السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

هولاند يبدأ جولة أفريقية هامة في بنين وأنجولا والكاميرون لتوطيد العلاقات

الرئيس الفرنسي فرانسوا
الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في إطار مساعي فرنسا للحفاظ على جسور التعاون مع شركائها الأفارقة، يبدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الأربعاء جولة تشمل ثلاث دول أفريقية هي بنين و أنجولا و الكاميرون.
وتولي فرنسا اهتماما كبيرة بهذه الجولة، حيث إن أفريقيا مازالت تحتل رأس أولويات السياسة الخارجية الفرنسية التي تواصل جهودها لتوطيد العلاقات مع مختلف دول القارة السوداء في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكري والثقافية للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في تلك المنطقة من العالم.
ويستهل الرئيس الفرنسي جولته بزيارة جمهورية بنين التى تبدأ اليوم وتستمر يومين بدعوة من نظيره البنيني توماس بوني يايي ، الذي يعد أول رئيس أفريقي كان قد التقي بفرانسوا أولاند بباريس بعد تسلمه الرئاسة الفرنسية و كان ذلك في يونيو 2012.
وتعكس تلك الزيارة الرسمية حرص الرئيس هولاند على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في ضوء التجربة الديمقراطية الناجحة في دولة بنين و ما تشهده من تعايش نموذجي بين الأطراف السياسية.
وتتعاون فرنسا و بنين في العديد من الملفات الإقليمية و الدولية لحل الأزمات في مالي وأفريقيا الوسطى وأيضا في مكافحة الإرهاب.
وكان الرئيس البنيني بوني يايي حاضرا في مسيرة الجمهورية التي نظمتها فرنسا في 11 يناير الماضي عقب الهجمات الارهابية التي أسفرت عن مقتل 17 شخصا.
و تعد جمهورية بنين في طليعة الدول المستفيدة من الدعم التنموي الذي تقدمه فرنسا لبعض البلدان، فمنذ عام 2014 حصلت الحكومة البنينية على مساعدات مالية بلغت 110 ملايين يورو، متخطية القيمة المقررة سلفا للفترة 2014-2016 و هي 102 مليون يورو.
ومن المقرر أن يوقع هولاند على عدد من الاتفاقات في مجالات التنمية المستدامة ، والتعليم و التدريب المهني كما سيعرب هولاند عن دعمه لجهود الحكومة البنينية لمكافحة الاختلال المناخي حيث أن بنين تعتبر من اكثر الدول تضررا من تداعيات الاحتباس الحراري.
واستكمالا لجولته الأفريقية ، يتوجه الرئيس فرانسوا هولاند يوم غد الخميس إلى أنجولا في زيارة تستغرق يومين وذلك بعد مرور أكثر من عام على الزيارة التي قام بها الرئيس الأنجولي دوس سانتوس إلى باريس في أبريل 2014.. وتعكس هذه الزيارة رغبة الرئيس أولاند في مواصلة تطبيع العلاقات بين البلدين و تفعيل شراكة سياسية، فضلا عن دعم التعاون الاقتصادي. وقد سجلت بالفعل المبادلات التجارية بين البلدين ارتفاعا بنحو 70% في عام 2014.
كما سيحضر الرئيس هولاند منتدى فرنسي أنجولي يشارك فيه نحو 50 شركة فرنسية لبحث آفاق إقامة مشروعات مشتركة في مختلف المجالات.
وتنتهج أنجولا منذ عدة سنوات سياسة للتنويع الاقتصادي بعد أن ظلت لسنوات طويلة تعتمد على الصناعات البترولية و بإمكانها الاستفادة من الخبرة الفرنسية في العديد من القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة والمياه والنقل. ومن المقرر أن تشهد زيارة الدولة التي يقوم بها أولاند التوقيع على العديد من العقود والاتفاقات بين حكومتي البلدين.
وقد سجلت أنجولا - التي تتمتع بإمكانات اقتصادية هائلة - ارتفاعا كبيرا في معدل النمو خلال الأعوام العشرة الأخيرة. وتعد ثاني دولة منتجة للبترول في القارة الأفريقية وتمتلك موارد طبيعية واسعة من بينها على وجه الخصوص المحروقات ، كما لديها مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة.
وعلى الصعيد السياسي ، تلعب أنجولا دورا مهما في تحقيق الاستقرار لا سيما في منطقة البحيرات العظمى واستضافت في مطلع العام الماضي قمة رؤساء دول وحكومات المؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى.
كما قام الرئيس دوس سانتوس بتكثيف المبادرات الدبلوماسية تجاه جمهورية الكونغو الديمقراطية في محاولة لطي صفحة سنوات من التوتر.وتوفر أنجولا دعما سياسيا وماليا لجمهورية أفريقيا الوسطى.
وفي 3 يوليو، يتوجه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى الكاميرون التي تعد المحطة الثالثة و الأخيرة من جولته الأفريقية ، والزيارة الأولى من نوعها منذ 15 عاما لرئيس فرنسي بالرغم من الشراكة القوية بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة في ظل الأوضاع الصعبة التي تواجهها الكاميرون بسبب الهجمات الإرهابية المتكررة التي تتعرض لها من قبل جماعة بوكو حرام خاصة في المنطقة الشمالية من البلاد.
ويهدف الرئيس أولاند من خلال هذه الزيارة إلى التعبير عن دعم بلاده للكاميرون في حربها على الإرهاب و ذلك بعد مرور اكثر من عام على قمة باريس حول الأمن في نيجيريا في 17 مايو 2014  وكان الرئيس الكاميروني بول بيا فد اعلن الحرب على جماعة بوكو حرام و قام بتشكيل قوة عسكرية قوامها 6000 رجل بعد أن انضم إليها 2500 جندي تشادي في مطلع العام الجاري.
وتقدم فرنسا للكاميرون دعما عسكريا و دبلوماسيا وإنسانيا ففي عام 2015, رصدت باريس 1.5 مليون يورو لمساعدة السلطات الكاميرونية على مواجهة تدفقات المهاجرين القادمين من النيجر.
ومن المقرر أن تتناول المباحثات التي سيجريها الرئيس أولاند بالعاصمة "ياوندي" الدور الحيوي الذي تلعبه الكاميرون في أفريقيا الوسطى من خلال انضمام 850 من جنودها إلى القوة الأممية "ميونسكا"، فضلا عن جهودها في مكافحة القرصنة في خليج غينيا والتي تمثل تهديدا للسفن التجارية الفرنسية.
كما يبحث الرئيس هولاند التعاون بين البلدين في المجالات التنموية ومساهمة الكاميرون في جهود مكافحة الاختلال المناخي.
وكان الرئيس الكاميروني قد أعرب عن تأييده للتوصل لاتفاق ملزم وعادل خلال مؤتمر المناخ الدولي الذي سيعقد بباريس في ديسمبر المقبل، مطالبا في الوقت ذاته مراعاة مسألة جفاف بحيرة تشاد.