السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بطولات مجهولة للجيش المصرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المقلق فى التجربة اللبنانية أن الطوائف لم تتعظ من تجارب طوائف سبقتها، وهى تصر على تكرار الأخطاء ذاتها، ها هو حزب الله يطرح سؤالًا وجوديًا على شيعة لبنان، فى خضم حروب مذهبية تشن فى محيطه.
لأننى ورثت مكتبة ضخمة عن أبى، وورث أبى عن جدى، ولأننا نعرف قيمة الكتب وكيف حفظ التدوين حضارة الإنسان فقد وجدت مجلة على شكل كتاب اسمها مجلة الجيش المصرى، ويرجع تاريخها إلى إبريل ١٩٤٣ الموافق ربيع الأول ١٣٦٢ تصدرها وزارة الدفاع الوطنى ومكتوب على الصفحة الأولى «مجلة فنية حربية تصدر كل ثلاثة أشهر».
وقرأت بعض موضوعاتها وأعجبت بما كتب فى الصفحة الأولى من أن المجلة تفتح صفحاتها «لنشر ما تجود به قرائح رجال العسكرية المتضلعين فى فنون الحرب وأيضًا الموضوعات التى تترجم من اللغات الأجنبية والموضوعات العلمية والفنية التى لها اتصال بالشئون الحربية».
واللافت للنظر هو موضوع «انتصار الجيش المصرى فى الحرب السورية الثانية على الجيش التركى»، والمقال بقلم حضرة صاحب السمو الأمير الجليل عمر طوسون والذى قال فيه «لقد امتازت واقعة نصيبين عن غيرها من جميع الوقائع التى دارت رحاها بين الجيوش التركية والمصرية فى حرب سورية الأولى والثانية بمفخرة فريدة واكتسبت شهرة تفوق شهرة الوقائع الأخرى فى الدوائر الحربية لما امتازت به جنودنا على الأخص من الجرأة والشجاعة اللتين أنجزت بهما الحركات الحربية فيها، وكذلك الدقة فى أداء وتنفيذ هذه الحركات.
والمقال ملئ بالجداول التى تبين عدد الجنود والمدافع وأعداد البيادة (المشاة) والطوبجية ( أفراد المدفعية) والسوارى (سلاح الفرسان)، ويستطرد كاتب المقال قائلًا فى يوم ٢٠ يونيو ١٨٣٩ وصل الجيش المصرى إلى قرية «مزار» الواقعة فى الطريق الموصل إلى قرية «نصيبين» فى العاشرة صباحًا فوجد فيها طليعة تركية مؤلفة من آليين بيادة و٥ مدافع و٥٠٠ من الجنود غير النظاميين (باشبزق) وبادر الجيش المصرى المكون طليعته من الكشافة بالانتقال بسرعة إلى مقدمة موقف الأتراك وتبادلوا مع الجند التركية غير النظامية إطلاق البنادق، وفى غضون ذلك كانت جنود الترك النظامية تركض لحمل أسلحتها وتتأهب للانسحاب مفضلة ذلك على مقاومة كان حدوثها لا يجدى».
«وما كاد الجيش المصرى يبرز على المرتفعات حتى كانت جميع طليعة الجيش التركى قد انسحبت إلى معسكرها قرب قرية «نصيبين» تاركة خيامها وكافة أمتعة معسكرها فغنمها الجنود المصرية واستولت على كل ما ترك حتى أنهم وجدوا النيران مشتعلة لإنضاج الخبز ووجدوا الطبيخ مجهزًا ومعدًا للأكل».
ولأننى لست مؤرخًا عسكريًا ولا مدنيًا، وأعرف أن نشر أى أنباء عن الجيش يستلزم موافقة مسبقة إلا ما سبق نشره، فكل ما أتى فى هذا المقال قد سبق نشره، وأنى لأتشرف بأن أقدم فى القريب العاجل نسخة هذه المجلة إلى الجيش المصرى فخر هذه الأمة وعامود خيمتها، وأتمنى من الله أن ينشر الجيش المصرى مفاخره لأننى عندما قرأت هذه المقالة أحسست بالفخر الشديد واستقام ظهرى، وعرفت وتأكدت من أن تركيا ستغير من موقفها المعادى لمصر لأنها تعرف بأس هذا الجيش وتمسكه بعقيدته فى الدفاع عن الوطن والتمسك بالتدريب المستمر وبالاطلاع على منجزات العلم واستخدام كل ما أنتجته العبقريات من الأسلحة المتطورة وتطويرها أيضًا.
وفى النهاية لى كلمة لكل من تسول له نفسه القضاء على وحدة هذا الوطن، فوحدة هذا الوطن تأتى من جيشه فلا فرق فى الجيش بين مسلم ومسيحى ولا بين صعيدى أو بحراوى أو بدوى أو حضرى، فالكل مستعد أن يبذل دمه وروحه من أجل هذا الوطن ولا أعلى عند المصرى من أن ينال الشهادة فى سبيل الذود عن هذا الوطن، فتحية لجيشنا الذى حقق أمجادًا عبر تاريخه، وكان جيش الشعب سواء كان الحاكم فرعونًا أو واليًا أو خديويًا أو سلطانًا أو ملكًا أو رئيسًا.