الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

إسرائيل تستعد لـ"حرب جديدة" مع "حماس"

بعد تبادلهما إطلاق الصواريخ

 حماس
"حماس"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محلل عسكري إسرائيلى: الحركة تحاول فقط أن تذكرنا كل فترة بوجودها وبقدراتها
سيبيونى: تطلق صواريخ على إسرائيل وستستعين بحزب الله ومنظمات إسلامية متطرفة في سيناء
زعم الإعلام الإسرائيلى أن صاروخا حمساويا من نوع «جراد» متوسط المدى سقط في محيط بلدة جان يافنى القريبة من مدينة أشدود في جنوب إسرائيل، وسمع المستوطنون صوت انفجار كبير، وهو ما جعل الجيش الإسرائيلى يقصف أربعة أهداف تابعة لحركة الجهاد الإسلامى في جنوب قطاع غزة، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، وهو الرد الذي وصفه المحللون في إسرائيل أنه مجرد رد رمزى يؤخذ بعين الاعتبار ولكن لا يؤدى إلى تصعيد، فيما أعلنت حركة حماس أنها ألقت القبض على عدد من أفراد الخلية التي أطلقت الصاروخ وغير معنية بالتصعيد.
والحقيقة أن جميع الأطراف يتلاعب بالوضع، فنتنياهو استغل الموقف ليطلق تصريحاته النارية، وليحاول تدعيم مكانته كزعيم ومحارب للإرهاب، فعلق خلال لقائه مع السيناتور الأميركى ليندزى جراهام قائلا: «حركة حماس مسئولة عن أي قصف صاروخى من قطاع غزة باتجاه الأراضى الإسرائيلية»، وأضاف: «أن إسرائيل ستفعل كل ما هو ضرورى للحفاظ على الهدوء الذي تم تحقيقه عقب عملية الجرف الصلب».
وبطبيعة الحال، استغل أعداء نتنياهو الموقف، ودعوه للهجوم القوى على حماس، لأنهم يدركون جيدا أن نتنياهو لن يفعل، ولكنهم فقط أرادوا توريطه بأنه يقف مكتوف الأيدى أمام صواريخ حماس، فعلق رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيجدور ليبرمان: «إن على حكومة نتنياهو العمل على إنهاء حماس والقضاء على حكمها في قطاع غزة، لضمان أمن مواطنى إسرائيل»، وعلقت وزيرة الرياضة ميرى ريجيف: «يجب الرد على كل إطلاق نار»، كما طالب عضو لجنة الخارجية والأمن، عومر، بالرد على حركة حماس بكل قوة بعد تلقينا إشارة عدائية.
أما كتاب الرأى والمحللون الإسرائيليون، فكان لهم آراء مخالفة للساسة، فكتب المحلل العسكري شاؤول برطال، في تحليله بجريدة إسرائيل اليوم: «إنه ينبغى أن يكون هناك رد حذر إذا كانت هناك حاجة للرد، وأضاف إنها ليست المرة الأولى التي تطلق حماس فيها النار، وتلقى المسئولية على تنظيم آخر، وذلك حتى لا تستطيع إسرائيل اتهام حماس بخرق تفاهمات الرصاص المصبوب».
فهذه هي الطريقة التي تعمل حماس في إطارها على تنفيذ العمليات الإرهابية ضد إسرائيل بواسطة تنظيمات أخرى يتم تشغيلها من قبل رجال رفيعى المستوى في المنظمة لإبعاد أي شبهة عن حماس، والحقيقة أن حماس تستعد للجولة القادمة، وتحاول فقط أن تذكرنا كل فترة بوجودها وبقدراتها.
وكتب المحلل السياسي يوسى ميلمان بجريدة «معاريف» مقالا جاء فيه: «تنظيم داخل حماس أطلق النار على إسرائيل التي قررت الرد كما يتوقع منها دون تصعيد، الرسائل اتضحت وفهم الطرفان أنهما غير معنيين بالتصعيد وبالتدهور، وهكذا سيستمر الهدوء الحذر في الجنوب حتى النزوة التالية، ولكن المشكلة الحقيقية لم تحل، وهى أن قطاع غزة لم يبدأ إعماره بعد، وأن كل ما ينقل إليه من إسرائيل من غذاء ووقود مجرد وسائل إنعاش».
أما المحلل العسكري «جابى سيبونى» كتب في جريدة «إسرائيل اليوم»: «إن إطلاق الصاروخ من حماس لم يكن فقط للتهديد، حيث أكد جابى أن حماس تفهم جيدا أن مجرد إرسال الملايين من سكان إسرائيل إلى الملاجئ بصورة يومية ومتواصلة إنجاز مهم، وإطلاق حماس لصواريخها من أجل هذا، كما أن الحركة تفهم أنه في المستقبل سيكون عليها أن توسع كثيرا أهداف القصف، وذلك لتفرض على إسرائيل تقليل كثافة نشر البطاريات وتركيز الدفاع عن البنية التحتية الحيوية، الأمر الذي يزيد من احتمال اختراق الغلاف الدفاعى، ومن الممكن أن تستعين حماس بحزب الله وبالتنظيمات الفلسطينية في جنوب لبنان أو بمنظمات إسلامية متطرفة في شبه جزيرة سيناء، كى يطلقوا صواريخ على إسرائيل، فالجولة القادمة من المواجهة ستكون حماس أكثر استعدادا وخطرا مما كانت عليه حتى الآن.
ورغم أن إسرائيل غير معنية بالحرب، لكنها تستعد لها، فوفقا للتقارير الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية، فإسرائيل تعمل على تركيب نظام الرادار التكتيكى في بلدات غلاف غزة، وذلك لتحسين قدرة الكشف والتحذير من سقوط قذائف هاون في المناطق القريبة من السياج بحسب ما نشرته جريدة «إسرائيل اليوم»، كما قام الجيش الإسرائيلى بعدد من المناورات التجريبية كنموذج تدريب يمثل قطاع غزة بتفاصيله الجغرافية والسكانية والمبانى والمناطق المحيطة بالقطاع، بهدف تنفيذ تدريبات تمهيدا لأية مواجهة عسكرية قادمة».

النسخة الورقية