الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

من يدفع تكلفة الوفد الشعبي يا سيادة الرئيس؟

 الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من حق الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يأخذ كل الإجراءات التي تجعله مطمئنا وهو في طريقه إلى ألمانيا، فليس مطلوبا منه أن يهان، وليس فرضا عليه أن يكون وحده، في مواجهة خطة عنيفة يعدها الإخوان من أجل إفساد الزيارة، وتشويه صاحبها، وتعمد إهانته، فكرامته من كرامة الوطن الذي يحكمه.
الوفد الشعبى المرافق للرئيس السيسى في زيارته إلى ألمانيا اليوم هو الأكبر في تاريخ زياراته الخارجية التي امتدت طوال عامه الأول في السلطة، ربما لأن حجم الخطر المتوقع أكبر، وربما لأن الفخ المنصوب هناك أعمق، ولا تعليق لنا على كبر الوفد، فهو طبيعى وضرورى في آن واحد، لكن الاعتراض يأتى على نوعيته وطريقة تشكيله، ثم وهذا هو الأهم تكلفة هذا الوفد، ومن دفعها.
أما عن نوعيته، فلن أنساق خلف من يسخرون من مشاركة فنانات مثل يسرا وإلهام شاهين وغيرهما في الوفد المرافق، فلهن كل الاحترام والتقدير، ولا يمكن لى أو لغيرى أن يقلل من حجم إنجازهن الفنى، ولا من كونهن جزءا من قوة مصر الناعمة بالفعل، لكن السؤال: هل يعرف المواطن الألمانى لهن هذه القيمة؟ هل يمكن أن يستوقفهن مواطن ألمانى عابر ويطلب التقاط صور معهن، أو يقدم لهن أوتوجراف ليحصل على كلمة للذكرى؟ وهل لهن مكانة تجعل كلامهن عما يحدث في مصر مصدر ثقة؟
قيمة يسرا وإلهام نعرفها نحن هنا، أما المواطن الألمانى فلا علم له بهما، ولذلك فمرافقة الفنانات وفد الرئيس الشعبى لا قيمة لها على الإطلاق، بل تحولت بالفعل إلى عبء، ولو أراد من يشرفون على تنظيم الوفد الشعبى المرافق للرئيس نصيحة، فيمكن أن يكون محمد منير المطرب المصرى العالمى الذي أقام حفلات حاشدة في ألمانيا ويعرفه الألمان جيدا على رأس هذا الوفد، فهو سفير شعب مناسب، ومنير هنا على سبيل المثال لا الحصر.
أما عن طريقة تشكيل الوفد الشعبى المرافق للرئيس في رحلته، فليس معقولا أن يذهب كل من يريد أن يذهب لأنه يرغب في ذلك، فحتى لو كان وفدًا شعبيًا، فهو محسوب على الرئيس، وعليه كان يجب أن تكون هناك عملية انتقاء، ولن أشير إلى أحد بعينه، لكن ليس من اللائق أن يرافق الرئيس من صدرت ضده أحكام قضائية واجبة النفاذ، لأن هذا في النهاية سيكون محسوبًا على الرئيس، ولن يقال إن من صدرت ضده أحكام قضائية سافر بمفرده، دون أن يعلم عنه الرئيس شيئًا.
مساحة الخلاف الثالثة تأتى على خلفية من تكفل بمصاريف الوفد الشعبي؟ أعرف أن المؤسسات الإعلامية سواء كانت حكومية أو خاصة أو قنوات فضائية هي من دفعت تكاليف من سافروا باسمها، وهذا أمر طبيعى، في ظل رفض مؤسسة الرئاسة التكفل بأى مصاريف يمكن أن ترهق ميزانيتها المرهقة أصلا، لكن السؤال الذي أعتقد أنه ضرورى جدا هو: لماذا يقوم عدد من رجال الأعمال المعروفين بالاسم بدفع جزء من التكلفة؟
ستقول إن هذا دورهم الوطنى تجاه البلد في ظل الظروف التي تمر بها، سأوافقك الرأى تمامًا، لكنى سأسأل عن المقابل الذي سيحصل عليه رجال الأعمال من وقفتهم هذه، فلا يوجد رجل أعمال واحد يقدم شيئًا إلا وهو ينتظر المقابل، فما الذي يدعو الرئيس إلى أن يراكم فواتير جديدة عليه، سيكون مطالبًا بسدادها بعد ذلك.
إننى لا أشكك في نوايا أحد، ولا أشوه ما يقوم به رجال الأعمال، لكننى أتساءل فقط عن دور رجال الأعمال داخل نظام السيسى، وما الذي يجب أن نصدقه بالفعل؟ هل نصدق رغبة النظام في تعامله مع رجال الأعمال على أنهم مواطنون غير مميزين بالمرة، لهم نفس حقوق وعليهم نفس واجبات المواطن العادى، أم نستسلم لصورة تبدو مزعجة وهى أن النظام يخفض جناحه لرجال الأعمال لأنه في لحظات كثيرة يحتاج إلى مساندتهم ودعمهم؟
كل ما أتمناه أن تنجح زيارة السيسى إلى برلين، لأنها ليست مجرد زيارة رئيس إلى دولة لها أهميتها وخطرها، ولكنها زيارة مصر بكل ما تمثله إلى كيان أوربى عصىّ على الفهم، ولابد من التواصل معه.. لكن في الوقت نفسه تظل الأسئلة التي طرحتها معلقة، وتحتاج إلى إجابات.. هذا إذا كان هناك من يريد أن يقدم إجابات.