رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العاشر من رمضان أكثر من انتصار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لو أردنا الحديث عن التاريخ هنا فلا نستطيع مطلقا إهمال الجغرافيا ... وإذا أتيناها .... بكل وديانها وجبالها ورمالها أخذتنا بمغارفها إلى ساحات الجلال الذي اختبأ خلفها كل جمال ....! فما هي يا ترى البقعة المقدسة على لسان الله ...؟ وما هو يا ترى الوادي المقدس طوى وفقا لوصف الله ...؟ وما هو الجبل الأقدس الذي تعرض وتلألأ لمقام نور الله فرآه حينما خر موسى صعقا ...؟ وما هو موقع النار التي آنس منها موسى فأتى أهله منها بقبس ليكون لهم دفئا ونورا ..؟ وما هي الساحات التي وطأها الملاك فأخذ السامرى من آثاره عجبا حينما صنع لهم عجلا له خوار فخروا له من دون الله سجدا بعدما عصوا أمر هارون النبي الذي اتخذ الله له من سيناء قبرا ليكون للعالمين بعدها آية وأثرا ...........؟ حينما ترى عيون موسى تتفجر يلمع التاريخ فوق صفحاتها ويضيء فاعلم أنك بالأرض المقدسة .. أرض التين والزيتون وطور سينين ........... ! وعندما تأخذك الذكريات إلى جبل الطور فخلع نعليك وتأمل لقول الله فيها ..... في الوادي المقدس طوى ...! وعندما تحاصرك دروس التاريخ فتعلم شيئا وأشياء عن حمامات فرعون وسانت كاترين وطريق العائلة المقدسة ومسالك الأبرار والأنبياء التي اتخذت من سيناء مقرا وممرا إلى أرض الحضارات في وادي الحياة بجوار نهر الجنة الذي تعيش عليه مصر ويعيش بحلم كل أرض تتمنى ......! سيناء هذه التي انطلق منها جيش قطز برجال مصر وشبابها إلى عين جالوت فصد همجية التتار من أن تسقط حضارات الدنيا وخاض بوديانها جيش المصريين الكبار فأوقع الهزيمة بالغزاة عندما كذبوا على الصليب واحتلوا به الأوطان فحرر الساحل وعاد بالقدس وأمن حدود الإنسان من أن تقهره غواية من يتاجرون بالأديان .........! سيناء تختزل تاريخ النصر الذي حمى مصر عبر كل تاريخها من قبل غارات الهكسوس التي أتت من الشرق أيضا لما بعد احتلال الصهاينة الذي أدرك أن بسيناء يعيش مفتاح القاهرة ......! الأمر الذي أدركه حكام خانوا الله في مصر وباعوا للإرهاب سيناء حينما أرادوا أن يغيروا حدود الجغرافيا بالرهن والبيع وتبادل الأراضي ... فأسقطتهم لعنة رمالها من فوق الكراسي في 30 يونيو المجيد ......! سيناء وتحريرها العظيم يوم العاشر من رمضان يوم فرحة العالم الإنساني بانتصار الحق ويوم كبوة العالم الإستكباري بزهق الباطل ستظل هي أرضا وتاريخ عنصرا حاكما يتحكم فيمن يحكم ويطرد من يخون وعلى رمالها تتشكل خرائط الأمن القومي لوطن أبى يأبى أن يهون .......! من سيناء تلمح الحركة التي تريد القاهرة أهي هادية عندما يقصد منها المسيح وأمه الطاهرة تلمس الأمان صوب الوادي الذي يوفر الاستقرار ويهدى إلى حسن القرار ...وعندما تذهب بدروبها رسالة البشارة بالدين الجديد إلى المقوقس عظيم القبط ... فتعود معها الهدايا إلى النبي الجليل محمدا حاملة إليه مارية أم ولده إبراهيم .....! أم هي حركة باغية عندما يتحصن اليوم بجبالها ووديانها الإرهاب الذي يتجهز بالحاقدين كي ينال منا شرا ناره حامية ....! إنها بوصلة أمان مصر واستقرارها ..... وفيها يعيش أمان الحاكم وإخلاصه .... وحولها يظهر ولاء السياسة وخيانتها ... ومنها نستطيع أن نأمن على أنفسنا أو نتربص بعدو يقصدنا ...! وعليه حرص الصهاينة على سيناء لأنها بوابة الاستيلاء على من حولها ...... ومن يُخضعها يُخضع المشرق الإسلامي والمسيحي على حد سواء ومن يملكها يملك مفاتيح الجغرافيا وخزائن التاريخ ومشروعيه البقاء ....! ولذا كان تحريرها تحريرا لإرادة وطن من القهر ... ولمستقبل وطن من الاستغلال ..... ولخرائط من الممكن أن يعاد تشكيلها وتشتيت أهلها ..... ! وكان تحريرها تثبيت جديد للمشرق كي يعيد له التاريخ مفاتيح النضال ضد البغاة .... من رفعوا نجمة داود ... أو من اختبئوا خلف الرايات السود .... أو أؤلئك الغزاة الجدد بنكهة جديدة تحمل رايات زور تغذيها الفتنه التى تختبئ أيضا خلف شعارات تطبيق الشريعة ...! وكلهم في الطعن بصمود الأمة ووحدتها واستهدافها سواء بسواء...! ومن هنا فلا عجب عندما نرى كل أشرار العالم قد سكنوا خلف خط بارليف وأمدوه بكل تحصين أعلن حينها أن أقوى الجيوش غير قادرة على اختراقه وإحراقه وتجاوز نيرانه وإسقاط أغلاله الذي أحاطت برقبة القاهرة ويعيش خلفه في حصار قسم الله في القرآن ... والطور وكتاب مستور ... ! ولا عجب أيضا إذا تواطأ على كسر صمودنا بغي الغزاة في الخارج وبغي الجناة في الداخل من عصابات الإخوان والسلفيين التي تعمل في كل حين على فك تلاحم الوطن بالشعارات والأكاذيب ليصب نضالهم في النهاية لصالح بني إسرائيل .... عبر مواجهات لا تنقضي من أجل السلطة حتى وسيناء بقعة محتلة وضعت أمن مصر وعالمها العربي كله في ورطه .....! ما نسي هؤلاء أن يمتهنوا صناعة النفير الداخلي الذي يؤازر في نهاية سعيه عدوا خارجي اشترك كلاهما في كراهية الجيش المصري .......! الجيش ... الذي فاجأ الخطط الحربية .... وتفاجأ من جهاده خط بارليف والمتحصنين خلفه بالبرية .... !! الجيش الذي عرفت جبهاته نضال البابا بمواعظه لشد الأزر .... وجهاد الأزهر برجاله يوم كان مثيرا لشحن العزم .... فانطلق لكي يكتب بإرادته النصر .... نصر لم يحققه السلاح .... ولم ينجزه التفوق التقني .... ولم يحرزه تآزر عالمي اتفق من قبل على بقاء هزيمتنا تمص من كل أرصدتنا كي تبقينا ملازمين للضعف والوهن ....! نصر كتبته إرادة التغيير .... وإرادة التحرير .... فهزمت الصدور الرصاص وكسر ذكاء التصميم بلاهة التدبير وانهار الخط المنيع تحت ضربات الماء الفظيع ....! كانت عظات البابا على الجبهات .... وخطب الأزهر بالخنادق والساحات ... رصاصات حارقة أسقطت أساطير العدو لكي يتحرر طور سيناء وبقاع القداسة ونعيد للعالم الثقة من جديد في معادلات الحق الذي لا يمكن أن يستسلم لهزيمة الباطل الطارئة ولو بعد حين كانت هذه الملحمة .... تاجا للرؤوس .... ورباطا للمعاصم والنفوس ... قد صنعها جيش مصر الذي عاد بسيناء متوضئة بالدماء هذا الجيش الذي وقع في عشق الوطن .......! فيما يقع بعرضه اليوم الصهاينة وكل خوان أثيم عابد لوثن يسمع له ويطيع ..........! لنعلم أن يوم العاشر من رمضان أكبر من نصر .... إنه عودة جديدة لحياة كادت أن تغرب شمسها عن وجه الوطن أمسك بتلابيبها في صحن السماء جهاد جيش قرر أن ينتصر ويظل إن شاء الله بتلاحم الشعب من خلفه منتصرا.