الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ليس دفاعًا عن بشار لكن عن سوريا التى هى فى القلب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعم لابد ومن الحتمى أن يكون لمصر دور محوري تجاه مايحدث فى المنطقة العربية.
ونعم أن مايحدث فى سوريا لايمكن أن تقف منه مصر موقف المتفرج..
لكن أن تستضيف مصر مؤتمرًا لمن يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية، فهذا أمر يستحق الوقفة والنقاش.
المؤتمر فى حد ذاته ليس مرفوضًا، ولكن المرفوض أن يبدو هذا المؤتمر بغرض تشكيل تجمع جديد للمعارضة السورية كبديل عن الائتلاف السورى المعارض فى تركيا.
فمصر لا يمكن أن تكون مسرحًا يعرض على أرضها مسرحية رديئة جديدة لمن يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية، مسرحية لا تختلف أبدا عن المسرحية المقامة فى تركيا، ويلعب أدوارها ممثلون آخرون مختلفون، الأسماء مختلفة لكن الأدوار متشابهة، وروائحها غير المحببة هى نفس الروائح المنطلقة فى تركيا.
لكن مصر ليست تركيا ودوافع مصر ليست دوافع تركيا.. وسوريا لمصر ليست هى سوريا عند تركيا.. سوريا لمصر هى فى القلب كانت وستظل.. سوريا لمصر كانت وستظل هى الإقليم الشمالى ببشار الأسد أو بدونه، بجمال عبد الناصر أو بعبد الفتاح السيسى.. لن يتبدل أبدًا موقع سوريا وأهميتها بالنسبة لمصر.
■ بداية كان جديرًا بمصر وقبل أن تسمح بإقامة هذا المؤتمر، أن تزيل تلك الفعلة العار التى فعلها المعزول محمد مرسى إبان فترة حكمه السوداء بإغلاقه السفارة السورية بالقاهرة، كان مهمًا أن تقوم مصر بفتح سفارة سوريا سواء بمؤتمر أو بدون، فلا علاقة لهذا المؤتمر واستمرارية غلق السفارة السورية التى هى تمثل سوريا وشعب سوريا قبل أن تمثل النظام..
■ أيضا كان جديرًا بمصر تأمل السير الذاتية والتاريخ ( النضالى ) لهؤلاء الذين شاركوا فى مؤتمر المعارضة السورى فى القاهرة حتى يتبين أنه لا فارق بينهم وبين التكتل الذى هو أيضًا يسمى نفسه بالمعارضة السورية وتتبناه وترعاه تركيا.. فكلاهما يضم أسماء سيرهم الذاتية تؤكد انتهازيتهم وعمالاتهم، وتنفى عنهم صفة النضال الخالص لأجل الوطن..
وليس فيما أقوله سرًا فالكل يعرف من هو أحمد الجربا رئيس ما يسمى بالائتلاف الوطنى السورى، وملفه الأمنى معروف ومقروء للجميع وملطخ بالسواد والعمالة لمن يدفع أكثر.
والكل يعرف من هو هيثم المناع والذى يكفينا أن نتحدث عن تاريخه الطويل فى التعامل مع جماعة الإخوان ووقفاته المتشددة ضد محاكماتهم على مر العهود.
والكل يعرف من هو سيهانوك ديبو العضو القيادى فى حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى، ودوره المشبوه فى المزيد من التفتيت السوري طائفيًا وعرقيًا وعنصريًا.
نعلم عنهم كما نعلم عن لؤى المقداد المتحدث باسم هيئة أركان الجيش ( الذى هو ليس بالحر ).. وغيرهم من أسماء لكل منها تاريخ يؤكد أنهم الأكثر بعدًا عن هدف إنقاذ سوريا وشعبها الذى ذاق الأمرين فى ظل معارضة إرهابية داخلية صهيوأمريكية، ومعارضة خارجية عميلة وخائنة.
■ إن مصر الدولة التى سارع جيشها العظيم لإنقاذها من مصير كان سيكون صورة طبق الأصل مما يحدث فى سوريا، لايجب أبدًا أن تحرم الشعب السورى والجيش السورى الحقيقى من امتلاك قرار كيفية إنقاذ سوريا وامتلاك اختيار السبيل.. الجيش السورى والشعب السورى فى الداخل هم الأصحاب الحقيقيون لهذا القرار، تمامًا كما كان شعب مصر وجيش مصر هو الصاحب الحقيقى والوحيد فى اتخاذ قرار إنقاذ مصر..
■ وقبل أن أختم لابد من هذا القول:
فى بدايات الأزمة السورية كتبت مقالة فى عمودى بجريدة العربى تحدثت فيها عما يحدث فى سوريا ( الإقليم الشمالى ) والتى هى فى القلب.
وحددت رؤيتى وموقفى فى نقاط ثلاث هى:
١- أن الشعب السورى من حقه تمامًا أن يختار حريته، وأن يختار النظام الذى يحكمه ويريده، هذا حق للشعب السورى فقط وليس لغيره.
٢- أن المعارضة لابد أن تكون من الداخل، وأن قضية النضال الخارجى والمعارضة من الخارج ليست نضالًا وطنيًا أبدا، لكنها وسيلة من وسائل الاسترزاق، وعلى أحسن الفروض هى اختيار السهل وحمل عنوان النضال دون تعرض لأى مخاطرة رغم أن المناضل يجب أن يؤمن بأن الوطن يستحق كل مخاطرة.
٣- أن على بشار الأسد احترام حق الشعب فى الاختيار، وعليه أن يتخذ الأسلوب الديمقراطى النزيه فى تحقيق هذا الاختيار للشعب السورى دون قمع ولا إرهاب.
■ كانت المقالة كما ذكرت فى بدايات الأزمة السورية وقبل أن نعيش التفاصيل المرعبة والمهولة التى رأيناها وتابعناها من تغلغل الإرهاب داخل سوريا، ومن ممارساته البشعة فى حق الشعب السورى برجاله ونسائه وأطفاله، ومن تخريب وتدمير لسوريا التى يعلم الله كم كانت جميلة، وقبل أن يتضح أن المخطط يفوق بمراحل شديدة ماكان يبدو فى البدايات إنها مطالبة بالتغيير وسعى للحرية من داخل الشعب السورى، تماما كما فعلنا فى مصر وكان حق لنا.
■ والآن وبعد أن تكشفت تلال التفاصيل والحقائق لم تعد رؤيتى كما كانت ولاموقفى.. الآن أقول: اتركوا سوريا لمن دفعوا الثمن غاليًا، وهم الشعب السورى الذى يذوق المر ويعايش الأهوال على أرضه، ودعوا جيش سوريا الحقيقى يدافع عن سوريا ويحاول إنقاذها تماما كما دافع جيش مصر عن مصر، حتى لو اختلفت الأمور سواء فى حجم قدرات وقوة الجيشين أو فى قدر تماسك وتلاحم الجيشين وثبات كل منهما على نفس الموقف الواحد.
■ ويا مصر.. أعيدى لسفارة سوريا فى القاهرة أنوارها من جديد.. ويا مصر أنت أبدًا لست بتركيا فلا تجعلى من قاهرة المعز مسرحًا لعملاء يسمون أنفسهم بالمعارضة.!