لم تكن زيارة وزير الخارجية
القطري خالد بن محمد العطية للعراق في جولة هي الأولى لمسئول قطرى لبغداد منذ 2003،
بقصد ما تم الإعلان عنه في المؤتمر الصحفي بين وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفرى
والعطية عن فتح سفارة قطرية في بغداد، ومحاولة حل الاشكالات الموجودة في المنطقة وعلى
رأسها تنظيم داعش الإرهابي.
ولكن هناك أسبابا رئيسية وراء التوجه القطرى
نحو الحكومة العراقية التي تخضع لإيران بشكل كامل، منها ما كشفه نائب أمين حزب الله في العراق حسين الرماحي، أمس
من محاولة قطر فك أسر مجموعة من داعش تم أسرهم وتسليمهم للحكومة العراقية ومعظمهم يحملون
الجنسية القطرية.
وقالت مصادر عراقية إن الحكومة العراقية
وقعت صفقة مع الحكومة القطرية بالتعاون معها في مقابل فتح سفارة لقطر في بغداد، والتخفيف
من الضغط الخليجي على إيران وخصوصا في اليمن بعد النجاح العربي في صد المطامع الإيرانية
عن طريق المنطقة الجنوبية للخليج في اليمن.
بينما قالت الكاتبة العراقية لينا مظلوم، اليوم الجمعة، إن سبب
زيارة وزير الخارجية القطرى خالد بن محمد العطية للعراق للمرة الأولى منذ 2003 الهدف
الحقيقي منها التقارب مع إيران، كنوع جديد من التخبط وعدم الوعى السياسي الذي تمارسه
قطر.
وأضافت لينا، إن قطر تريد ايجاد دور لها
في العراق في ظل زيادة الأطراف الدولية التي تلعب في العراق، وأنه من الممكن أن يكون
لها تأثير على أرض الواقع، وغير مدركة أن المخاطر في العراق أكبر بكثير من قطر وممارساتها.
وأوضحت لينا مظلوم، أن الاتجاه القطري
نحو التدخلات الإيرانية في العراق يمثل تهديدا للخليج، خصوصا في ظل محاولة
إيران ومليشياتها المندسة في الحشد الشعبي من فتح ممر إرهاب نحو الخليج عبر الحدود
الشمالية للمملكة وخصوصا في منطقة النخيب ذات الكثافة السنية في الأنبار التي تسعى
إيران تغيير تركيبتها وفصلها عن المنطقة السنية وتحويلها ضمن الكتلة الشيعية وضمها
لمحافظتى النجف وكربلاء، كتهديد لأمن السعودية من قبل إيران بعد فشلها في تهديد الخليج
من ناحية الجنوب عبر اليمن، وأشارت
لينا مظلوم، أن قطر منذ 30 يونيو والثورة المصرية وهى تشعر بالعزلة نظرا لمواقفها المتضاربة
ونهجها سياسات غير مفهومة بالتحالف مع الأطراف المعادية كنوع لحماية نفسها فقط من المخاطر
على حساب العرب، وتقدم لإيران فروض الولاء بالتقارب مع الحكومة العراقية الموالية لإيران.
فيما كان رد وزير الخارجية القطرى خالد العطية عن أسئلة الصحفيين المشاركين في المؤتمر الصحفي مع
نظيره العراقي تلخصت في افتتاح سفارة قطرية في بغداد وأيضا موقف قطر من تنظيم داعش،
حيث أكد أن قطر تسعي لتوطيد العلاقات الدبلوماسية مع العراق، لذا قررت فتح سفارة لها
في بغداد، مضيفا أن قطر تسعي للتعاون مع العراق للقضاء على الإرهاب وخاصة على تنظيم
داعش، سعيا من البلدين للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي.
وأكد العطية على "دعم بلاده الكامل
للحكومة العراقية في جهودها لمكافحة الإرهاب"، مثمنا "الانتصارات التي حققها
العراقيون على العصابات الإرهابية".
ولكن من الناحية الرسمية ذكر مكتب رئيس الوزراء العراقي، أنه "جرى خلال الاجتماع
بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة لتعزيزها إضافة إلى الأوضاع السياسية
والأمنية في العراق والمنطقة ورؤية العراق لحل الاشكالات فيها والحرب التي يخوضها العراق
ضد مسلحي داعش".