الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ليلة بكى فيها النيل.. ودفن فيها أسرانا أحياء من جديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل تعرفون يا سادة من هى جولدا مائير؟
- إنها رئيسة وزراء العدو الصهيونى التى أشرفت على حرق المسجد الأقصى عام ١٩٦٩.
- إنها المنزوعة الإنسانية صاحبة القول «كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلا فلسطينيا على قيد الحياة».
- إنها رئيسة وزراء الكيان الصهيونى فى الفترة من ١٩٦٩ حتى ١٩٧٤، وبأوامرها وتحت إشرافها فى «الثامن من إبريل ١٩٧٠» قامت طائرات العدو «الفانتوم الأمريكية» بقصف مدرسة بحر البقر الابتدائية بالصواريخ أثناء ساعات الدراسة، فقتل فى لحظات ٤٠ طفلا وطفلة، وأصيب ٣٦.
- إنها الملوثة يداها بدماء ٧٠ شهيدا وإصابة ٦٩ من عمال مصنع أبوزعبل قصفتهم طائرات العدو أثناء ساعات العمل.
- إنها المجرمة التى أمرت بدفن ٢٥٠ أسيرا من جنود جيش مصر أحياء..
ولهذه الواقعة تفاصيل تقشعر لها الأبدان يحكيها شهود العيان فى الفيلم الوثائقي «روح شاكيد» من إنتاج الكيان الصهيونى نفسه.. والفيلم يعتمد على الشهادات الحية ممن عايشوا الفترة، وعلى رأسهم بنيامين بن اليعازر قائد وحدة شاكيد فى الفترة ١٩٦٦ - ١٩٧٠.. ووحدة شاكيد هى الوحدة العسكرية المسئولة عن المجزرة التى دفن فيها ٢٥٠ من جنودنا الأسرى أحياء، بعد إجبارهم على حفر قبورهم، ثم ألقوا بهم داخلها وردموا عليهم التراب ليدفنوا أحياء.. وفى الفيلم يحكى قائد الوحدة بنيامين بن اليعازر التفاصيل كاملة.. ويحكى شهود عيان عن أخذ طلبة كلية الطب الصهاينة العشرات من أسرانا وشق بطونهم وإجراء عمليات جراحية لهم للتدريب عليهم، وبعد الانتهاء تتولى عصابات بيع أعضاء جنودنا إلى خارج وداخل الكيان الصهيونى.. كل هذا تم أثناء تولى جولدا مائير رئاسة الوزراء!!
هذا بعض من التاريخ الدموى لهذه السفاحة التى بأوامرها قتل أطفالنا هنا فى مصر وهناك فى فلسطين العربية.. وقتل عمالنا.. ودفن أسرانا أحياء.. وأحرق الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.
** ورغم هذا التاريخ الأسود لم يخجل ولم يستح مسئولون يحملون الجنسية المصرية، وتجرى فى عروقهم الدماء العربية وأقدموا على اختيارها لتكريمها ضمن قائمة مكرمات أسموها «نساء رائدات»!!
اختار مدير القرية الفرعونية «مجدى الزيات» تكريم المجرمة مع «رائدات» أخريات، ومنهن من مصر جيهان السادات وسوزان مبارك ولميس جابر ومنى الشاذلى وسكينة فؤاد، ومن الأردن الملكة رانيا، ومن إنجلترا مارجريت تاتشر وغيرهن.
وأقيمت احتفالية التكريم على ضفاف نيل مصر فى القرية الفرعونية.. ورفعت على جدرانها صورة رئيسة وزراء العدو.
والمحزن أن تكون أم كلثوم ضمن هذه القائمة السوداء!! والتى أقسم لو أنها على قيد الحياة لرفضت تماما هذا التكريم العار.. أم كلثوم الفنانة العظيمة التى لن ينسى التاريخ دورها البطولى وهى تجوب العالم بحفلاتها الفنية لجمع الأموال لصالح المجهود الحربى، يأتى يوم أغبر ويضعها هذا المسئول «غير المسئول» فى قائمة واحدة مع عدوتنا وقاتلة أسرانا، ويضع الصورتين متجاورتين!!
- ولا يخجل نائب مدير القرية الفرعونية «وائل سمير» أن يجهر بافتقاده لأدنى حس وطنى، وبجهله التام بالتاريخ، وهو يقول «إن جولدا مائير مذكورة فى الكتب بتاريخها فى ٧٣ فلماذا ننكرها؟» !!.. ولا أفهم عن أى ٧٣ يتحدث هذا الجاهل بتاريخ بلاده؟!!
- وللأسف لم تشعر الصحفية المخضرمة سكينة فؤاد بفظاعة الحدث، ولم ترفض الجلوس على المنصة ولم ترفض هذا التكريم العار!! ومثلها فعلت الإعلامية منى الشاذلى، وجلستا موافقتين أن تكرما مع رئيسة وزراء العدو.. ولا أدرى كيف ارتضى كل من تم تكريمهن مع جولدا مائير أن يكللن أنفسهن بعار لن تمحوه الأيام ولن تنساه الذاكرة الوطنية؟!!
- والمدهش لكنه المفرح جدا، أن من انتبه ورفض وجود صورة جولدا مائير كان صحفيا شابا صغير السن، كان هو الرافض الوحيد لهذا العار!!
وعقب صيحاته تحيا مصر، تم إنزال الصورة الكريهة!! شاب صحفى صغير رفض والمخضرمات وافقن بالعار!! فتحية تقدير وفخر منى لهذا الصحفى الشاب.
** ولا يهمنا هنا إنزال الصورة ولا يغير فى الأمر بشىء أى اعتذار هزيل قدمه مدير المتحف أو نائبه، فالاعتذارات تكون على الأخطاء، ولكن هذا الفعل هو خطيئة وهو عار وهو جريمة تصل إلى درجة الخيانة ويجب محاسبة كل مسئول عنها.. ويجب البحث وراء أسماء المسئولين فى القرية الفرعونية وتاريخهم، ومن يحركهم ومن قام بتمويل هذه الاحتفالية؟!
أكرر مطلبى وأتوجه به إلى السيد رئيس الجمهورية شخصيا للتدخل.. فما حدث ليس بسيطا، ومن السهل استخدامه ممن يتفننون فى التشويه وتحميل مسئوليته للدولة.. والمحاسبة لابد منها ليس فقط من أجل العقاب - وإن كانوا يستحقون أشد العقاب - ولكن المحاسبة فى المقام الأول هى حماية لشبابنا المحاصر بحملة مكثفة من التشويه لوعيه وأفكاره والزعزعة لثوابته، وعلى رأسها رؤيته لرئيسة وزراء عدو بلاده تكرم على أرض بلاده، ومن مؤسسة المفروض أنها تنتمى للمنظومة الثقافية سواء أكانت خاصة أو تابعة للدولة؟!
ثم كيف لنا بعد هذا أن نحاسب هذا الشباب إذا ما انزلق يوما إلى منطقة الخطر وذهب إلى سفارة العدو ساعيا إلى تأشيرة والسفر إلى هناك والزواج من هناك وما يعقبه من مصائب؟!
أرجوكم حاسبوا أصحاب هذا الفعل العار حماية لشبابنا فى المقام الأول.. حاسبوهم ليكونوا عبرة.. فما حدث خطيئة تصل إلى درجة خيانة الوطن..
** وأخيرا:
- يا نيل مصر: يا من نزف دمعك، وهذه الاحتفالية العار تقام على ضفافك.. ليس بيدى من شىء سوى تقديم وافر اعتذارى.
- ويا أسرانا: سامحونا واغفروا لنا تسببنا فى إقلاق أرواحكم الطاهرة، وأنتم كأنكم تدفنون أحياء من جديد، وهذه المرة ليس بأيادى الأعداء، إنما بأيادى من يحملون نفس الجنسية التى تحملونها.. جنسية مصر التى لا يستحقونها.. ولو كان الأمر بيدى لأسقطها عنهم!