاصقا للقمر منذ أيام)، وتقتل (النفس الزكية) هشام بركات، ويظهر السفيانى (أبو بكرالبغدادي) واليمانى، عندها ترقبوا الهدة واهتزاز إرم ذات العماد (الإسكندرية)".

وماذا اقتصاديا

وعلى الجانب الاقتصادي تحدث د. إيهاب الدسوقي، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات، الذي أكد أن أحداث العنف التي شهدتها وستشهدها البلاد في الأيام القادمة سيكون لها تأثير في غاية السلبية على المناخ الاقتصادي ومناخ الاستثمار، لارتباطها بحالة واستقرار الأمن بشكل قوي، وفي حال عدم وجود مناخ مستقر يضعف ذلك من ثقة وتعزيز المستثمر الأجنبي الذي يعتبر نقطة الأمن من أهم الأسباب في اتخاذه قرار بشأن الاستثمار في بلد ما من عدمه، إلى جانب حرمان مصر من النقد الأجنبي ونحن في أمس الحاجة إليه الآن.
أما ما يخص البورصة فوصفها الدسوقي بأنها غير" كفء"، وبالتالي لن تنعكس الأحداث على أسعار الأوراق المالية بدرجة كبيرة، ولكن لطبيعة البورصة من صعود وهبوط فبالتأكيد سيحدث حالة من الركود ولكن على المدى البعيد، أما مجال السياحة سيسجل خسائر ملحوظة بخلاف ما سجله في السنوات السابقة.

وماذا امنيا

أما أمنيا فأكد الخبير الأمني، اللواء محمد نور الدين، أن وجود سيارات للركن في شوارع بمثل هذه الأهمية يعتبر "ثغرة أمنية" كبيرة، موضحا أن المادة المستخدمة في التفجير، مادة "سي فور" تنتج في أمريكا وإسرائيل وهو ما يؤكد أنها دخلت لمصر عبر غزة، ولا يستبعد أن تكون حماس وراء الحادث حيث إنهم متخصصون في عمليات التفخيخ بالسيارات والتفجيرات الانتحارية.
وأكد الخبير الامنى: لم تعد خطة تغيير خطوط السير مجدية على الإطلاق لأن التنظيمات الإرهابية أصبحت على قدر كبير من الذكاء وباتت تصطاد فريستها من أول خط السير وعلى مقربة أمتار من المنزل قبل تغيير أي طريق أو تبديله، لذا فإن الحل في تخصيص 20 سيارة" تشويش" على الأقل، لحماية الشخصيات المستهدفة، حيث تقطع هذه السيارات الإشارة عن الريموت أو شريحة الموبيل الخاصة بالإرهابي والمتصلة بالشخصية المراد اغتيالها، إلى جانب توافر العربيات" الكشافة" التي تمسح الطريق وتكون مجهزة بحيث تكشف وجود مواد متفجرة عن بعد ومن ثم ترسل إشارات بتغيير خط السير للمسئول، ولكن وللأسف الشخصيات كثيرة وتكاليف السيارات باهظة.

وماذا اجتماعيا وإعلاميا

لا بد من توعية شعبية وبث روح الانتماء للوطن والتكاتف الاجتماعي بين المواطنين، عن طريق بث نشرات وبيانات إعلامية تهيب بالمواطنين سرعة التعاون مع أفراد الأمن والتبليغ عن أي شخص مشتبه فيه، إلى جانب رسائل الطمأنة لأن الشعب المصري اصبح في حالة هلع ورعب بعد أن أصبح كل مواطن مهدد بالانفجار في أي لحظة، مؤكدة أن الإعلام بكل وسائله عليه دور كبير في دعوة المجتمع للتلاحم والتكاتف من أجل مواجهة عدو واحد يتخذ من شهر الله الحرام شهرا لسفك الدماء تحت راية "الجهاد في سبيل الله"، حسب ما قالت د. سامية قدرى، أستاذ علم الاجتماع.

وماذا دينيا

فيما رأت د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة، أن المتطرفين يوما بعد يوم يصدرون فكرة أن الإسلام دين دموي والإسلام براء من أفكارهم المشبوهة، لذا على المؤسسات الدينية أن تتبني خطابا دعويا يوضح معنى الجهاد الحقيقي ويوضح الفرق بينه وبين الانتحار وقتل النفس التي حرم الله قتلها، لأن هؤلاء الارهابيين الجهلاء بالدين وسماحته يعتنقون فكرة أن رمضان شهر الفتوحات والانتصارات، وبالتالي فإن اغتيال الشخصيات القضائية والأمنية قربان يقربهم إلى الله حسب فكرهم المتطرف وأن ضحاياهم مجرد كفار تخلصوا منهم.