الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أفكار من برّه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك أفكار كثيرة توصلت إليها شعوب مختلفة ولماذا لا نأخذ بها؟ سؤال دائما يحيرنى.
بعض الناس يقولون إن لنا خصوصية، ولكن هذه الخصوصية لا تمنع أفكارا جيدة توصلت إليها شعوب أخرى، فكما استفادوا منا في الغزوات السابقة بدءا من اليونان والرومان، ترجمت أمثالنا وأخذ الجيد من عاداتنا.
وأظن أن مشعل الحضارة لا يفرق بين من يسلموا أو يتسلموا، فالحضارة نور، وفى يدى كيس بلاستيك لأحد المتاجر الأمريكية مكتوب عليه «من فضلك أعد تدوير هذا الكيس وستحصل على ٢ سنت عندما تستخدم هذا الكيس مرة أخرى، لأننا شركاء في الاهتمام بالبيئة والإنسان والصالح العام، وهذا المشروع جزء من مشروع محاربة الجوع في الحى الذي تسكن فيه».
أيضا سمعت من أحد رجال الصناعة أن الأكياس البلاستيكية التي لا يعاد تدويرها تلقى في الصحراء الغربية، وعندما تقوم زوابع تصل إلى عنان السماء فما أحوجنا إلى تطبيق هذه الفكرة.
أيضا «الكو-أوب»، وهى أسواق لا يعمل فيها عاملون بل كل من في الحى عليه أن يخدم مرة في الشهر، والذين يجيدون الحساب يجلسون على ماكينة النقود، والذي يفهم في أي من أقسام هذا المتجر العملاق يعمل فيه، والذي بدون خبرة يحمل الصناديق من الخارج إلى الداخل، أو يتولى ترتيبها على الرفوف.
ولا يسمح لأى فرد أن يتمتع بالخصم الذي يتمتع به أهل الحى، لأنهم وفروا مرتبات العاملين، وأظن أن هذا النظام لو طبق في بعض الأحياء الراقية وأقبل الناس على العمل مرة كل شهر لانتشرت التجربة في كل أنحاء مصر، لأن الطبقات الفقيرة تتشبه بالغنية، وليس العكس، وأظن أن أغلب الظن أن هذا لن ينفذ في مصر، لأن أغنياءها سيتكبرون فيما لا مجال للتكبر، وفقراءها يتعنتظون على العمل والحصول على الخصم الكبير مقابل العمل.
وفى المثل الذي يقول «زبال وحاطط وردة»، أما الشارع وفى واشنطن لأنها العاصمة أو نيويورك، لأنها مزدحمة لا تستطيع أن تركن سيارتك كما تستطيع في القاهرة، فهناك حد أقصى للباركينج، بل أمام المحال التي تبيع السكاكر والسجائر وأدوات الكتابة اللافتة تقول: «الانتظار ربع ساعة على الأكثر»، أما في المكتبات الصغيرة التي تحتوى على الكتب فتقول اليافطة «ساعتان كحد أقصى»، أما المكتبات الكبيرة، فلا يسمح لها بالترخيص، إذا لم يكن لها ساحة انتظار كبيرة تستوعب عددا كبيرا من السيارات.
وركن السيارة للأبد كما في مصر يستحق مخالفة في أمريكا، وكثيرا ما جلسنا مع بعض الأصدقاء هناك، وقام أحدهم بالاستئذان قائلا: «يجب أن أبدل مكان سيارتى حتى أتجنب المخالفة وسأعود حالا»، والنظام هناك وفى الأحياء السكنية وليست التجارية، يضع سكان المنطقة استيكر على زجاج السيارة (يحصلون عليه عند تجديد الرخصة) يحدد أنهم من سكان هذه المنطقة، وعندما يمر عسكري المرور المكلف بهذه المأمورية، ويتفقد السيارات المركونة يعطى التي لا تحمل استيكر المنطقة ساعتان للزيارة وإلا سيعود ويضع المخالفة على السيارة، لهذا إذا استغرقت زيارتك أكثر من الساعتين وجب عليك تغيير مكان السيارة، ولو إلى الرصيف الآخر أو الشارع التالى. أما أنا مثلا فأسكن في مدينة مغلقة على سكانها مدخلها ومخرجها واحد على الشارع الرئيسى، وللأسف أجد ركنة لسيارتى دائما بصعوبة بالغة حيث يقوم سكان المناطق المحيطة بركن سياراتهم، ويحتدون إذا حضروا ووجدوا أحد السكان يضع سيارته أمام سياراتهم عندما لا يجد مكانا ليضع فيه سيارته.
أتمنى ممن يهمه الأمر أن يأخذ بما وصل إليه البشر من أفكار لصالح البلد، ولا يتبجح بالخصوصية، لأنها في اللغة والدين والعادات الدينية.