الأربعاء 05 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

صلاح سالم.. الشارع الغلط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس من المنطقى استمرار اسم صلاح سالم على أهم شارع في مصر، تخليد المستبدين وكارهى الثقافة وأعداء الحريات من سمات المجتمعات الجاهلة، وليس هُناك شك أن أيا من شهود حياة صلاح سالم إلا وسرد جانبا من تهوره وغطرسته وسوء تصرفه، حتى إن بعض اليوليويين اعتبروه نقطة سوداء على حركة عبدالناصر، وأطلق عليه كثيرون لقب «المجنون»،
كان صلاح سالم مندفعا متهورا يحمل كثيرا من السادية والتوحش في التعامل مع جنوده، ثُم مع موظفيه بعد الثورة، وكان معروفا عنه زياراته إلى الوزارات المدنية المختلفة لمتابعة أدائها وكان يضرب كبار الموظفين بالشلوت لتحفيزهم على تحسين أدائهم حتى وصلت عنجهيته إلى ضرب وكيل وزارة الزراعة أمام موظفى الوزارة.
وكان «سالم» هو الأكثر دموية بين أعضاء مجلس قيادة الثورة، لذا فقد تبنى ضرورة إعدام الملك السابق، لكن صوته كان منفردا ونشازا بين ضباط دهاة مثل عبدالناصر والسادات وزكريا محيى الدين.
وقد عُين وزيرا للإرشاد القومى ليطلق خطب رنانة كل فترة عن مؤامرات تحاك ضد الثورة الوليدة وهو ما كان سببا في ظلم كثير من الساسة الوطنيين الذين واجهوا الملك والإنجليز، ثُم دفعت غطرسته نظام يوليو إلى توليته ملف السودان، ففشل فشلا ذريعا، وأسهمت سياسته في انفصال السودان تماما عن مصر عام ١٩٥٥.
الغريب أن جنون «سالم» وصل به إلى حد معارضة قرار تأميم قناة السويس، ومطالبة أعضاء مجلس قيادة الثورة بشرب السم جميعا بعد التهديد البريطانى والفرنسى لمصر عام ١٩٥٦.
ذلك العبث والجنون وتلك السادية كانت أوراق اعتماد تخليده من قبل النظام الناصرى عندما توفى عام ١٩٦٢ ليتم إطلاق اسمه على أكبر وأهم شارع في مصر، بينما تناست الشوارع والميادين الكبرى وطنيين عظماء ساهموا في تنمية وتطوير وتحديث مصر.
أليس مثيرا للاشمئزاز ألا يوجد شارع واحد باسم يوسف صديق، رغم أنه هو البطل الأول لحركة يوليو ولولاه ما نجحت الحركة وسقط الملك!
أليس غريبا ألا يُخلد رجل مثل اللواء صالح حرب الذي قاد أول ثورة عسكرية مسلحة ضد الإنجليز عام ١٩١٤!
أليس مُدهشا أن يكتفى بإطلاق اسم مصطفى النحاس أنبل وأعظم زعماء مصر على شارع فرعى في مدينة نصر، بينما الميادين الكُبرى ومحطات المترو تحمل أسماء ناصر والسادات وعرابى!
شوارعنا في حاجة إلى زيارات، وأسماؤها في حاجة إلى مراجعة.
والله أعلم.