الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عن الوحش الذي يربيه عبد الفتاح السيسي في فراشه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مؤكد أن عبد الفتاح السيسي يعرف الكثير عن حزب النور، مؤكد أنه وبعد لقاءات كثيرة معهم فرضتها ضرورات منصبه كمدير للمخابرات الحربية قد استمع إليهم، قرأ ملامح وجوههم، تمكن من معرفة بعض ما تكنه نفوسهم، وأدرك ما تخفيه نواياهم تجاه رغبتهم في أن تكون لهم الكلمة العليا في حكم البلاد.
مؤكد أن عبد الفتاح السيسى يعرف أن انحياز حزب النور لثورة ٣٠ يونيو، ووجود ممثل لهم في مشهد ٣ يوليو الذي كان هو بطله الوحيد، لم يكن إلا محاولة لإنقاذ رقابهم، بعد أن عرفوا أن الشعب المصري كفر بكل من ينتمى إلى فصيلة الإسلام السياسي، وأنهم لو فكروا مجرد تفكير في الانضمام للجماعة في حربها ضد الشعب، فلن يكون لهم أثر، مهما كانت قوتهم وتوغلهم في كل قرية وكل شارع، فاختاروا أن يوافقوا الناس بموقف في الغالب غير حقيقي، في انتظار فرصة قادمة لا يعرفون لها وقتا محددا، لكنهم يثقون أنها ستأتي حتما.
مؤكد أن عبد الفتاح السيسى يعرف أن الحزب الذي يدعى قوة وقدرة على التأثير، لم يستطع أن يسيطر على قواعده، فانحرفوا عن خطه، وذهبوا للاعتصام في رابعة إلى جوار شياطين الإخوان، ولم يستجيبوا لكل محاولات شيوخهم لاستعادتهم، وكان أن صرح ياسر برهامي بأن أغلب قتلى رابعة كانوا من السلفيين، وبعد الفض اعترف وهو في كامل قواه السياسية أن لديه مشكلة ضخمة بسبب الموقف النفسى والدينى الذي يعتنقه شباب حزبه بسبب ما جرى في رابعة.
مؤكد أن عبد الفتاح السيسى، يعرف أن السلفيين بقيادة حزب النور تركوا أباطرة الأحزاب المدنية في خلافاتهم وانشقاقاتهم وخبثهم الذي لا يجدي، وراحوا يسيرون على طريقة الإخوان، في استقطاب الفقراء، وخداعهم باسم الدين، جاعلين منهم جيشهم وعتادهم، حتى إذا ما جاءت معركة انتخابات البرلمان التي يعرفون أنها حتما ستأتي، يكون هؤلاء في طليعة المقاتلين.
مؤكد أن عبد الفتاح السيسى يعرف جيدا أنه حزب براجماتي من الدرجة الأولى، ولذلك لن يقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه الإخوان، فلن يهاجم الجيش ويجعل منه خصما، ولن يتعالى على الشعب جاعلًا من أفراده مواطنين من الدرجة الثانية، لكن ذلك ليس عن قناعة تامة، بقدر ما هي خطوة تكتيكية في طريقهم الذي لا يهمهم أن يكون طويلًا من أجل الوصول إلى السلطة، وساعتها سيرى الجميع منهم وجهًا آخر.
مؤكد أن السيسى يعرف أن رجال حزب النور بلا مبادئ، فهم يغيرون جلودهم وأفكارهم ومواقفهم، صرحوا بسرعة البرق بأن حزبهم ليس على أساس دينى، لمجرد أن الدستور يحظر تأسيس الأحزاب على أساس ديني، فهم في هذا مثل الإخوان المسلمين الذين يدفعون حياتهم من أجل الحفاظ على التنظيم، رجال النور مستعدون لدفع الغالى والنفيس وتغيير قناعاتهم من أجل الحفاظ على الحزب، مع العلم أنهم لا يتراجعون أبدًا عن حلمهم في أن تكون مصر دولة سلفية، هذا إذا جاز التعبير بأن هناك دولة سلفية.
مؤكد أن عبد الفتاح السيسى يعرف جيدًا أن حزب النور يحصل على تمويلات من الخارج، فهناك من يريد أن يكون الحزب قويا وحاضرا ومؤثرا ومشاركا في حكم مصر، وواصلًا إلى المستويات العليا، لكن لا أحد حتى الآن بحث عن مصادر هذا التمويل، أو سأل رجال الحزب الكبار من أين يأتون بكل هذه الأموال التي ينفقونها، وما الذي يخططونه من ورائه؟.
مؤكد أن عبد الفتاح السيسى يعرف أن الأحزاب المدنية تتشكك في كل ما يصدر عن هذا الحزب، من أفكار وآراء سياسية، وقد جرت محاولات عديدة لاندماجه في الحياة السياسية العامة، لكنها فشلت جميعا، لأن رجال الأحزاب المدنية يعرفون جيدا أن كهنة الحزب لا يرون مصر إلا على صورة واحدة، وهى صورة تتناقض تمامًا مع أن تكون مصر دولة مدنية يحكمها القانون، ولا شىء غير القانون،
مؤكد أن عبد الفتاح يعرف جيدًا أن حزب النور يعتنق أفكارا تعادى التقدم ويرفض دعواته هو شخصيا فيما يتعلق بتجديد الخطاب الدينى، ورغم أنهم لا يعلنون ذلك تقية وخشية، إلا أنهم وفى الوقت المناسب سيتصدون إلى ما يذهب إليه، فهم لن يتخلوا إلى الأبد عن فتاواهم وفقههم وتصوراتهم عن الحياة التي كونوها خلال عقود طويلة.
لكن ورغم كل ما يعرفه السيسى عن حزب النور، إلا أنه يدعو إلى دمج الحزب في الحياة السياسية المصرية، باعتباره حزبًا وطنًا، والسؤال: لماذا يصر الرئيس على تربية وحش في فراشه؟ ألا يعلم أن هذا الوحش بمجرد أن يشعر بالأمان سيسارع إلى التهام صاحبه؟ أتمنى أن يكون السيسى عارفًا بذلك وواعيًا به ومدركًا لخطره..هذا وفقط.