الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مجرد سؤال عن الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في يوم واحد هو يوم الجمعة الماضى تمت ثلاث عمليات إرهابية كبيرة في كل من الكويت وتونس وفرنسا.. التفاصيل أصبحت معروفة الآن.. أقصد عدد القتلى الذي قارب المائة في العمليات الثلاث وعدد الجرحى الذين تجاوزوا المائة في العمليات الثلاث أيضًا.. على الفور صارت المناقشات والمقالات عن الإرهاب القذر وكيف ظهر في حياتنا المصرية والعربية.. وكل الأفكار والرؤى تدور حول التفكير الطائفى الذي ملأ حياتنا.. وعن دور الإخوان المسلمين في ذلك والسلفيين والوهابيين والجماعات التي خرجت من عباءاتهم مثل طالبان وجبهة النصرة وداعش وغيرها.. أو دور الأنظمة العربية التي لم تعرف الديمقراطية في الدفع إلى ذلك.. وتتسع الرؤية لنرى أن هذه هي خطة التقسيم الجديدة في العالم العربى.. أو كما يقال سايكس بيكو الجديدة.. ولكل مبرراته.. التفكير الطائفى موجود والحكم غير الديمقراطى موجود وخطة أمريكا وإسرائيل في المنطقة موجودة والأدلة واضحة على كل ذلك.. أكثر الأمور بشاعة في ذلك كله هو الحديث عن الخلاف بين السنة والشيعة.. معروف أن التفجير في تونس يهدف إلى إسقاط النظام الذي جاء بانتخابات رضى بنتائجها الإخوان المسلمون هناك إلا أن السلفيين المتشددين والذاهبين إلى التشدد مستقبلا لا يرون ذلك تقدما في الوضع بعد الثورة لكن تراجعا فما يريدونه ويحلمون به هو دولة إسلامية باعتبار أن كل الأنظمة كافرة.. دولة مثل ما تحتله داعش من مناطق في سوري والعراق تحكم على طريقتها التي لا نعرف من أي إسلام أتوا بقوانينهم والتي أسهلها الذبح والإغراق في المياه داخل الأقفاص الزجاجية.. غرض الإرهابيين في تونس هو النظام الحاكم نفسه ومن ثم فجروا أنفسهم في فندق سياحى ليرحل السياح وقد رحلوا.. الأمر مختلف في الكويت.. فالتفجير في مسجد للشيعة.. والشيعة عند السنة لهم صفات كثيرة كلها تعنى الكفر عند السنة.. وهو صراع يتأجج الآن في الوطن العربى.. فمن قبل حدث تفجير مسجد شيعى في السعودية.. أقول إن الصراع يتأجج الآن بسبب هجوم المملكة السعودية على اليمن وإن لم نعترف بذلك.. فالحوثيون فريق من الشيعة استطاعوا أن ينقلبوا على الحكم وولاؤهم لإيران.. المملكة السعودية شنت حربا شاركت فيها دول الخليج بجد أو على استحياء لسبب الاتفاق بينهم.. لكن السعودية هي التي بدأت وهى القوة الأكبر.. لقد أخطأ الحوثيون بلا شك في الانقلاب على الحكم وشنت السعودية حربها الوقائية حتى لا يكون خلفها دولة شيعية تتوسع فيها إيران.. لم تفكر السعودية في تشجيع الفصائل الأخرى بالمال والسلاح والطرق كثيرة لذلك تأجج الصراع القديم بين السنة والشيعة رغم أن الحوثيين لم يبدأوا بالحرب على السعودية.. لم يعد ممكنا الحديث عن التقارب بين السنة والشيعة فهناك حرب.. ورغم أن السعودية طاردت الإرهابيين وقبضت عليهم وستحاكمهم.. أولئك الذين فجروا مسجدا شيعيا فيها.. إلا أن الحرب على اليمن تشعل الصراع مهما حاولت الدول الابتعاد نظريا عن الصراع بين السنة والشيعة.. حتى الآن لم نسمع أن الشيعة قاموا بتفجير في أي مكان.. التفجير دائما عمل ناس يقال إنهم من السنة.. داعش سنة وجبهة النصرة سنة وطالبان من قبل سنة.. أي والله.. كل الكتاب والشباب المنخرطون على المواقع الافتراصية في الإنترنت من غير المتعصبين دينيا يتحدثون عن ضرورة التقارب بين الطوائف والأفكار وضرورة تجديد الخطاب الدينى وضرورة إعادة المناهج التعليمية وضرورة الديمقراطية.. وكل ذلك ضرورى ورائع وطريق صحيح إلى انتهاء الإرهاب لكن ماذا تفعل وحرب شاملة يتم شنها على دولة أخرى خوفا من تمدد الشيعة وعدم إعطاء الفرصة لشعب هذه الدولة أن يعيد ثورته إلى طريقها باعتبار أن ما حدث فيها انقلاب وهو كذلك فعلا والأفضل «جحا أولى بلحم توره».. هذا ما لا ينتبه إليه أحد.. ما دامت حرب على دولة خوفا من تمدد الشيعة قائمة فلا بد للأفكار الطائفية أن تشتعل حتى لو قاومتها الدول المشاركة في الحرب في بلادها.. هذه واحدة.. الثانية ترى كم من الزمن نحتاجه لإصلاح حال التعليم وتجديد الإسلام وغير ذلك مما هو جميل حقا.. عشرات السنين.. إن ما تم غرسه من أفكار إرهابية عبر السنين الطويلة السابقة لا ينتهى إلا في سنين طويلة مهما كانت قوة عمليات القبض على الجناة من الإرهابيين.. أقول هذه واحدة.. الثانية هي أن هناك حربا لا يظهر أنها حقيقية على داعش في العراق وسوريا.. وبالذات في سوريا شىء أشبه بالتصوير السينمائى لم يأت بنتيجة والسبب اختلاط المتحاربين طبعا.. فجبهة النصرة تعتبر عند المملكة السعودية وأمريكا جبهة وسطية لا أعرف كيف.. وطبعا نظام بشار عدو للجميع والكل مختلط في الميدان ومن ثم لن تجدى الغارات.. لكن هل يمكن لداعش التي تتوسع في سوريا والعراق أن لا تكون سندا للإرهابيين في البلاد العربية.. إيقاف هذا السند يعنى حربا حقيقية على داعش.. وبعدها يكون الإصلاح في التعليم وتجديد الخطاب الدينى وغير ذلك مما قلناه.. القضاء على داعش في سوريا والعراق لو تم بإرادة حقيقية لن يستغرق سنوات بل أشهر وربما أسابيع.. لكن من يفعل ذلك؟ إذن سؤالى هو كيف تريد الإخاء في الحياة وأنت تترك مشعليها يتوسعون؟