الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

دروس «ابن الدولة» عن الإعلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لماذا لا يكشف ابن الدولة عن شخصيته؟ لماذا يصر أن يلعب دور الأستاذ العالم ببواطن الأمور؟ يصر على أنه العارف بكل المجالات، يتحدث عن الاستراتيجيات والخطط والتحليلات، ينتقد دائمًا دور الإعلام، لا يرى إعلاميًا يقدم دوره المطلوب، ولا صحفيًا يتناول الموضوعات من جميع الزوايا، لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب، يكتب بلغة أقل من ركيكة، ويأتى بتعبيرات تدل على أنه لم يمارس لا الصحافة ولا الكتابة من قبل، يذكرنى بهواة «فيسبوك»، الذين ظنوا أنهم كتبة ومحللون بمجرد أن أبدى أحدهم إعجابًا على مشاركتهم.
ابن الدولة له رؤية مختلفة عن البشر، يجد أن من هاجموا زيارة السيسى لألمانيا تركوا الجوهر وتناولوا القشور، تناولوا الغث وتركوا السمين، أو بالبلدي، اهتموا بالأمور السطحية والتافهة، ولم يهتموا بأهمية واستراتيجية الزيارة وأبعادها، ولم يقل لنا سيادته باعتباره الكاتب الأعظم والأوحد ما هى رؤيته وتحليلاته العميقة وراء الزيارة؟
كتب «ابن الدولة» درسًا فى الزميلة «اليوم السابع» عن الصحفيين والإعلاميين، لم يجد واحدًا منهم «عليه القيمة»، جميع الكتابات إما وراءها مصلحة شخصية، أو سطرها أصحابها عن جهل وعدم معرفة، وفى أحسن الأحوال لم يستندوا إلى معلومات موثقة ومؤكدة.
صنف ابن الدولة الكُتّاب والإعلاميين نوعين لا ثالث لهما، من كتب لغرض فى نفس يعقوب، ومن كتب بحسن نية عن جهل، فقط هو من يكتب بحيادية وإيجابية ومستندًا لمعلومات «متخرش المية».
فجر «ابن الدولة» اكتشافًا «عميقًا»، حين استعرض ما كتب عن الزيارة، وبسهولة شديدة لا تفوت على طالب الابتدائى والإعدادى والكى جى، إن ما كتب جاء خاليًا من المعلومات، ولم يفسر لنا إن كان خاليًا أيضًا من الكوليسترول أم لا، لربما تسبب فى إصابة الكثير بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
تعجب سيادته من استناد بعض الصحفيين لآراء من مواقع التواصل الاجتماعي، مستنكرًا أن يفعل ذلك كاتب وعضو نقابة الصحفيين، بدون التفكير فيما يستند إليه، باعتبار أن مستخدمى مواقع التواصل من كوكب آخر وليسوا مواطنين يعبرون عن آرائهم، وأنه وغيره يرصدون اتجاهات المواطنين وآراءهم من خلال هذه المواقع، وهو نفس ما تفعله أجهزة مختصة فى الدولة كل ساعة وكل لحظة فى معرفة ردود أفعال المواطنين فى جميع المجالات.
ألم تقل سيادتك إن الرئيس يقول فى كل مرة، إنه يريد إعلامًا يعبر عن الناس، ويقول إنها أمنية، أليس ما يكتبه المواطنون على مواقع التواصل يعبر عنهم.
ويبدو من كتابات السيد «ابن الدولة» أنه يكره الإعلام بشكل خاص، يجد أنه لا يساعد على خلق مناخ صحى للنهوض بالوطن ومواجهة التحديات، يرى أن الإعلام يهتم بنصف الكوب الفارغ ويتجاهل الممتلئ، هكذا يرى دائمًا، ولا أعرف من أين أتى بهذه الرؤية الفريدة والعجيبة، هل قام بعمل استطلاع لرأى المواطنين فيما يقدمه الإعلام؟ هل شكل لجنة من أساتذة الإعلام وكبار الصحفيين ليدرسوا ويحددوا ويخرجوا بنتائج؟ أم أنه يحدد الهدف من الإعلام بناء على ما يعجب سيادته وما لا يعجبه؟
لماذا لم نسمع على ابن الدولة حينما واجه الإعلام نظامًا غاشمًا بنفس الآليات التى يعمل بها حتى الآن؟ هل كان حلالًا وقتها أم حرامًا هذه الأيام؟ أين كان هو وقت التهديدات التى نالت من الإعلاميين والصحفيين الذين يتحدث عنهم؟ لماذا يصر أن يتقمص دور الحكيم والواعى فى مجال يبدو أنه حديث العهد به؟