رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عام من ولاية "الصمت"!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل ساعات على بداية عام جديد في ولايته، أجدد توجيه دعوة حق، ونداء صدق، في صورة «وصايا» لمن اختارته الأقدار ليقود سفينة مصر وسط عواصف هوجاء تكاد تقتلع ما رسخته القرون والأجيال، والأيام الحزينة التي لم تتوقف فيها الجنازات والمآتم التي تشيع شبه يوميا من الجيش والشرطة وأبناء الشعب العزل على أيدى الإرهابيين وتجار الدين وأصحاب الحروب بالوكالة.
■ ارس دعائم حكمك بـ«شرعية الإنجاز»، فشرعية أي رئيس لا تأتى عبر صندوق الانتخابات فقط، بل عبر «شرعية ما أنجزه، خاصة في ملف الخدمات المثقل والمثخن بآلام وأوجاع ودموع ٩٠ مليونا، في التعليم والصحة والإسكان، وإيجاد فرص عمل لطوابير البطالة التي يقف خلفها ملايين من خيرة شبابنا.. إلخ، ولا تلتفت إلى حملات الموتورين الذين يهيلون التراب على أي إنجاز تحققه، بل وينسبون فكرته إلى الرئيس الإخوانى»!
■ احذر «المطبلاتية» الذين ارتفعت قرعاتهم من بطانات السوء وشلل النفاق، وحملة المباخر الذين يدندنون ويطبلون وينافقون، ويطلون بوجوههم العكرة، ليثبتوا للناس قربهم منك، وأن عصرهم الفاسد سيعود ويستمر، وهؤلاء مثل «الدمامل» بحاجة إلى مشرط جراح يستأصلهم من جسد الأمة!
■ كن رئيسا لكل المصريين، وانزل إلى الناس وعش بينهم، فهم حراسك الحقيقيون، وارفق بهم، ولا تشق عليهم بضرائب جديدة، فقد عانوا عقودا من الفساد والإجحاف، واعدل بينهم، واحذر متتبعى الشائعات ومضللى الأفكار، ومثيرى الفتن، حتى لا ينتشر الظلم، ولا تحول قصور الرئاسة إلى سواتر وجدران تفصلك عن شعبك، فتتحول هذه الهموم إلى براكين لا تعرف متى تثور، وتتحول إلى جحيم وغضب، وإذا أراد الله بالمسئول خيرا قيض له بطانة خير، إن نسى ذكروه، وإن ذكر أعانوه.
■ تولى بنفسك قيادة حملة واسعة لتطهير كل المناصب الحساسة من الرموز التي لا تتناسب مع تطلعات مصر الجديدة، وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وابدأ بأخطر الملفات «الإعلام» الذي امتلأت ساحته بالمرتزقة والأفاقين والآكلين على كل الموائد، والمتعصبين لأفكارهم اليسارية الدنيئة، وأنصاف ومعدومى الموهبة، ولا تتأثر بجماعات المصالح التي تحاول جذبك إلى توجهات تخدم أغراضهم وأغراض من يعملون لحسابهم من رجال أعمال ومن جهات خارجية.
■ استمر في فتح أبواب الحوار والتواصل مع جميع القوى السياسية والفكرية والاجتماعية، وتعامل بلغة الحراك السياسي للشعوب والأحزاب والتنظيمات والجماعات الإنسانية، ولا ترهن كل مسارك بإعطاء عربون الثقة، وإبراز حسن النية تجاه أي حزب أو نخبة أو دولة أخرى، فالديمقراطية تتأسس على قواعد دستورية وعلى مؤسسات وأحزاب قوية، لا على شخصيات تتقلب في سياساتها مثلما تتقلب في منامها.
■ ابق على خط الرجعة مفتوحا ولا تحرق كل مراكبك، ومعها آمال عريضة ليس لأنصارك فقط، بل لمن وضعوا ثقتهم فيك وهم على غير مذهبك، وهم أقوى بكثير مما تمتلئ به مقرات مؤيديك، واعلم أنك طلعت عبر السلم إلى أعلى درجاته، فحافظ على توازنه، ولا تكسر هذه الدرجات حتى تجعله آمنا نحو عودتك، فالصعود نحو المهاوى البعيدة يكون مدويا، والأمل في النجاح بإصَابات الكسور والرضوض غير مضمون.
■ أعد بناء جسور الثقة بين جهاز الشرطة والمواطنين، فلن يفلح جهاز أمنى في ضبط حركة شارع يغلى غضبا وثأرا، ويعانى من سيولة في ارتفاع الأسعار، وفوضى ضاربة في كل المناحى الحياتية، والميدان لن يستقر طالما بقيت الأذرع الخبيثة تطال كل شىء، ففى المعارك التي أنت أدرى الناس بها يفتح القائد الفذ منفذا لعدوه للخروج من أجل تقليل الخسائر في الطرفين.
■ اقرأ سيرة من سبقوك حتى تتحصن من لعنة السلطان حين يتشبث بالسلطة، ويتمسك بالقرار ويخطئ في اختيار معاونيه وحاشيته، ويتصور أن الأوطان ملك للسلاطين، يعبثون فيها كما شاءوا، واعلم أنها لو دامت لغيرك لما وصلت إليك، ولا تراهن على أنك حاكم أبدي، فاليوم لك وغدا عليك، وسيحفظ التاريخ اسمك، متى سننت القوانين التي ستخدم البلد وتسهم في استقرار وأمن الشعب.
■ وأختم بوصية لقمان الحكيم «يا بنى تعلمت سبعة آلاف من الحكمة فاحفظ منها أربعا ومر معى إلى الجنة: احكم سفينتك فإن البحر عميق، وخفف حملك فإن العقبة كؤود، وأكثر الزاد فإن السفر بعيد، وأخلص العمل فإن الناقد بصير.. مات أصفياء الله وأحباؤه وأنبياؤه، فمن ذا بعدهم يخلد فيترك؟».