الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حسان ويعقوب عودة النذل!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«كلُّ شيءٍ فيكِ يا مصرَ الحبيبة... سوف ينسى بعد حين»!
تلك حالة مصرية وطبيعة مصرية خاصة وخالصة يتمتع بها -أو قلْ يعانى منه- المصريون، فالمصريون بطبيعتهم شعب طيب (والطيبة فينا بلوة)، سريع النسيان.
ويستغل هذه الطبيعة كثير من الأفاقين والنصابين أسوأ استغلال، فما على الواحد منهم لكى ينسى الناس جرائمه وفظائعه إلا أن يتوارى قليلًا كما تتوارى العذراء عن الشمس، ويختفى عن الأنظار كالحية تدخل جحرها منتظرة لحظة الانقضاض على الفريسة، فإذا حان الحين وآن الأوان ولاحت الفرصة، خرج من جحره ومخبئه، وقد غير جلده كما تفعل الحيات، ولون وجهه بوجه جديد، كما تفعل الحرباء، وغسل يديه من جرائمه، ولبس ثوبًا جديدًا، ليعاود اللدغ مرة أخرى، ويمارس النصب والدجل تارة بعد تارة!
ولكِ اللهُ يا مصرُ!
يعرف الأخ «محمد حسان» هذه الطبيعة المصرية في سرعة النسيان وذاكرة السمك جيدًا، ويجيد التعامل معها، وبطريقة طريفة، ما إن تحدث الحادثة أو تنزل الملمة إلا وتجده قد انتقل مباشرة إلى حجرته المحجوزة والمجهزة باستمرار له في العناية المركزة، فإذا مرت الأزمة نجد من كان يموت منذ سويعات قد فارق العناية المركزة إلى المنبر، والشاشات وكأن شيئًا لم يكن!
منذ أيام فاجأنا الأخ «حسان» أن المرض العضال الذي كان أُعلن أنه ألم به قد زال، وأنه عاود النشاط مرة أخرى ليسجل فجأة أكثر من ثلاثين حلقة بثلاثين أخرى، لابسًا ثوب شيخ الإسلام، متقمصًا دور المضحى بنفسه الذي هب ليدافع عن الدين ضد هجمات العلمانيين الذين يريدون هدمه وتدميره، بل وعن الأزهر الشريف! متوهمًا أن استغلاله للحوادث الحادثة سوف تنجح في دغدغة مشاعر الناس مرة أخرى، ليتكرر التكرار القديم مرة أخرى، ومتوهمًا أن الناس قد نسيت هذه المرة أيضًا جرائمه وما فعله فيهم، وكيف كان سببًا مباشرًا في إراقة دماء المصريين، لمَّا أيد الإخوان ودعا إلى انتخاب الرئيس منهم، بل لما كفر المجتمع المصرى وقسَّمه إلى فسطاطى إيمان يعطى صوته لمرسي، وكافرٍ يعطى صوته لشفيق.
أم تراك تظن أن الناس نسيت كيف جعلت «محمد مرسي» هو الإسلام من دعمه وأيده فهو مؤيد للإسلام ومن خالفه أو خذله فقد خذل الإسلام!
أم تراك تظن أن الناس قد نسيت كيف خرجت بمجرد البدء في فض بؤرة رابعة الإرهابية تحاول أنت وصديقك «يعقوب» لكى تحض المعتصمين على الثبات ومقاومة السلطات؟!
يا هذا... لعبتك مكشوفة وحيلتك بالية، وأبشرك بما يسوءك... فلا الناس هي الناس ولا الواقع هو الواقع، وزمن الرقص على الحبال قد انتهى وبلا عودة إن شاء الله.
وظنى بالمصريين أن يلقنوك ويلقنوا كل مخادع من أمثالك درسًا تعتبر به الأجيال من بعدنا.
وأما صاحبنا الآخر «يعقوب» الذي تزامنت محاولته للعودة مع صديقه «حسان»، فإنه يعتمد أيضًا على ما اعتمد عليه أخوه من سرعة النسيان، ولكننى أبشره بما بشرت به أخاه من أن لسان حال جميع المصريين يقول لكما: كيف أعاودك.. وهذا أثر فأسك؟!