الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في اليوم العالمي لمكافحة الإدمان.. جمعيات أهلية: متعاطي المخدرات مريض وليس مجرما.. خبراء يطالبون الدولة بزيادة عدد المصحات العلاجية.. ويؤكدون على ضرورة تطبيق نظرية "مداواة الذات"

متعاطي المخدرات مريض
متعاطي المخدرات مريض وليس مجرما
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل اليوم الجمعة الكثير من دول العالم بمناسبة اليوم العالمي للمخدرات بمشاركة 150 دولة من بينها مصر حيث تشارك العديد من الجمعيات الأهلية المصرية منها جمعية الأصدقاء ومقرها محافظة المنيا وذلك نظرا للخطورة التي تسببها المخدرات والمخاطر التي تترتب على تعاطيها، فهي تعتبر أخطر ما واجهته البشرية على امتداد تاريخها الماضي والحاضر لذلك تهب اليوم كل دول العالم ناهضة منادية بأعلى الأصوات لضرورة الإقلاع عن تلك الآفة التي تهدد الكرة الأرضية، حيث شاهدنا في السنوات الأخيرة انتشار المخدرات بشكل لافت للانتباه بالدرجة التي جعلته يخترق حواجز الجامعات ليس في مصر وحدها بل في العالم كله ليصبح طالب الجامعة الذي يتصف بالالتزام الخلقي والعلمي مدمنا للمخدرات وأصبح "الترامادول" وكأنه قرص "ريفو" بين يدي الطلبة والطالبات.
في البداية قالت سهام منير مدير جمعية الأصدقاء: الغرض من الجمعية هو مكافحة الإيدز والمخدرات في صعيد مصر فبالنسبة للإيدز نقدم مجموعات دعم ومساندة، لافتة إلى أن هناك بروتوكول تعاون بين جمعية الأصدقاء والبرنامج النووي لمكافحة الإيدز والمخدرات، وأكدت أنهم يشاركون اليوم في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والذي تشارك فيه 150 دولة، قائلة نحن نرفع شعار "لا لتجريم المخدرات" فهي ترى أن مستخدم المخدرات مريض وليس مجرما يستحق من الدولة الرعاية بدلا من الحبس والتجريم، خصوصا وأن هناك مدمنين كثيرين دخلوا السجون ولم يقلعوا عن الإدمان بل وهناك منهم من أصبح تاجرا للمخدرات، فقضايا التعاطي والسجون ليست الحل ولن تأتي بنتائج إيجابية لذلك قررنا إنشاء هذه الجمعية وعمل برامج توعية للحد من خطورة انتشار المخدرات في المجتمع المصري.


وطالبت الدولة بضرورة إنشاء مصحات لعلاج المدمنين، وقالت أنه من خلال عملها اكتشفت أن هناك مدمنين كثيرون لديهم النية للإقلاع عن التعاطي لكن العلاج يحتاج إلى أموال وهم غير قادرين، لذلك فإن الجمعية تقدم لهم التوعية كما تقوم بعمل التحاليل اللازمة لهم، وهناك من يتم عرضه على مصحات وفقا لخطورة حالته.
وعن كيفية مشاركتهم في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات قالت قام شباب الجمعية بارتداء الزي الفرعوني وذهبنا إلى بني الحسن في المنيا وذلك لتوصيل رسالة معينة وهي أننا كمصريين نكافح المخدرات ونسعى لترويج السياحة خصوصا بعد الحادث الإرهابي الأخير في الأقصر.



بينما أضافت دينا الفونس رئيس مجلس إدارة جمعية الأصدقاء أن الهدف الأساسي من إقامة الجمعية هو التوعية بخطورة المخدرات ومدي آثارها السلبية على المجتمع، فنحن نسعي لإقامة حملات توعوية في كل محافظات مصر وأشارت أن لديهم معمل للتحاليل، فمنذ نحو 5 شهور تم إجراء العديد من التحاليل الطبية على عدد من المدنين وتحدثنا معهم حتى نستطيع التعرف على طريقة تفكيرهم والأسباب التي دفعتهم لتعاطي المخدرات.
وأكدت أن أغلبها أسباب اجتماعية وان البطالة تلعب دورا كبير في تعاطي المخدرات نظرا لوقت الفراغ الكبير أمام الشباب، لافتة إلى أن محافظة المنيا بها نسبة بطالة عالية كما أنها تعد المحافظة الثانية بعد القاهرة التي تنشر فيها المخدرات بشكل كبير لذلك أنشأنا الجمعية ومقرها المنيا،ولفتت إلى أن فريق العمل بالجمعية كانوا ينضمون للعمل في جمعيات أهلية من قبل فلديهم الخبرة الكافية بالعمل التوعوي المجتمعي لكننا قررنا الاستقلال وعمل جمعية الاصدقاء لفتح أهم وأخطر ملفين وهما الإيدز والمخدرات دون النظر للعائد المادي فالهدف التوعية والتنبيه بمخاطر هما.

وعن تعريف الإدمان قالت الدكتورة ناميس وليم، إخصائية نفسية وعلاج إدمان: هو الحالة الناتجة عن استعمال مواد بصفة مستمرة (غالبا مواد مخدرة) بحيث يصبح المرء معتمدا عليها نفسيا وجسميا، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على نفس الأثر دائما، وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل لدرجة توقع أشد الضرر بالجسم والعقل فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية في غياب هذه المادة، وفي حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى أعراض الانسحاب وقد تؤدي إلى الموت، والإدمان يمكن أن يكون إدمان المشروبات الروحية أو المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة أو المنومة أو المنشطة لافتة إلى أن الإدمان يسبب للمدمن أضرارا جسمية مدمرة حيث يؤثر على كفاءة جميع وظائف الأعضاء بالجسم وكذلك يؤدي إلى تعرض المدمنين لعدد من الأمراض مثل:
سرطان الفم، والبلعوم، والحنجرة، والمريء، وتلف وتشمّع الكبد، والإصابات الجلدية نتيجة تكرار الحقن الوريدية، وبطء الاستجابات وردود الفعل الحركية، وضعف مناعة الجسم ومقاومته للأمراض، والإصابة بمرض الإيدز ومرض التهاب الكبد الوبائي نتيجة استعمال الحقن الملوثة واشتراك أكثر من شخص بها.
والوفاة نتيجة لتناوله الجرعات الزائدة.
وأشارت إلى أن تأثير الإدمان على الناحية النفسية فيؤدي إلى تقّلب المزاج ونقص التركيز والقلق والعصبية الزائدة والاكتئاب أو المرح الزائد عن حده، إضافة إلى إصابة بعض المدمنين بالاضطرابات العقلية كانفصام الشخصية والاضطرابات السلوكية صفة تلازم المدمنين، نتيجة لحاجة المدمن للمال لتوفير المادة المخدرة فيلجأ للسرقة وارتكاب والجرائم ممّا يزعزع أمن المجتمع والأسرة على السواء.


والإدمان هو مشكلة اقتصادية واجتماعية لأن الشخص المدمن على استعداد لدفع أضعاف قيمة المادة المدمنة لكي يحصل عليها، كما أنّ إنتاج هذا الشخص يقل ويتدهور ممّا يسبب أيضا في فقدان وظيفته وضياع مصدر رزقه ونتيجة ذلك لا يستطيع القيام بالتزاماته العائلية فيؤدي إلى انهيار الأسرة وفقدان الأمن المادي والمعنوي لأعضاء أسرته ممّا ينتج عن ذلك تفكك الأسرة وتشرد الأبناء. وترتفع أيضا نسبة الحوادث خاصة حوادث السير والانتحار.
أيضا لفتت الانتباه إلى وجود جزء في المخ يسمي الجهاز الحشوي وهو مركز المكافئة والذي يتأثر بمستوي نسبة تعاطي الشخص للمخدرات، حيث يبدأ افراز كميات كبيرة من الفيتامينات نظرا لأنه موصل عصبي يشعر المدمن باللذة،ومع الوقت يبدأ الشخص التعود عليه وكل مرة يزود الجرعة ليصل لهذه اللذة التي شعر بها في المرة الأولى وهذا سببا مواصلة التعاطي وبالتالي بمرور الوقت يفقد المدمن السيطرة على أعضاء جسده،وعن العلاج.
وأوضحت د. وليم لابد أن نضع في الاعتبار أن الإدمان أكثر خسائره متعلقة بخسارة العقل فهي مرض عقلي، يكون فيها العقل متورط لذلك فهو يحتاج إلى وقت طويل لإعادة برمجته، وأشارت إلى أن علاج أعراض الانسحاب ليس علاج كافي للمدمن لكن العلاج الحقيقي ما يعقب فترة الانسحاب لاستعادة الفرد القيام بوظائفه، لذلك نقوم بعمل برنامج مكثف نعالج من خلاله الربط ما بين التعامل مع الحياة والضغوط وكيف يتعامل الفرد بدون مخدر، لافتة إلى أن مشكلة المخدرات ترتبط بالمشاعر ومن ضمن البرنامج ضرورة فك الربط مابين مشاعر الإنسان وظروف حياته واحتياجه للمخدر وذلك لإعادة وظائف المخ ثانية بحيوية، لافتة إلى ضرورة تطبيق نظرية مداواة الذات " وهي أن كل شخص يلجأ للمخدر لديه جرح يحتاج ليلتئم.