الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تجديد الخطاب الديني يبدأ بالتطهير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة: قيل لمن يا رسول الله؟ قال لأئمة المسلمين وعامتهم».. فهذه نصيحة للرئيس السيسي وإلى من يهمه الأمر فى مسألة تجديد الخطاب الدينى.
سيدى الرئيس يقول الشاعر العربى:
"لقد سمعت لو ناديت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادى
لقد أشعلت لو نفخت نارًا ولكن أنت تنفخ فى رمادى"
يبدأ تطهير- أو تجديد- الخطاب الدينى بتطهير الأزهر من جماعات التكفير، والسلفيين، والإخوان، أخوات الإخوان مازلن يتظاهرن داخل جامعة الأزهر ويضربن بالشماريخ مثلهن مثل الأولاد بتوع الألتراس، ومنذ عام قمن بتعرية أستاذة من ملابسها، وقمن بتصويرها بالموبايلات جهارًا نهارًا، وكم من أستاذ ومعيد فى جامعة الأزهر يتم ضبطه وهو يحمل المولوتوف داخل الحرم الجامعى، وفى كلية البنات بمدينة نصر تمكنت أجهزة الأمن من ضبط معيدة بكلية العلوم بالجامعة برفقة زوجها وبحوزتهما كميات من قنابل المونة، وعدد من الصواريخ داخل سيارتها، وقبل ذلك ضبط كميات كبيرة من كاميرات قناة الجزيرة داخل الحرم الجامعى الأزهرى... إلخ في ما يطول ذكره ولا يخفى على أحد.
الأشعرية هى عقيدة الأزهر منذ نشأ فى العام الذى حكم فيه الإخوان قام السلفيون بتوزيع ألف كتاب على طلبة الأزهر بالقوة أثناء الامتحانات بكلية أصول الدين فيه تكفير لأصحاب العقيدة الأشعرية والعقيدة الأشعرية نسبة إلى الإمام أبوالحسن الأشعرى، أو هى تأويل بعض صفات البارى سبحانه وتعالى مثل قوله تعالى (يد الله) بمعنى قدرة الله والسلف على أن (يد الله) كما هى بغير تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل (ليس كمثله شىء وهو السميع البصير)، وهذا الاختلاف لا يستدعى تكفير الأشاعرة، إذ إن المسائل التى يحتملها العقل والشرع لا تكفير فيها ولا تفسيق ولا تبديع، ولكن منهج المدرسة السلفية فيه جهل شديد بفهم السلف الصحيح، ومشكلة المدرسة السلفية أنهم يجهلون أنهم جهلة، كما أن الأزهر به من يحمل العقيدة القطبية (نسبة لسيد قطب)، وهو ما يعنى تكفير المجتمع واعتبار أن المجتمع جاهلي ويترتب على هذا المعتقد استباحة الكذب على الناس وغشهم وسرقتهم واستباحة أعراضهم وأرواحهم، وكل ما يصل إلى القطبى من أموال الدولة هو غنيمة.... إلخ، ولعل ما فعله وزير الإعلام الإخوانى صلاح عبدالمقصود من سرقة سيارات البث المباشر، وتسليمها للإخوان برابعة، وما فعله المسئول عند صندوق نقابة الصيادلة بالقاهرة والمهندسين بالإسكندرية من سرقة أموال النقابة التى تجاوزت الـ 20 مليون جنيه والإنفاق منها على رابعة...إلخ، كل ذلك يستوجب أولًا تطهير مؤسسات الدولة من هذه العناصر الإرهابية وخاصة المؤسسات التعليمية كالأزهر، ولا يغرنك سيادة الرئيس قول القائلين بأنهم قلة فى الأزهر، وهل الإخوان وحلفاؤهم إلا قلة فى مصر؟ فعدد الإخوان التكفيرى فى مصر لا يتعدى 250 ألفا، المتعاطفون وأصحاب المصالح 150 ألفا، يكون الإجمالى 400 ألف من مجموع 88 مليون نسمة، وَسَلْ سيادتكم جهاز الأمن الوطنى، فهذه القلة التى سوف تتخرج من جامعة الأزهر كمدرسين فى المدارس أو كوعاظ فى مساجد مع كم من البشر سوف يتعاملون؟ بلا شك مع عشرات الآلاف مع البشر أصحاب العقول البريئة صغار السن فى مرحلة عمرية يستطيعون إفراغ سمومهم فى هذه العقول البريئة، التى ليس لديها علوم شرعية أو علمية يستطيعون بها وقف هذا الغزو الفكرى الذى سوف يتعرضون له وأنت يا سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئول أمام الله عن من استرعاك الله فيهم، ولذلك كان الخطاب موجها إلى سيادتك أنت أولًا، وتكفى هذه النفقات التى تنفق على مؤتمرات لا طائل من ورائها سوى الـ"شو" الإعلامى، وقد نشر فى جريدة «البوابة» العدد (١٧٣) عن آخر مؤتمر تكلف ٢٥٠ ألف جنيه والنتيجة باهتة، لأن أين هو منهج التجديد وما هى المواضيع الدينية التى سوف يتناولها التجديد؟ وأبلغ سيادتك بأننى قمت بتأليف كتاب الرد الشرعى على فكر تنظيم القاعدة وداعش أو الرد على الأصول التى بنى عليها فكر تنظيم القاعدة وداعش وأخذ موافقة من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وتمت مراجعته وعليه موافقة من السادة العلماء وعلى رأسهم فضيلة العلامة مفتى الجمهورية السابق الشيخ على جمعة، والمطلوب من سيادتكم تكليف من يتولى طبعه وتوزيعه وهو حسبة لله، لا نريد منكم جزاء ولا شكورًا، وإسهاما قليلة فى محاربة الفكر الإرهابى المتطرف. المطلوب يا سادة فى تجديد الخطاب الدينى: تعريف الناس بأن الشريعة الإسلامية كلها قطعية وليست ظنية وأنها لا تثبت بدليل خاص ولكنها تثبت بأدلة مضافة بعضها إلى بعض وأن الأمور القطعية لا اجتهاد فيها والاجتهاد والتجديد يكون فى الرد على تأويلات المفسدين والتكفيريين ودحض شبهاتهم التى بها يستحلون الدماء والأموال والأعراض وبيان ضلالتهم وانحرافهم.
المطلوب الإجابة على المستجدات من الأمور المرتبطة بمصالح الناس على سبيل المثال.
فوائد البنوك على الودائع، ما حكمها قولاً واحداً؟ وفوائد البنوك على القروض ما حكمها قولًا واحدًا، البيع بالنقض والبيع بالأجل مثل شراء سيارات الأجرة بأضعاف أثمانها وشراء عفش البيت...إلخ
المطلوب ما هو حكم الزواج العرفى بدون إذن الولى؟ وما هو حكم زواج المتعة؟ وهو محرم عند أهل السنة؟ إلا أن بعضهم يستخدمه ويظن أنه أهون من الزنى، الرد على الملحدين وأصحاب الدعوات الإباحية وبيان خطورة هذه الدعوات على نسيج المجتمع والأسرة، والمسائل العصرية التى تحتاج رأى الشرع كثيرة، مطلوب ملاحقتها بوضع رؤية شرعية لها حتى لا يترك الناس لأصحاب القنوات الدينية، هؤلاء الجهلاء والمرتزقة الذين يشوهون الدين ويحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.