الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أسامة أنور عكاشة.. وهج الصيف

أسامة أنور عكاشة
أسامة أنور عكاشة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استحق الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة عن جدارة لقب "عميد الدراما العربية"، فهو من أهم الكُتّاب في العصر الحديث، وظلت أعماله سواء المكتوبة أو التي تحولت لأعمال درامية أيقونات في تاريخ الفن العربي وليس المصري وحده.
ولد أسامة أنور عكاشة بمدينة طنطا، وكان والده يعمل في التجارة بمحافظة كفر الشيخ، فتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمدارسها؛ ثم التحق بكلية الاداب قسم الدراسات الاجتماعية والنفسية بجامعة عين شمس والتي تخرج فيها عام 1962، ليعمل مدرساً بالتربية والتعليم، ثم عضواً فنياً بالعلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ، وإخصائياً اجتماعياً بجامعة الأزهر، وعضواً باللجنة المصرية لحقوق الإنسان، وعضوا بلجنة التضامن الآسيوي الإفريقي.
كانت أولى محاولات عكاشة في مجال التأليف خلال فترة دراسته الجامعية، ثم أصدر العديد من القصص والروايات منها المجموعة القصصية "خارج الدنيا"، التي صدرت عن المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ورواية "أحلام في برج بابل"، والمجموعة القصصية "مقاطع من أغنية قديمة"، ورواية "منخفض الهند الموسمي"، رواية "وهج الصيف"؛ وعدة كتب منها "أوراق مسافر، همس البحر، و تاريخ خريف".
وكان للروائي سليمان فياض دور كبير في اكتشاف عكاشة ككاتب دراما وقصة، عندما أعد إحدى قصصه في شكل سهرة تليفزيونية، وبعد ذلك اختار كرم النجار قصة "الإنسان والحبل" وقدمها في شكل سهرة تليفزيونية؛ ليكتب عكاشة بعد ذلك سيناريوهاته بنفسه، وتحول بعدها لواحد من أبرز كتاب الدراما العربية؛ وتُصبح أغلب المسلسلات التي كتبها علامات في تاريخ الدراما العربية، منها "الشهد والدموع، الراية البيضا، رحلة السيد أبوالعلا البشري، المصراوية، وقال البحر، ريش على مفيش، لما التعلب فات، عصفور النار، ومازال النيل يجري، ضمير أبلة حكمت، الشهد والدموع، أرابيسك، زيزينيا، امرأة من زمن الحب، أميرة في عابدين، كناريا وشركاه، عفاريت السيالة، أحلام في البوابة"، وعمله الأشهر "ليالي الحلمية" التي قدم منها خمسة أجزاء؛ إضافة الى خمس عشرة سهرة درامية أهمها "حب بلا ضفاف، سكة رجوع الغائب، الملاحظة، مشوار عيد البراءة ،الكومبيوتر الشرير، العين اللي صابت تذكرة داود.
كذلك قدّم عكاشة مجموعة من الأفلام السينمائية منها "كتيبة الإعدام، تحت الصفر، الهجامة، دماء على الأسفلت، الطعم"؛ وكتب أيضاً العديد من العروض المسرحية منها "القانون وسيادته، البحر بيضحك ليه، الناس اللي في الثالث".
لُقّب عكاشة بعميد الدراما التليفزيونية، ونجيب محفوظ التليفزيون لانحيازه للحارة المصرية بأصالتها في أعماله، وكان نجاحه التليفزيوني الواضح له أثر كبير في تبني الناقد الراحل عبدالقادر القط لمقولة أن الدراما أصبحت ديوان العرب؛ وشكل ثنائيات فنية ناجحة مع المخرج عاطف الطيب في السينما، والمخرجين محمد فاضل وإسماعيل عبدالحافظ في التليفزيون كما قدم ابنه هشام عكاشة الذي أخرج روايته وهج الصيف.
شارك عكاشة في مؤتمر الإبداع العربي الأول بالمغرب، وحصل على شهادة تقدير عن مسلسل "ليالي الحلمية" في عيد الإعلاميين السابع ، وحصل على جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة.
استمر عكاشة في إبداعه حتى النهاية، فقبل وعكته الصحية الأخيرة كان يكتب مسلسلاً جديدا بعنوان "تنابلة السلطان"، وينتهي من الجزء الثالث من "المصراوية"، وكانت جولاته مع المرض باختلافه مثل الفشل الكلوي والسكر والقلب تنتهي بانتصاره، وخروجه بعمل جديد يسعد به الجمهور.
توفيَّ عكاشة يوم 28 مايو عام 2010 في مستشفي وادي النيل بالمهندسين، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، لتفقد الكتابة والدراما العربية عميدها الذي أثرى الفن العربي بمجموعة من أهم الأعمال في تاريخ الدراما.