الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

هاجر تهامي تكتب: إنا لمنتصرون

هاجر تهامي
هاجر تهامي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ادرك جيدا أن لاطاقة لأحد على مريض أو حزين، فاليوم يأتونك مهرولين إلى غرفتك بإحدي المستشفيات خاصة كانت أو عامة ثم بعد ذلك مسرعين ثم مبطئين في اليوم الثالث، وان كنت سعيد الحظ سيسيرون بخطي سلحفاة لرؤيتك وان كان ذلك فقط قرابة الأسبوع، ثم تتلاشي الزيارة تدريجبا فيكتفي احدهم باتصال هاتفي أو برسالة نصية عبر موقع التواصل الاجتماعي.
قد لا يشبعك ذلك كما لا يشبعني ولكن ارفع شعار الحمد أن مازال هناك من يذكرك بهذا الاتصال وهذه الرسالة.
وفيما يخص الحزن، فبالتدرج والتبعية تجد أن احدهم تضامن مع حزنك وآخر احترمة وثالث يترك لك مساحة الحزن ورابع حزن لحزنك، لكنه بمرور ايام لا تتجاوز اصابع يد واحدة ينفض الجميع من حولك، ولتكون حسن النية لا تظن انهم تركوك لا لشئ سوي لما ألم بهم من انشغالات الحياة واولوياتهم.
في الأمرين تشعر بالمرارة من التتابع ،فربما كان سقف توقعاتك اعلي من نظر البشر في امرك، فما علم أحد بشأنك أكثر منك، وما حق على أحد أن يقف امامك متأثرا بجراحك خاشعا لألمك سوي نفسك وظلالها.
فااجعل من ظلك بشرا تحادثة وتجادله حتى يحسن الصنيع اليك، فتجده باكيا عليك ومريضا بمرضك، فلا تجعل من الخطي في شمس حارقة وحدها من تأتي به اقناصا لمنطقة بعيدة النظر يشاهده المارة يترنح بحركات جسدك، فلا يفعلوا شيئا سوي مراقبته خشية النظر اليك.
وهذا ما تفعله كلمات امي فهي تعمل معي عمل الظل، فلازالت تمر بخاطري بل اكاد احفظها وارددها على مسامعي مايزيد عن عشر مرات يوميا " قاومي، انتصري، لا تجعليه يهزمك، انت الاقوي".
اقنع نفسي كثيرا بكلماتها واعتبر من مرضي منافس لا احبه واحيانا عدوا لا يمكنني التعايش معه، فنخوض حروبا ضارية كثيرا وباردة أكثر لعل النفس الاطول ينتصر.
ولا انكر خيبات الهزيمة كثيرا امامه لكن لا اخفي لحظات النصر أكثر، وما يؤلمني من الهزيمة ليس خيبة جسدي وسقوطة فبحق عضل قد يهدأ كذبا لكن حقا ما يمرض ولا يهدأ بكورتيزول أو غيره القلب حين ييقن أن ضاق ذرع من حولك منك.
قد تكون منصفا في الحديث أو المواجهات لكن إسقاط غضبك على مرضك هو نوع من الصفع على وجههٍ انتظر التقبيل وليس التدمير، بل اقرب لماس كهربائي التف بجسد كان في انتظار العناق وليس الكهرباء.
دعك من هذا وذاك فلا حزن ينتهي ولا أحد بلا داء جميعنا مرضي وان اختلف البلاء... سأردد " إنا لمنتصرون" لعل نصر جسدي وثورة عقلية وهدوء قلبي يترك بابنا في يوم عاصف شديد الحرارة فيكون العناق بمثابة المطر الذي يأتي ليلطف اجواء هذا الجو.