السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تعليقات يوم من يونيو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أول ما أتوقعه فى أعمال دراما رمضان هذا العام (ونحن لا نزال أمام الحلقات الأولى)، هو أن مسلسل «العهد» سيكون عملًا استثنائيًا، وأنه نسيج وحده فى دراما التليفزيون لدينا عامة وليس فى رمضان فحسب.. بل أشعر أننا سنكون أمام تحفة فنية وليس عملًا جيدًا فحسب.
أتمنى أن يتابع باهتمام يستحقه، ومن الضرورى أن تكون لنا معه عودة، ووقفة تأمل وتحليل.. لكن ليس هو وحده من يستحق المتابعة.
أهتم بمشاهدة مسلسلات من مهرجان رمضان الجديد (٢٠١٥)، يوجد احتمال حقيقى، أن تأتى موفقة ولها قيمتها، وسوف يتأكد هذا الاحتمال من عدمه عند اكتمال المشاهدة، هي: (إلى جانب العهد/ بين السرايات/ تحت السيطرة/ أرض النعام).. وهذا الاحتمال الحقيقى بسبب ابتداء أهمية كتاب المسلسلات الأربعة (وهم بالترتيب نفسه: محمد أمين راضي/ أحمد عبد الله/ مريم نعوم/ ناصر عبد الرحمن)، وبسبب بعض مخرجيها (مثل خالد مرعى فى «العهد»، وسامح عبد العزيز فى «بين السرايات»)، وبسبب تميز بعض فنانيها (مثل أبطال «العهد»، ونيللى كريم فى «تحت السيطرة»، وسيمون فى «بين السرايات») وبعض فنييها (مثل مدير التصوير أحمد يوسف فى «العهد»).. وغيرهم.
١٨ يونيو:
اليوم «عيد الجلاء»: الذى يوجد تعمد لعدم الاحتفاء به منذ السبعينيات الماضية البائسة.. ولتجاهله، طبعًا لأن له علاقة بثورة يوليو وبعبد الناصر!
كل بلد فى الدنيا: أغلى أعيادها هو عيد الاستقلال والجلاء.. ونحن لثلاثة أرباع قرن (١٨٨٢ - ١٩٥٤) يسقط منا الشهداء تلو الشهداء، من أجل هذا اليوم وجيلًا إثر جيل.. وحينما تحقق الجلاء ومعاهدته، على يد جمال عبد الناصر وثورته، وقف القائد الشاب وقال فى خطبة شهيرة رائعة.. إن الثورة تهدى هذا الانتصار والجلاء إلى كل الأجيال التى كافحت فى سبيل هذا اليوم وكل الشهداء والأبطال والفدائيين.. وكل الرموز ابتداء من عرابى ورفاقه إلى مصطفى كامل ومحمد فريد إلى سعد زغلول وكل من أعطى وبذل.
إن جميع محاولات القوى المضادة لثوراتنا المجيدة (من ٢٣ يوليو ١٩٥٢.. إلى ٢٥ يناير ٢٠١١ و٣٠ يونيو ٢٠١٣).. والتى تستهدف بخبث وخسة إلغاء هذا الحدث العظيم والانتصار التاريخى من ذاكرة الوطن والشعب: لن تفلح.. ولن يصح إلا الصحيح.. إنهم يحاولون منذ السبعينيات إلى اليوم وسيخيب كل سعيهم الخبيث الخسيس.
١٨ يونيو:
ذكراه اليوم: المناضل النبيل محامى الشعب.. أحمد نبيل الهلالى.. مثله مثل محمد عودة المفكر الموسوعى.. مثل رموز قليلة جدًا: مع أنهم فى قلب وصدارة تيارات سياسية معينة، إلا أننا يمكن أن نسميهم: شخصيات عابرة للتيارات.. والحركات السياسية والأحزاب، لأنها تعبر عن كل الشعب، ولأنها قطعة من ضميره.. نبيل الهلالى اسم على مسمى لأنه نبيل فعلًا.. ومن الخالدين بقدر نبله وصدقه وإخلاصه بلا حدود من أجل الوطن والمواطن والإنسانية.
وهذان الرمزان المضيئان بالذات (محمد عودة، ونبيل الهلالي): هما أول من أوحى إلينا بهذا التعبير.. تعبير: «شخصيات عابرة للتيارات».. إذ كنا نجتمع حولهما، ونتحاور معهما ونصادقهما، ونحن من مختلف التيارات الوطنية.. ولا نشعر بغربة أبدًا، فى حضرة كليهما، بل نشعر بقلب يسع الكل.. رغم ناصرية عودة وماركسية الهلالى.. وهذه حالة نادرة فعلًا.. لم نشعر بتحققها إلا مع قلائل معدودين.
١٨ يونيو:
كنت أراها باستمرار نورًا.. فهل انطفئ النور اليوم؟
النبيلة النابهة «نبيهة لطفي» نور لن ينطفئ.. مع السلامة أيتها الإنسانة الرائعة الراقية.. والفنانة المبدعة العروبية الأصيلة.. مع السلامة أيتها الصديقة الجميلة الغالية.
احتفلنا بها فى جمعية نقاد السينما المصريين، قبيل الرحيل ببضعة أسابيع وكانت كل قلوب المحتشدين المحتفين بها تنبض بحبها.. وهى كانت على الرغم من متاعب صحية، بدت عليها بغتة فى الآونة الأخيرة، تفيض حيوية وعذوبة وحبًا للجميع، بل ورغبة وشوق هائلين للدخول فى إبداع عمل جديد.. فبعد إنهاء فيلمها التسجيلى مؤخرًا عن شادى عبد السلام، والتى حدثتنا ذلك المساء عن ظروف إنتاجه الصعبة بحرارة شباب، وعن «شادي» نفسه بمحبة غامرة وقدرة جميلة على رواية بل و«تشخيص» ذكريات مهمة كثيرة معه، قالت لنا ليلتها: «الآن أنا أصبحت مستعدة للفيلم الجديد عن محمد عودة».
كنا فى منتدى محمد عودة، برئاسة أديبنا الرائع بهاء طاهر، قد طلبنا منها واتفقنا معها على فيلم «عودة»... ونحن الآن بحاجة إلى فيلمين صادقين عميقين.
فيلم عن «محمد عودة» الشخصية الاستثنائية الفريدة.
وفيلم عن «نبيهة لطفي» الفنانة المبدعة والإنسانة البديعة.