السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

قيادات الإرهابية يتساقطون كأوراق التوت.. القبض على "محمد وهدان" يكشف النقاب عن الصراع المحموم بين أقطاب الجماعة.. وشباب الإخوان يستعدون للهروب خارج البلاد

محمد وهدان عضو مكتب
محمد وهدان عضو مكتب الإرشاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تلقت جماعة الإخوان الإرهابية صدمة قوية، أمس الأربعاء، بعد خبر القبض على محمد وهدان عضو مكتب الإرشاد، والذي اختفى على مدى عامين كاملين لم تتمكن قوات الأمن القبض عليه وسط تأكيدات أنه من يدير جماعة الإخوان بحكم عمله السابق كمسئول للتربية داخل الجماعة وقربه من شباب الإخوان في الجماعات وغير ذلك.. الأمر الذي جعلة قادرا على الإلمام بخيوط الجماعة وإدارتها وفقا لما يؤكدة قيادات الإخوان وصرحوا به بعد القبض عليه.

القبض على وهدان ترك صدى واسع داخل الجماعة ما بين قلق وترقب خاصة أن التنظيم الدولى للجماعة أصدر منذ يومين تعليمات طالبت شباب الجماعة والقيادات المتواجدة خارج السجن والمفرج عنهم، وطالبتهم بضرورة الهروب خارج مصر أو حتى ترك القاهرة وتغيير أماكنهم وعناوينهم حتى لايتم القبض عليهم وهذا ما صرح به أيضا ممدوح إسماعيل القيادى السلفى الهارب لتركيا، مؤكدا أن هناك مصادر أمنية أبلغت الإخوان أن هناك حملة أمنية للقبض على القيادات المتواجدة خارج السجون.

من جانب آخر وبعد خبر القبض على محمد وهدان، بدأ قيادات وشباب الجماعة الاستعدادت للهرب خارج مصر أو على الأقل تغيير عناوينهم حتى لايتم القبض عليه خلال الفترة الحالية.

ووفقا لمصادر داخل الجماعة فإن وهدان هو من تولى إدارة الجماعة طوال العامين الماضيين متخفيا ومنتقلا بين القاهرة والمنصورة والإسماعيلية وعدد من المحافظات، بالإضافة لأنه كان مسئول عن وضع خطط وتحركات شباب الجماعة وتنظيم مظاهراتهم بالتعاون مع صهر الشاطر أيمن عبدالغنى لكن بعد هروبه تولى وهدان المسئولية كاملة.


محمد وهدان من مواليد 27 يناير 1961 بالإسماعيلية، وهو عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان ومسئول قسم التربية بالجماعة وأستاذ بكلية الزراعة جامعة قناة السويس، وانتخب في 14 يناير 2012 عضوًا بمكتب الإرشاد بدلًا من سعد الحسيني، نظرًا لانتخابه عضوًا بالمكتب التنفيذي لحزب "الحرية والعدالة".

عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ومسئول قسم التربية بالجماعة وأستاذ دكتور بكلية الزراعة جامعة قناة السويس وسبق وأن اعتقل إبان أحداث الحرس الجمهوري في 2013، وأفرج عنه بعدها بساعات.

ومن جانبة قال أحمد وهدان، نجل الدكتور محمد وهدان عضو مكتب الارشاد بتنظيم الإخوان المسلمين، أن والدة تم القبض عليه من أحد شوارع مدينة 6 أكتوبر، إنه تم اقتياده إلى مكان غير معلوم حتى الآن.

كما قال عبد المنعم عبد المقصود، محامي جماعة الإخوان المسلمين: إنه حتى الآن لا يعلم مكان احتجاز "وهدان"، مشيرًا إلى أنه سيتابع اليوم الخميس أسباب اعتقاله وإلى أين تم احتجازه".

أحمد بان، الباحث في شئون الإسلام السياسي وأحد المنشقين عن الجماعة قال إن القبض على وهدان سيؤثر بالسلب على جماعة الإخوان وتحركاتها بشكل كبير خاصة وأنها كان الأقرب لشباب الجماعة ومؤثر في تحركاتهم بحكم أنه كان قريب من شباب الجامعة فهو مسئول قسم التربية داخل الجماعة.

وأضاف: أن وهدان وفقا لتأكيدات مصادر موثوقة من داخل الجماعة كان يرأس لجنة مصغرة لإدارة الجماعة، كما أنه أحد أبرز القطبيين، نسبة إلى فكر سيد قطب داخل صفوفها.

وتابع: أن وهدان متمرس في العمل السري وما حدث في الجامعات ليس بعيدًا عنه، أما القيادات المتواجدة في الخارج فربما تعطي التكليفات أو المهام، لكن من يدير على الأرض فعليًا هنا في مصر هو وهدان ولجنته المصغرة، خاصة أنه محل ثقة كل القيادات المتواجدة في السجون الآن.


لكن تعليقات شباب وقيادات الإخوان والتي تبعت واقعة القبض على وهدان كشفت عن صراعات جديدة كان طرفها وهدان والمجموعة الجديدة التي تدير مكتب الإرشاد مع المجموعة القديمة محمود عزت ومحمود حسين وعبدالرحمن البر ومحمود غزلان والتي رفضت إقصاءها عن المشهد بعد 30يونيو، وقررت العودة من جديد لإدارة الجماعة أيا كان حالة الرفض التي تواجه بها خاصة أنها لاتقبل أن يتم تهميش دورهم.

الإنتقادات الموجهة من شباب الجماعة لمحمود غزلان في وقت سابق كشفت عن خلافات عميقة وأنه لم يعد عضوا بمكتب الإرشاد الأمر الذي مثل مفاجأة كبيرة فلم يكن غيابة طوال هذه الفترة لأنه يخشى القبض عليه فلا أحد يعرف مكانه لكن لأنه تم الإطاحة به من الأساس لصالح محمد وهدان وأيمن عبدالغنى ومجموعة من شباب الجماعة.

الصراع الذي تكشف عنه قيادات كبيرة داخل الجماعة يؤكد ما ذكرته "البوابة نيوز" سابقا في تقرير لها بعنوان الجماعة "تأكل نفسها"، وهو ما أشرنا له بوجود انقسامات واتجاهات جديدة داخل الجماعة وتيارين يقدوا الصراع في الداخل ورغم محاولات قيادات الإخوان الموجودة في تركيا إخفاء الأمر، عندما قررت محاولة إقصاء محمود حسين الأمين العام للجماعة ثم عادت لتؤكد بقائه لكن بصلاحيات مختلفة كشف عن صراع بين جيل قديم يرى ضرورة استمرار السمع والطاعة وجيل يرى ضرورة تغيير كل القيادات التي كانت موجودة قبل سقوط الإخوان، وتغيير جلد الجماعة بشكل كامل ورغم بقاء القادة التاريخيين للجماعة في حالة الصمت إلا أن بقاءهم مهمشين دفعهم للغيرة والرد فخرج محمود حسين متوعدا شباب الجماعة الرافضين له وخرج غزلان ليكتب مقالات وهناك تأكيدات حول ظهور محمود عزت قريبا؛ ليعلن عن تشكيل لمكتب الإرشاد وإعلان توليه هو وبشكل رسمي وأمام الجميع المسئولي.

تفكك وتأكل الجماعة يبدوا أنه سيكون واقعا ومستمرا وسط هذه الصراعات، وهو ما سنشهده الفترة القادمة من صراعات بين كل أطراف الجماعة المتنازعين، ويبقى الإشارة هنا لكلام ضمنى لعمرو فراج مؤسس شبكة رصد الإخوان حول دفع الغيرة لقيادات الإخوان للبلاغ عن مكان إختباء محمد وهدان، والذي أدرا الجماعة طوال أكثر من عام مضى بدافع الغيرة منه والانقلاب على محاولات الشباب خلق جيل جديد للجماعة.