الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

"عشماوي" لـ"البوابة": أعدمت فريد شوقي.. وأتمنى شنق "مرسي"٦٠ مرة

ذكرياته عن السينما والأهلى وعبدالناصر.. والحياة

المواطن «حسين قرني»،
المواطن «حسين قرني»، الذي وصموه باسم «عشماوي»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أنا أهلاوي.. وقدوتى صالح سليم
فيلمى المفضل «الوردة البيضاء».. وبحب عبدالوهاب
قلت لـ«العادلي»: طلّعنى الحج أكفر عن ذنوبى وذنوبك.. فرد: «يخرب بيتك»
دعوت على «عشماوي» السابق أمام مقام «السيد البدوي».. فمات
مبارك «رجل جدع» ورئيس محترم.. وعندي تمثال ذهب للسادات
أعدمت عزت حنفى بيدي.. وكان أسدًا مثل صدام حسين

لا أحد يعرف أن اسمه الحقيقى «حسين قرنى»، اعتادوا أن ينادوه بـ«عشماوى» نسبة إلى أول شخص اشتغل في مهنة «الإعدام»، أحمد العشماوى، هو صاحب «عزرائيل» الوفى، لا يمر أسبوع إلا وينفحه نفحة جديدة من الدنيا «تخليص ذنوب»، يشارك «القاضى» حكم الإعدام، ضلع في مثلث يبدأ بـ«المستشار»، ويمر بـ«مفتى الجمهورية» الذي يضع ختمه عليه ليتسلّم عزرائيل «رقبة» وافد جديد سوف ينتقل إلى عالم آخر خلال دقائق. شدّة حبل تفصله عن «الموت».
المواطن حسين قرنى: لا أتابع إلا قنوات «الإخوان».. وأعرف ما تخطط له الجماعة

عشماوى.. وجه أسمر شاحب من آثار الزمن، رائحة الموت في حضرته كالبخور، على شفتيه شارب كـ«عود الصبار» اكتسب الحدة من فعل الزمن، وأزيز المشانق، يعتقد أنه «سر الصنعة» لأنه يمنحه رهبة وثقة أمام «المساجين»، والمحكوم عليهم بالإعدام، ورؤية وجهه - بالنسبة لهم - لا تختلف كثيرًا عن عذاب القبر.
ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، يحصل «عشماوي» على ١٠٠ جنيه على الرأس في «شدة الحبل»، ويعود لأولاده بـ«أكلة متينة»، و«فاكهة»، ويأخذ زوجته في حضنه، وينام «مرتاح البال».
من هذه النقطة تحديدًا، يمكن أن تقتحم الحياة الشخصية لـ«عشماوي» حتى تكشف الوجه الآخر له.
يقول «عشماوي»: «مهنتى جاءت بالسلب على نفسية أولادي، أصدقاؤهم تنتابهم رهبة شديدة من التعامل معهم حين يعرفون أن والدهم هو عشماوي، لكن على الجانب الآخر، المهنة تفتح لهم كل الأبواب المقفولة مجاملة لي».
«ماحدش بيخاف منى لكن الناس في الشارع بتعمل لى ألف حساب».. في رحلة حياته اليومية، يقابل شخصيات، ويشتبك مع آخرين، يسمع منهم، ويروى ذكرياته.. و«أتعامل كأى مواطن عادي، أجلس على القهوة، وأتعامل مع الناس دون ريبة أو رهبة، وأصلِّى الفروض الخمسة».
تزوج «عشماوي» ٦ مرات، من بينها ٣ مرات «عرفى» حتى لا ينقطع «معاش الزوجة» القانوني، فهو يدبر له حياته، ويدير به «أيامه السوداء»، كما يقول.. «وعندما كنت أتقدم لخطبة إحدى الفتيات كان الأهالي يتعاملون معى كأننى رئيس الجمهورية».
من يفتش تحت جلد المواطن «حسين قرني»، الذي وصموه باسم «عشماوي»، يجد مخزون حزن لا يقدر أحد على احتماله، لكن هل يبكي؟
وما الذي يبكى «نائب عزرائيل»؟
يقول: «الظلم». ويضيف: شعورى بالظلم كفيل بأن يبكيني، أذكر قبل أيام من استلامى مهمة «تنفيذ أحكام الإعدام»، وحينها كنت مساعد «عشماوي» السابق، وكنت أتعرض لمعاملة سيئة للغاية ومضايقات منه، حتى جلست أبكى أمام مقام السيد البدوى في طنطا، وقلت «حسبى الله ونعم الوكيل»، ليلتها تعرض «عشماوي» لإصابة بنزيف في المخ، وتوفى، فتوليت من بعده المهمة.
يعشق حسين قرني، الشهير بـ«عشماوي» النادي الأهلي، كان حريصًا - طوال عمره - على متابعة كل مبارياته من داخل الاستاد، وحتى الآن، لا تفوته مباراة للنادي الأحمر.. يقول: «بدأت تشجيع النادي الأهلي بحب المرحوم صالح سليم.. هو قدوتى في الحياة».
سيخاف منه جمهور نادي الزمالك أكثر، ويشعرون بتعاسة وضعهم.. حتى خليفة «ملك الموت» على الأرض أهلاوى. يتابع «عشماوي» أفلام السينما باستمرار، الذين مثلوا دوره فشلوا في تقمص شخصيته كما هي، أضافوا لها، وطرحوا منها، لكن «أداءه الفريد من نوعه» فشلوا جميعًا في التقاطه، لكن تظل السينما عشقه الأول والأخير.. «في مرحلة شبابى كنت أدخل السينما من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساء، ولا أضيع فرصة لمشاهدة فيلم».
لا يضيع «نائب عزرائيل» فرصة لدخول السينما، وفيلمه المفضل «الوردة البيضاء»، بطولة الموسيقار محمد عبد الوهاب، ويفضل، أيضًا، أفلام الراحل «محمد فوزي»، ولأنه لا يريد شيئًا، إلا ويفعله، وقف في البلاتوهات، و«لوكيشن التصوير» كثيرًا، كان من بينها دور أداه مع الراحل فريد شوقى.. «كنت أنفذ فيه حكم الإعدام، وقمت بتقييده، كان عامل زى الحيطة، لكنه استجاب لى دون أي مقاومة». لا يتابع «قرني» إلا قنوات «الإخوان»، التي تبث من تركيا وقطر، يريد أن يرى الصورة الكاملة من وجهة نظر الطرفين، لا يكتفى بما تقوله القنوات الموالية للنظام المصري، يقول: «أحب إدراك الصورة الأخرى التي نقلوها عن مصر والأحداث الجارية بشكل عام، لأن محاربة العدو لا تكون إلا بمعرفة ما يخطط له ويقوله».
عشماوى.. «شدة الحبل» بـ١٠٠ جنيه للرأس الواحد.. ومهنتى أضرّت نفسية أولادي
وذكريات عن «حبل المشنقة» بين «عشماوي» والسياسة علاقة غامضة، فهو لا يحب المواءمات، والاتفاقات، والمفاوضات، مهنته علَّمته أن «شدّة الحبل تنهى كل شيء»، لكن الظروف اقتحمته، ووضعته في «دائرة السياسة»، يرى - من خلال مشاهدته للقنوات الإخوانية - أن قطر وتركيا لديهما حلم الخلافة العثمانية، وأمنية السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، ورتّبوا لـ«ركوب المحظورة» للوصول للهدف، لكن الرئيس «السيسي» وقف لهم بالكرباج.
يطالب «عشماوي» بإجراء الانتخابات البرلمانية سريعًا، لأنها «أول طوبة» في بناء سياسي سليم، لكن.. هل ينوى دخول الانتخابات؟
بالطبع لا.. يقول: «أنا مش قد الانتخابات، عايش على باب الله ومعاشى ١٦٠٠ جنيه، هاجيب فلوس ومصاريف منين؟».
الذين وضعوا عزت حنفي، إمبراطور «المخدرات»، في مراتب القديسين والشهداء والأبطال الأسطوريين، الذين لا يأخذهم الموت أبدًا، سرَّبوا شائعات عن هروبه قبل تنفيذ حكم «الإعدام» فيه، لكن «عشماوي» كان له رأى آخر.
يقول: كذب في كذب.. أعدمت عزت حنفى بإيدى هو وشقيقه «حمدان»، وكان متماسكًا «زى الأسد» حتى آخر لحظة، عشان مينفعش يبقى خائف قدام الموت لأنه كان «زعيم البلد»، هزَّر معى وهو يقف على طبلية الإعدام، وقال لي: «خلص بسرعة عايزها قلبة وقومة، وإعدامه ذكَّرنى بصدام حسين.. كان عنده نفس الثبات».
رغم كل شيء ما زال عند «عشماوي» حنين للعودة إلى العمل بـ«سلك الإعدام» رغم خروجه من الخدمة، وفى الفترة الحالية، يدخل حضرته أشخاص من جميع دول العالم لتدريبهم على تنفيذ «حكم الإعدام».. «أمنحهم دورات داخل سجن برج العرب بالإسكندرية بحكم خبرتى في المهنة».
يتذكر - بهدوء - علاقته بغرفة «الإعدام» التي بدأت في التسعينيات، وأول حالة إعدام كانت لـ«واحدة ست وعشيقها بعدما قتلت أخوها، وكنت مرتبك وقلقان، لكن مع الوقت الموضوع بقى سهل قوي».
ثم يقول: «عمرى ما شعرت بالندم من إعدام شخص، لأن الإعدام قصاص، وأمر واجب النفاذ لا جدال فيه، وفى قضية مشهورة، أعدمت شقيق زوج بنتي، ولم أتردد لحظة في تنفيذ الحكم، ولا أخذتنى به «رحمة» لأنه مذنب.
الرئيس.. سأطلب مقابلة «السيسي» قريبًا.. والمساجين بكوا على عبدالناصر
ذكريات «عشماوي» مع الرؤساء ممتدة إلى الراحل جمال عبد الناصر، كان يرى فيه نموذج الزعيم دون تحفظ، وبمغالاة ومحبة لا تنقطع، ويقيم كل رئيس قائلًا:
مرسي:
أتمنى إعدام «المعزول» ٦٠ مرة على جرائمه في حق الشعب المصري، وإعدام قيادات الإخوان، كما تمنيت قطع رقبة الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام لكنه خرج في صفقة.
عبد الفتاح السيسي:
هدية أرسلها الله للشعب المصرى من السماء، فلولاه لدخلت مصر في عصور من الظلام والتخلف، وتحولت إلى سوريا أو العراق، أنقذ البلاد من جماعة الإخوان المجرمة، ومن حرب أهلية كانت ستصيبها.. وسأطلب مقابلة السيسى قريبًا.
حسنى مبارك:
رئيس محترم ورجل جدع، لكن زوجته وأولاده وراء التدهور الذي أصابه في آخر سنوات حكمه، وسمحوا لرجال الأعمال بـ«نهب» البلاد.
السادات:
كنت أتناول «الغداء» مع أحد المساجين، وكان تاجر مخدرات وصنع تمثالا من الذهب للرئيس السادات، ولا تعليق.
جمال عبد الناصر:
بكيت على الرئيس «الراحل»، توفى وكنت أخدم حينها في سجن الاستئناف وبكى المجندون والضباط جميعا والمساجين حزنا على الرئيس، الذي منح المصريين «الكرامة».
يقول «عشماوي»: «هناك موقف لن أنساه مع وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، كنت مكلفًا بتنفيذ حكم الإعدام في ١٠ متهمين بتهريب مخدرات، وبعد تنفيذ الحكم، فوجئت بمكتب العادلى يتصل بى هاتفيًا، ويبلغنى برغبة الوزير في لقائي، استجبت لطلب الوزير، وخفت جدًا من المقابلة، لكن فوجئت بالوزير يكلف صحفيًا بإجراء حوار معى لتلميع القضية، وقال لي: مين اللى مزعلك في البلد؟ ولو عايز حراسة خاصة عند بيتك أجيبهالك.. فطلبت منه رحلة حج، وداعبته قائلًا: طلَّعنى أحج عشان أكفر عن ذنوبى وذنوبك من اللى باعمله، فرد: (يخرب بيتك)».
النسخة الورقية