الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الثانوية العامة وكمين المرور

محمد يوسف العزيزي
محمد يوسف العزيزي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

امتحان الثانوية العامة الذى كان كابوسا يفزع منه الطلبة ويُطَيّر النوم من عيون الآباء والأمهات خوفا على مستقبل أبنائهم.. تحول بقدرة قادر إلى كرنفال للتسريب والتصوير والغش، فلم يعد يشغل بالنا الامتحان كان صعبا أم سهلا، كان طويلا أم مناسبا للوقت، كانت به أسئلة للمتميزين ومتوسطي الذكاء أم كان فى قدرة جميع الطلبة، كانت به أسئلة من خارج المقرر والكتاب أو فى حدود ما تم تدريسه للطلبة لو كان هناك تدريس فى المدارس بالفعل!!

أصبح ما يشغلنا ونسأل عنه هو هل تم تسريب الامتحان وهل حدثت حالات غش أم لا؟ الثانوية العامة لم تعد البعبع الذى تحدثنا عنه كثيرا.. الثانوية العامة صارت «أليس فى بلاد العجائب» يمكن أن تفعل أى شيء، ويمكن أن نسمع عنها كل شيء، ولم يعد الخوف منها مبررا بعد أن فشلنا بكل فخر أن نمنع الغش والتسريب والتصوير، أو حتى نمنع وسائل الغش الحديثة.. الدنيا تطورت وحنى لا نبدو متخلفين كان علينا توظيف التكنولوجيا فى الغش بدلًا من البرشام الصغير والكتابة على الذراع وفى بطن اليد.. الدنيا بخير طول ما الطلبة تستطيع الغش بالمحمول وتطبيقاته.. المهم الولد لا يرسب فى الامتحان ويعدي ويدخل الجامعة ويتخرج فى الجامعة بالغش ويقف فى طابور العاطلين بالتعليم!

ابحثوا عن طريقة أخرى لهذه الشهادات أو الغوها تستريحوا وتريحوا الطلبة وبلاش فضايح فى الدنيا كلها.. وزارة غير قادرة على منع الغش فى الامتحانات.. هل تستطيع أن تقدم رؤية مستقبلية للتعليم؟.. والله أشك

أحمد موسى نجم العشر الأوائل من رمضان، وكل سنة والإعلام بخير والمصريين عيونهم مفتوحة أمام الشاشات وآذانهم مطقطقة بتسمع دبة النملة عن أحمد موسى، ناس واقفة معاه وناس واقفة ضده وأصل الحكاية لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. مذيع أخطأ فى حق سياسي- من وجهة نظر خصمه- وأسامة الغزالي حرب ركب دماغه وقرر يقاضيه ويحاكمه وشغل نفسه بكتابة صيغة اعتذار يتلوها أحمد موسى صاغرا على المشاهدين الذين لا ناقة لهم ولا جمل!.. لكن الحكاية يبدو أنها أكبر من ذلك.. انقسم الناس وكلاهما على حق وكلاهما على باطل، فالوطن هو من يدفع الثمن والإعلام هو من يجد ضالته فى شغل الناس بالحق وبالباطل.. وأخيرا أحمد موسى براءة.. الحمد لله القضية خلصت والناس كمان تخلص من وجع الدماغ.. بس كان كل ده ليه؟ أهو مولد ساير داير شالله يا أصحاب البيت!

"ضابط مرور جالس على كرسي فى الجزيرة الخضرة وضارب النضارة الشمس فوق عينيه ورافع رجل على رجل، وفى عز الزحمة عامل لخمة..أقصد لجنة.. ومشغل شوية عساكر درجة ثانية توقف السيارات وسط الشارع تأخذ  الرخص من السائقين وتذهب بها إلى حضرة الضابط.. يبص فيها شوية ويتكلم فى الموبايل شوية والدنيا معكوكة فى الشارع، وهو ولا على باله والدنيا صيام والناس مخنوقة من الحر والزحمة، ولو حصلت خناقة أو حادثة من التكدس ندخل فى مشكلة أكبر"

الثلاث حالات يبدو أنه لا رابط بينها.. لكن لو دققت النظر تكتشف أننا أمام حالة من إفساد متعمد.. أوقل نموذج لإدارة الفساد وهذا أخطر على الوطن من الفساد نفسه.. اللهم إنى صائم.

 العقاب عملية تربوية تستهدف القضاء على سلوك خاطيء، أما الانتقام فإنه سلوك يستهدف التنفيس عن الغضب من سلوك محرج أو مثير أو مرفوض.