الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

چورچ بباوي.. طريد الكنيسة في كل العصور

قداسة البابا تواضروس
قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قرر المجمع الكنسي المقدس مصادرة كتب المفكر القبطي جورج بباوي، بسبب تعليق مقال للكاتب القبطي مينا أسعد كامل، انتقد فيه «بباوى»، واتهمه بالإساءة للبابا كيرلس السادس، خاصة كتابه «المعلم الكنسي».
اعتبر القرار من أكثر قرارات المجمع المقدس قسوة، مؤخرًا، خاصة أن «المصادرة» لفظ غير دقيق لما جرى، لأن الكنيسة لا تملك سلطة المصادرة من الأساس، إنما تمنع توزيع الكتب المخالفة لعقيدتها الأرثوذكسية في الكنائس والأديرة التابعة لها، رغم أن «المفكر القبطى» - نفسه - صدر قرار بحرمانه من الكنيسة عام 2007، وكتبه - بالضرورة - لا توزع لدى الأرثوذكس. يتساءل البعض: إذن ما الداعى لمنع الكتب إذا كان صاحبها «ممنوعا ومحروما»؟
ولماذا يعود «بباوى» إلى المشهد مرة أخرى الآن؟
مصدر كنسى أكد لـ«البوابة»، أن مقال مينا أسعد، مؤسس رابطة حماة الإيمان، المنشور قبل عقد جلسات المجمع بأيام، ودخل به في معارك كلامية وفكرية مع «بباوى»، أثر على قرار المجمع المقدس.
«تواضروس» أمر بمصادرة كتب «المفكر المحروم»
قال لـ«شنودة»: أنت لا تعرف شيئًا ولا تفهم في العهد القديم
أرسل خطابا لـ«باخوميوس» أشعل الأزمة

1- البابا تواضروس
- قال مينا أسعد في مقاله الذي هاجم فيه جورج بباوى: «كما قام المهرطقون قديمًا بابتداع الأساليب التي تروج لعقيدة مخالفة يتفنن المهرطق د. جورج حبيب بباوى في ذات الفعل، ولكن السمة الأساسية لهذا الرجل وابتداعه الأصلى هو في اختراع شخصيات لم تتواجد على الإطلاق، أو ابتداع أحداث وهمية دارت مع شخصيات حقيقية، وفى حواراته مع تلك الشخصيات الخيالية أو الأحداث التخيلية يتحدث عن عقائد فاسدة. لقد وصل الدكتور جورج حبيب بباوى إلى حالة من إدمان الكذب، واحتراف التأليف، والتلذذ بتحريف العقائد السليمة، فخرج علينا بمجموعات من الكتب والأفكار خلال الشهور القليلة الماضية بها من التدليس ما يدفعنا للتحذير منها.
- كتاب رسائل الأب صفرونيوس سلسلة رسائل وهمية من شخص لم يستطع الدكتور جورج حبيب إثبات وجودة أصلًا، ويستند في مرجعيته إلى شهادته هو شخصيًا.
- وقد حذرنا الكتاب المقدس من قبول شهادات المنحرفين فكريًا أيًا كانت هذه الشهادة حتى لو كانت سليمة، كما فعل بولس الرسول. نترك خرافة صفرونيوس وننتقل للأخطر.
- إذن جورج حبيب يستشهد في كتبه بشخصية، إن صح وجودها هي لشخص ادعى بالكذب ما ليس فيه، فكيف إذن لنا أن نقبل شهادة شخص مدعٍ؟».
- لا يختتم مينا أسعد مقاله، يسرد مجموعة من علامات التعجب على ما قاله «بباوي»، وادَّعاه على المسيحية، يقول:
حوى كتاب الرسائل المنسوب لفليمون المقارى وكاتبه جورج حبيب بباوى إلى عبارات أقرب إلى الوثنية منها إلى المسيحية الحقة، كما يقول مثلًا في صفحات ٦، ٧، ٨ يروج لفكر إن «التناول من قبل خلق العالم»!
- الراهب فليمون المقارى متواجد من قبل خلق العالم!
- هي قريبة من تلك الفكرة الفاسدة بأن الإنسان إله، التي عزل فيها حبيب بباوى.
- يطعن الكتاب في البابا كيرلس السادس القديس شخصيًا، فيدعى كذبًا أن البابا كيرلس السادس يرى القديسين عبادة أموات!
- تخيل عزيزى القارئ أن البابا كيرلس المعروف بين الأقباط بأنه «حبيب مار مينا» يطعن في عقيدة الشفاعة!
- بل يزيد عن هذا أن يقول الكاتب في ص ٦٤ وما بعدها فكرة أن البابا كيرلس حجب مجد الله وأقام ذاته رأسًا للكنيسة!
- بل ويقدم نفس الكاتب على لسان الشخصية الوهمية فكرة أن الله يشمت في مصاعب الكنيسة، لأنه يراها منحرفة؟؟! فيصير الله شامتًا! حاشا لله!
- امتلأ الكتاب أيضًا بالهجوم على الإسلام (٧٨-٧٩) ربما محاولة من حبيب بباوى لإشعال مصائب يشمت فيها الله بالكنيسة (على حد تعبيره الفاسد).
- يتحدث الفاسد في كتابه عن عقيدة غريبة على كل الأديان أن جميع الخطاة مخلصون دون الحاجة إلى التوبة، تمريرًا لمنظومة فساد أخلاقى بوضوح!
- وعلى الرغم من ذلك نجد أن كتب الدكتور جورج بباوى وخاصة عن البابا كيرلس أكدت على الشفاعة في أكثر من موضوع.
2- البابا شنودة الثالث
المقال يعيد الجميع لنقطة البداية، من هو جورج بباوي؟
مدير معهد الدراسات اللاهوتية بولاية أنديانا بالولايات المتحدة، خدم في كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة - المعهد الإكليريكى للأقباط الكاثوليك بالمعادى - جامعة الروح القدس المارونية - كلية اللاهوت للشرق الأدنى ببيروت - الجامعة الأمريكية ببيروت.
كل ذلك كان قبل «حرمانه» من الكنيسة بقرار من البابا شنودة.
لماذا منعه؟
هذه قصة أخرى.
كان لـ«بباوي» مقال بعنوان «الرد على كتاب الأنبا شنودة - تأليه الإنسان»، احتوى على كثير من نقد وتفكيك أفكار «شنودة الثالث»، ما دفع صحيفة يومية كانت تصدر في ذلك الوقت إلى اعتبار المقال «تكفيرًا للبابا شنودة»، ونشرت مقالا بالعنوان نفسه، واستشهدت به الكنيسة في «حرمان» جورج بباوي.
له عدة مقالات، أحدها استفز الكهنة كان عنوانه «رجال البابا لم يدرسوا اللاهوت.. مجرد هواة».
اشتعلت القضية، وصدر قرار عزل «بباوي» الذي استأنفه أمام مجلس الدولة، لكنها أيَّدت حكم الكنيسة، وقضاءها، فأرسل إلى البابا شنودة الثالث خطابا مفتوحا حمل عنوان «الحق يخلصنا بالمحبة من صراعات نحن في غنى عنها».
هل اعتذر؟
لا، زاد الطين بلة، وقال للبابا شنودة في خطابه ما اعتبره كل الكهنة إهانة لا يداويها الاعتذار، ولا يصفح عنها، فقد اتهمه قائلًا: «أنت لا تعرف شيئًا عما تتكلم عنه، لا تاريخ العهد القديم ولا الذبائح».
وما جاء في مضمون الخطاب «هنا، أكشف مقدار استيعابك للتاريخ واللاهوت. نيافتكم تقول ذلك، بل وتسجله على نفسك كتابةً في الوقت الذي من المفترض فيه أن يعرف أصغر طالب في الكلية الإكليريكية أن الذبيحة الوحيدة التي نزلت عليها النار من السماء كانت هي ذبيحة إيليا النبي، أما باقى الذبائح فقد كان الكاهن يشعل النار في الأجزاء الخاصة بالله حسبما ذكر ذلك سفرا اللاويين والتثنية. إذن فأنت لا تعرف شيئًا عما تتكلم عنه، لا تاريخ العهد القديم ولا الذبائح».
3- المفكر «المحروم»
كان خبر «عزل» جورج بباوى في أغلب الجرائد، في ذلك الوقت، حسب بيان المجمع المقدس، يقول: «عقد المجمع المقدس اجتماعًا طارئًا صباح الأربعاء الماضى بالمقر البابوى بالأنبا رويس بالعباسية، وانتهى بإجماع الحضور إلى فرز وعزل الدكتور جورج حبيب بباوى عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كان الدكتور جورج حبيب عميد معهد الدراسات اللاهوتية بولاية إنديانا الأمريكية، وأستاذ اللاهوت السابق بالكلية الإكليرية الأرثوذكسية بالقاهرة، قد فصل نفسه بنفسه من الكنيسة القبطية منذ ١٨ عامًا بانضمامه إلى الكنيسة الروسية ثم الإنجيليكانية، وقام بإصدار عدة كتب تحمل أفكارًا مخالفة للعقيدة الأرثوذكسية، إضافة إلى ما ينشره من مقالات على المواقع الإلكترونية وفى العديد من الصحف، مما أثار سخط الشعب القبطى، وطلب نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة وتوابعها عقد جلسة طارئة للمجمع وهو أعلى سلطة كنسية في الكنيسة القبطية، رأس الجلسة الطارئة للمجمع قداسة البابا شنودة الثالث وحضرها ٦٦ عضوًا من أحبار الكنيسة وأرسل سبعة من الآباء المطارنة والأساقفة تأييدهم للقرار لتعذر حضورهم، ناقشوا ما نشره الدكتور جورج حبيب والأخطاء اللاهوتية المنسوبة إليه وبعد المناقشة التي استمرت أكثر من أربع ساعات قرر المجمع عزله من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية».
4- الأنبا باخوميوس
- آراء جورج بباوى الشاذة كانت باب خروجه من الكنيسة في كل العصور، يختلف مع «البابا كيرلس السادس»، يجعل منه رجلًا عاديًا يخطئ ويصيب، يقول، ولا يؤخذ بكل ما يقوله، رغم أنهم جعلوه قديسًا في الكنيسة، يتبرَّكون به، ويطلبون منه العون والمدد، لأنه أحد خلفاء وأبناء المسيح.
- يدخل «بباوي» في منافسة مع كل رجال الكنيسة، ينحاز للأب متى المسكين، الذي كان مغضوبًا عليه في زمن البابا شنودة الثالث.
...
أين الجديد إذن؟
- أرسل خطابًا مفتوحًا آخر إلى الأنبا باخوميوس، حين كان قائمقام الكنيسة بعد تنيح الأنبا شنودة الثالث، دخل في معركة جديدة مع جثة البابا الراحل، وأشعلت الأزمة الأنبا باخوميوس ضده.
- عاد طريدًا من جنة الكنيسة، وملعونًا، وخارجًا من رحمة الله أيضًا.
هكذا اعتبره الأنبا «باخوميوس».
- من طرد إلى طرد.. ومن لعنة إلى لعنة.. دخل جورج بباوى تحت مقصلة البابا تواضروس مؤخرًا، كان المحرك مقال مينا أسعد كامل، الذي حرَّض فيه ضده.. وصدر قرار المجمع المقدس بـ«مصادرة كتبه»، و«منع دخوله الكنيسة» رغم أنه ممنوع منذ البداية.
النسخة الورقية