اصابتني حالة من البحث المحمومة عن قسم ابقراط ابو الطب والاطباء. المولود عام 460 قبل الميلاد في بلاد الاغريق ،والذي ارتبط اسمه بقسمه الذي يقسمه الاطباء قبل أن تمتد اياديهم لاجساد المرضى.
ومنه :“,”اقسم أن استخدم العلاج لمنفعة المرضى بحسب قدرتي وحكمتي ،وأن امتنع في استخدامه عن فعل فيه أذى او ظلم والا ادخل منزلاً الا لمنفعة المرضى وأن أحترز عن كل إساءة مقصودة او اذى متعمد “,”.
كما وضع “,”أبقراط“,” عهدا منه :“,”اقسم بالله رب الحياة والموت وواهب الصحة وخالق الشفاء وكل علاج أن استخدم العلاج لمنفعة المرضى “,” .
ظل قسم “,”أبقراط“,” من الثوابت الاخلاقية المستقرة في وجدان الطبيب والمريض ،ولكن في ايامنا الاخيرة اُرتكبت جرائم زلزلت ثوابت المهنة والقسم والشرف من اطباء ينتمون الى جماعة الإخوان الإرهابيين التي أفرزت “,”الطبيب الإرهابي“,”.
فأن يكون الإرهابي القاتل أى“,” احد“,”وأن ينتمي لاية مهنة فهو إجرام. اما أن يكون الارهابي طبيباً فهذا ما لا يمكن تخيله ولا يوجد وصف له . وقد إنكشف الغطاء عن بؤرة الاجرام وسجل التاريخ أن الاطباء المنتمين لهذا الفصيل الظلامي مارسوا التعذيب والقتل وإمتنعوا عن علاج مصابين وعلى سبيل المثال وليس الحصر فالحصر قادم لا محالة والحساب ايضاً فقد رفضوا إستقبال وعلاج ضباط وعساكر الشرطة الذين تم سحلهم وتعذيبهم يوم 14 اغسطس حتى أوشكوا على الموت في محيط مديرية امن اسوان .كما سجل التاريخ ايضاً أن أطباء أشرفوا على تعذيب ضابط شرطة ومواطنين في بؤرة رابعة العدوية الإجرامية .وفي مطاي بالمنيا سقط ضابط شرطة بين يدي طبيب إرهابي وكان قلب الضابط مازال ينبض بالحياة ،وقلب الطبيب الإرهابي الذي ينبض بالغل والكراهية لم يحتمل أن يري امامه إنسان حي يحتاج لرعايته فقام بضربه على رأسه باسطوانة الاوكسجين صارخا “,”انت لسه فيك الروح يا كافر“,”. .وفي قصر الاتحادية وكان رئيسهم الخائن محمد مرسي مازال جالساً على مقعد الحكم اشرف طبيب على تعذيب المعارضين له ووقفت طبيبة تنتمي للجماعة الإرهابية بقدمها على قلب مصاب من معارضي المعزول وقالت له “,”هعالجك لما تجيني أوامر من المرشد“,”هل طلب المعذب منها علاجه، هل قرأت في عينيه نظرة رجاء تطلب الرحمة وتسكين الالم ؟.
هل قرأت تلك الارهابية وزملائها القسم الطبي وهل يعرفونه اصلا وهل تعطرت شفاههم وتطهرت بتلاوته.
:“,” اقسم بالله العظيم أن اراقب الله فى مهنتي وأن اصون حياة الانسان فى كافة ادوارها،في كل الظروف والاحوال باذلا وسعي فى إستنقاذها من الموت والالم والقلق وأن احفظ للناس كرامتهم واستر عوراتهم واكتم سرهم وأن اكون على الدوام من وسائل رحمة الله باذلاً رعايتي الطبية للقريب والبعيد ،للصالح والظالم والصديق والعدو “,” هذا جزء من القسم الذي أهانوه وحنثوا به .
ليست هذه هي القصص الوحيدة الاجرامية لهولاء ولكن يبدو أن بشاعة جرائمهم قد أنستنا أن طبيباً اسمه طايمن الظواهري“,” يتزعم عصابة إرهابية اسمها تنظيم القاعدة ولهذا حديث اخر.
