السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

بالصور.. عم رمضان: "أصلح وابور الجاز" بالمجان في شهر الرحمات

عم رمضان
عم رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بضحكة لا تفارق وجهه، وتركيز يشبه للوهلة الأولى تركيز مصححي الثانوية العامة على حد تعبيره، يبدأ عم رمضان عمله كـ"مصلح بوابير الجاز" ولكن بطقوس خاصة به، فهو لا يعمل بتلك المهنة إلا في شهر شعبان ورمضان فقط لا غير.
يتحدث عم رمضان لـ "البوابة نيوز" يقول: كنت موظفا كبيرا في الأوقاف، ولكنني على المعاش منذ 7 سنوات، تدهورت حالتي النفسية جدًا بعد المعاش، لدرجة أنني كنت ألبس ملابسي التي اعتدت عليها وكأنني ذاهب للعمل، وأظل ألف في الشوارع حتى صلاة الظهر، وأحيانًا كنت أمر على الوزارة لأسلم على زملاء العمل، ولكن في الحقيقة كنت أمر على الوزارة من أجل سرقة إحساس العمل الذي افتقدته كثيرًا بالجلوس في البيت.
ويكمل عم رمضان: وفي يوم من الأيام، وتحديدًا يوم جمعة، سمعت خطبة أحد الشيوخ في المسجد القريب من البيت يقول: أنا نفعك لاخوتك أهم وظيفة للإنسان على وجه الأرض، وأكملت الصلاة وذهبت لبيتي وظللت أفكر لمدة أسبوع، حتى سمعت وقتها أن غدًا هو غرة شهر شعبان، وشعرت أن حزني على إنهاء عملي هو بداية لعمل جديد ينفع شريحة أكبر من الناس، ويكون بأجر رمزي أو حتى بدون أجر، وبالفعل قمت بالشيء الوحيد الذي أفهم فيه بغض النظر عن المواد الشرعية وهو "تصليح بوابير الجاز" التي مازال يستخدمها عدد ليس بالقليل من الناس، لأن الغلابة كتير وسعر البوتاجاز في الطالع مع سعر فاتورة الغاز والأنابيب.
ويتابع: وبالفعل.. بحثت عن مكان، ودلني أهل الخير على مخزن يستخدمه أحد محال الكشري بحي بولاق الدكرور، لتخزين البصل ومستلزمات المحل، وأنا أقف في هذا المخزن لأصلح البوابير، والحمد لله لا يأخذ مني مالك المخزن أي أجر نظير شغلي للمكان، لأني ببساطة أقوم بهذا العمل خدمة للناس وليس لكسب العيش، وللعلم لا أقوم به إلا في شهر شعبان ورمضان فقط، فهي شهور الخير من رب العباد، ولابد أن نجعلها مليئة بالخير من كل الجهات، وكل واحد باللي يقدر عليه.
وبنبرة خجولة يقول: أنا لا أتقاضى أي أجر، إلا إذا أصر الرجل أن يعطيني ثمن تصليح البابور، وأنا لا أمانع في ذلك، ولكن أولًا وأخيرًا أنا نيتي كلها للخير، ولا أقوم بهذا العمل إلا في شهر شعبان ورمضان فقط، وهو ما يضفي عليه قيمة خدمة البشر من ناحية، وشعوري بأنني مازلت قادرًا على فعل أي شيء في هذا العالم بعد المعاش.