الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"بداية" و"آخرتها" على خطى الإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى نهاية أبريل الماضى، كان أحمد عبدالرحمن رئيس مكتب جماعة الإخوان المسلمين المصريين في الخارج ضيفا على المذيع الإخوانى أحمد منصور، فى برنامجه على قناه الجزيرة القطرية، وكشف عن تغييرات حدثت داخل هيكل الجماعة فى مصر وصلت إلى 65% من قياداتها وكوادرها، ووضع رؤية جديدة للصراع مع الدولة المصرية ووصف المرحلة الحالية بأنها "مرحلة صراع طاحن وطويل لا ينتهي حتى بكسر الانقلاب".
وتابع: "لدينا مؤسسات فكرية واستراتيجية ومراكز فكرية تعمل، والمنتج أعمال تتم الآن على الأرض سيرى الشعب المصري نتائجها قريبا"، مؤكدا إن الجماعة تضع رؤيتها السياسية في الفترة المقبلة بشكل تشاركي مع الغير وأن الإخوان في اتصال مباشر مع العديد من القوى وسنعلن عنها في القريب العاجل" مشيرا إلى أن الجماعة تعمل في هذه المرحلة مع شركاء كثيرين للغاية، وقال "70% من الحراك الموجود داخل مصر الآن يقوم به غير الإخوان".
رغم خطورة ما كشف عنه القيادى الإخوانى عن تحركات الجماعة الإرهابية داخل وخارج مصر ودخول أطراف غير إخوانية لحلبة الصراع.. لم يأخذ هذا الكلام حقه من التفحص والاهتمام الكافى فى أجهزة الإعلام خوفا من اتهامات " التطبيل" و"تبعية النظام" التى نجحت لجان الإخوان الإليكترونية وشركاؤها فى وصم الإعلام المصرى بها.. وتزامنت مع خط المعارضة الذى تتبناه وسائل إعلام يملكها رجال أعمال يحاولون الضغط على الدولة للحصول على مكاسب، أخطرها وقف تحرك حكومة محلب لمكافحة الفساد والحصول على أغلبية برلمانية تمكنها من اقتسام السلطة مع الرئيس.
حديث القيادى الإخوانى أعقبه ظهور عدد من الحركات الشبابية الجديدة مثل "بداية"، وإحياء حركات قديمة مثل 6 إبريل تحاول صناعة توجه عام داخليا وخارجيا يتحدث عن وجود آلالاف المعتقلين فى السجون تصدر بحقهم أحكام قضائية ظالمة ومسيسة، إضافه إلى الترويج لعودة الداخلية إلى ممارسات ما قبل 25 يناير وإيذاء سمعة القضاء المصرى، وبالتالى وضع أى حكم يصدر على أفراد الجماعة الإرهابية من مرتكبى الجرائم فى خانة الظلم مثلما حدث فى تنفيذ حكم الإعدام على قاتل أطفال اسكندرية وخلية عرب شركس.
التنظيم الدولى حقق نجاحا فى إقناع حكومات غربية مثل ألمانيا وبريطانيا، أن الإخوان أبرياء من اتهامات الدولة لهم بالإرهاب وتسويق فكرة الظلم الواقع على أفرادهم المقبوض عليهم على ذمة قضايا متعددة، مثل اغتيال أفراد الشرطة والقضاة وحمل السلاح ومهاجمة مكاتب المحافظين وأقسام الشرطة بالإضافة إلى الاشتراك فى تفجير أبراج الكهرباء.
ويسعى الإخوان إلى استعادة سيطرتهم على التنظيمات الشبابية لضمان استمرار سخونة المعركة فى الشارع بديلا عن الأسر الإخوانية التى تسرب لها اليأس بعد الضربات الناجحة التى حقتتها الدولة بالقبض على اللجان النوعية وإعطاء صورة مكذوبة عن تحرك فئات أخرى من غير الإخوان، ولعل أهمها استعادة السيطرة الكاملة من شباب الإخوان على حركة 6 إبريل والتى أطلقت مؤخرا دعوة للإضراب فى المؤسسات الحكومية تحت عنوان "وآخرتها" التى تستغل الأزمات الاقتصادية والمعيشية للمصريين فى نفس التوقيت تظهر حركة "بداية" ويزاح الستار عن حقيقة شريف دياب مؤسس حركة بداية من زملاء سابقين له فى حركة كان أطلقها قبل عامين تحت اسم إمسك فلول وكان هو المتحدث الرسمى لها فى 2012 التى ظهرت لمواجهه أحمد شفيق وقت صراعه على الرئاسة مع مرشح الإخوان محمد مرسى.
وكشف أحمد شلبى أحد أعضاء الحملة أن دياب كان يعطى لشباب الحملة تعليمات بإقامة فاعليات فى وسط البلد وشارع جامعة الدول العربية وتوزيع منشورات ضد الفلول وقال عبر حسابه على الفيس بوك بالنص "بعد فوز مرسى لاقيت حد بيتصل بيا من مكتب شريف اسمه الحضرى تقريبا قال لى خلاص الحملة انتهت واحنا عاملين احتفال فى ساقية الصاوى روحت هناك لاقيت شخصيات عامة زى حمدى قنديل وكام مذيع ولاقيت أحمد دومة وهو صديق لشريف دياب ولاقيت أحمد ماهر وإسراء عبد الفتاح.. وبعدها عرفت إن شريف دياب بياخد فلوس كتير من رجال أعمال إخوان.
شلبى وصف دياب بأنة "شخص عادى جدا وتعليمه متوسط وكان شغال فى محل ملابس تقريبا ودى مش حاجة عيب بس فجأة تبقى بتاع سياسة وبتتكلم فى حاجات هو مش عارف عنها حاجة وبقى بطل ثورى، وعمل حركات سياسية أقل حركة فيها تتكلف 60 ألف جنيه أنا كنت فى حركة امسك فلول كنت باشوف حاجات هناك وتكاليف هناك وكنت دايما أسأل منين كل ده؟ من طباعة منشوارت لبنرات كبيرة وفعاليات، تكاليف كتير وماكنش فى اشتراك من الأعضاء اللى فى الحركة بعد كده عرفت إن الحركة كانت بتتمول من الإخوان من شخص قريب من شريف. عرفتوا ليه هو بيدافع باستماتة عن الإخوان، واحنا شباب مضحوك علينا منهم باسم الثورة وحب البلد علشان كده انا كفرت بيهم وبالوطنية المزيفة بتاعتهم هما دول شباب الثورة اللى قبضو التمن من برة ومن جوة وجايين يعملوا علينا ثوار أنا مش هقبل بحد يضحك عليا تانى.
ما قالة شلبى يكشف نوعا من الوعى بدأ يظهر لدى الشباب العادى، الذى كان يشارك فى هذه الحركات.. فليس كل من يشارك فيها خائن فهناك من ينخدع بالشعارات والثورية المحببه لجيل الشباب.. من حق أى مواطن أن يكون مختلف مع الحكومة ومعارضا لسياستها.. لكن لا يجب أن يكون أداة فى يد تحاول أن تفكك وتدمر الوطن لصالح فصيل إرهابى إقصائى تم تجريبه فى الحكم وفشل فى حل أزمات المصريين، بل سعى منذ يومه الأول "للتكويش" على كل شىء، وحينما تمت إزاحته سفك الدماء وخان الوطن.