الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أصحاب المعاشات لهم دين فى أعناقنا وأعناق الوطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يمكن أن تقنع شخصًا ما بإنجازات لم يلمسها بنفسه ولم يشعر بها، فأى مواطن يربط ما يحدث بالوطن بحالته الشخصية، فحالة مواطن المادية والاجتماعية تنعكس سلبًا وإيجابًا بحالة الوطن، فإذا زاد دخله وإنفاقه، قال إن الوطن في طريقه الصحيح للنهوض من عثرته، وإذا اضطرته الظروف في الدخول أو التعامل مع مستشفى حكومى ووجد اهتمامًا به وبحالته، خرج ليؤكد التغيير الإيجابى في منظومة الصحة، وإذا استطاع الحصول بسهولة على أنبوبة بوتاجاز، سيتحدث عن جهود وزارة التموين الملموسة، وهكذا.
حتى في البورصة دائما هناك خاسر ورابح، من كسب يرى أن الحياة ابتسمت له، وأن المناخ مهيأ لمزيد من المكاسب، ومن عقد صفقة ربح من خلالها، شكر جهود الحكومة ليل نهار.
على الجانب الآخر تجد من وجد إهمالًا في مستشفى يشكو، ومن أرهقته مصروفات التعليم يشكو، ومن اضطر للوقوف بالساعات انتظارًا للحصول على أنبوبة بوتاجاز يشكو، ومهما فعلت في محاولة لإقناعه أن هناك إنجازات فلن يصدق شيئًا مما تقول، بل على العكس تمامًا سينظر إليك باعتبارك من المنافقين والمنتفعين.
إذا الحل في الإنجازات التي يشعر بها الجميع، التي لا تفرق بين غنى وفقير، ووزير أو غفير، مثلما حدث في قطاع الكهرباء، عندما مرت أسوأ موجة حر ولم تنقطع الكهرباء، لكنها لوحدها لا تكفى.. يجب أن يشعر المواطن تباعًا بإنجازات عامة تغفر ما يواجهه في حياته اليومية من معاناة (حاجة تشيل حاجة).
وأعتقد أن النقطة الأهم في شعور المواطن بتغيير جذرى وفارق هي أسلوب وطريقة تعامل الجهات الحكومية معه، وهو شيء يحتاج إلى عودة ضمير الموظف، وإخلاصه في العمل، وبذل مجهود مضاعف، فتخيلوا معى لو أن أصحاب المعاشات وجدوا اهتمامًا حقيقيًا من الموظفين في التعامل، ابتسامة رقيقة، وتقدير واحترام للمواطن، ونظام للوقوف أمام الشبابيك، وسرعة في إنهاء الإجراءات سيخرج هذا المواطن الذي أفنى سنوات عمره في خدمة الوطن يتحدث عن الطفرة الحاصلة، نفس الشيء نفعله أمام مكاتب البريد، وفى السنترالات، ومكاتب خدمات الكهرباء والمياه والغاز، ووحدات المرور، وقتها سيكون أي إنجاز للحكومة مهما كان محدودًا، كبيرًا وضخمًا وعملاقًا في عيون المواطنين. وحتى لو لم يلمس المواطن هذا الإنجاز، لكن سيصدقه ويؤمن به، لأنه شعر حقيقة بتغيير في الأداء الوظيفى للحكومة، ما ذكرته يمكن تحقيقه بسهولة إذا اقتنع المسئولون بذلك، ويمكن أن نبدأ بأصحاب المعاشات، هؤلاء الذين لهم دين في أعناقنا وأعناق الوطن، ربما لا نستطيع كدولة إمكاناتها محدودة أن نكرمهم بالشكل اللائق والذي يستحقونه، لكن يمكننا أن نبتسم لهم طوال الوقت، نزيد من احترامهم وتقديرهم.
ويأتى شهر رمضان المعظم لتكون فرصة الحكومة في تقديم إنجاز جديد يشعر به الجميع، يجب أن يشعر المواطنون بشيء إيجابى وملحوظ، يجب أن تعمل الحكومة على ذلك، نريد أن يتم عقد المقارنات بين رمضان هذا العام ورمضان الماضى.
لا أتحدث عن أزمة مرور يجب القضاء عليها، لا أتحدث عن وسائل مواصلات، أتحدث عن هيكل إدارى للدولة، لا يصح أن يذهب مواطن لقضاء مصالحه، فيجد من يقول له أنت عارف رمضان وكل سنة وأنت طيب، في إشارة لغياب نصف الموظفين، بسبب أو بدون.
لا يجب أن يكون شهر رمضان بمثابة ترفيه للموظفين، عدد ساعات أقل، بدون جزاءات، انصراف مبكر، والتماس الأعذار بسبب الصيام، لن يكون مقبولًا أن نجد المكاتب خالية بحجة الذهاب لصلاة الظهر في المساجد، فالله سيغفر لمن صلى الظهر بجوار مكتبه، وعاد مسرعًا للعمل وقضاء حوائج المواطنين.