الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"حاكم الشارقة".. رجل العلم والثقافة وحبيب المصريين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رجُل أحب مصر فأحبته، عشق أرضها ونيلها وسمائها، أحب علومها وثقافتها، تفاعل مع أهلها وتراثها وتاريخها وحضارتها، فأصبح واحدًا من أهلها وأبنائها الذين تكنّ صدورهم رغبة حقيقية في تقديم كل ما يمكن تقديمه من دعم لرفع راية العلم والثقافة عالية مرفرفة في سماء مصر والعالم العربي، إنه الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة.
ولد القاسمي يوم الأحد 2 يوليو عام 1939 م في مدينة الشارقة، وتربى على الوطنية، وترعرع على حب العلم والمعرفة، وكان شغوفا جدا بتاريخ وطنه، تفرغ في بداية عمره للدراسة وانتقل بين الشارقة والكويت ومصر ليتلقى تعليمه، وقد بدأ تعليمه العام في شهر سبتمبر سنة 1948 في مدرسة الإصلاح القاسمية وكان عمره آنذاك تسع سنوات وشهرين، وكان قد درس قبلها القرآن لدى الشيخ فارس بن عبد الرحمن، وفي العام 1954 انضم للمدرسة الإنجليزية الخاصة ليدرس اللغة الإنجليزية، انتقل بين الشارقة والكويت لتلقي تعليمه الإعدادي والثانوي لينتهي به المطاف في نهاية عام 1965 في القاهرة حيث بدأ الدراسة الجامعية في كلية الزراعة بجامعة القاهرة.
عمل القاسمي لمدة عامين منذ فبراير عام 1961 وإلى سبتمبر 1963 كمدرس لمادتي اللغة الانجليزية والرياضيات بالمدرسة الصناعية بالشارقة، ثم تسلم رئاسة البلدية في عام 1965، وبعد عودته إلى الشارقة بعد اتمامه دراسته الجامعية عام 1971 تسلم إدارة مكتب حاكم إمارة الشارقة، أن ذاك وبعد أيام من قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة صباح يوم الثاني من ديسمبر عام 1971، وتحديدًا في اليوم التاسع من ديسمبر تم تشكيل مجلس الوزراء ونصب الشيخ سلطان القاسمي يومها وزيرًا للتربية والتعليم.
وفي يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من يناير 1972 تسلم صاحب الشيخ سلطان بن محمد القاسمي مقاليد حكم إمارة الشارقة بعد حادثة اغتيال حاكم الشارقة آنذاك الشيخ خالد بن محمد القاسمي بعد انقلاب قاده الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، وليكون عضوًا لمجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكان عمره آنذاك 32 عامًا، ويعد القاسمي الحاكم الثامن عشر لإمارة الشارقة من حكم القواسم الذي يعود للعام 1600 ميلادية، وقد قاد التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في إمارة الشارقة، وبذل جهدًا اضافيًا ووفر مصادر لتشجيع التفاعل والحوار الثقافي محليًا واقليميًا ودوليًا بين الشعوب كل.
حصل القاسمي عام 2001 على الدكتوراة الفخرية في التربية من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، والدكتوراة الفخرية في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة أدميرا في أسكتلندا في العام نفسه، ثم حصل عام 2006 على دكتوراة فخرية من جامعة (تيوبنجن) الألمانية.
وحصد العديد من الجوائز الثقافية العالمية كجائزة معهد الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية ـ اسطنبول 2000م، وجائزة ابن سينا من منظمة اليونسكو التي انتقت الشارقة لتكون العاصمة الثقافية للعرب عام 1998، وجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام والمسلمين عام 2002، ووسام الجمهورية التونسية للفنون والآداب برتبة فارس عام 2002م.
منح جائزة الشيخ زايد للكتاب والشخصية الثقافية لعام 2009\2010 وهو رئيس فخري للمنظمة العربية للعلوم والتكنولوجيا من عام 2000، كما تم أختياره مؤخرًا رمزا للثقافة العربية لعام 2016.
لم تثنه مسؤولياته عن التأليف في التاريخ والسياسة والمسرح، فعشقه للعلم والثقافة انعكس على جميع مؤلفاته التي تتناول التاريخ بشكل مختلف، ومن هذه المؤلفات: - حديث الذاكرة لندن، المملكة المتحدة، 2012 - سرد الذات، منشورات القاسمي، الشارقة، 2011 - حصاد السنين، منشورات القاسمي، الشارقة، 2011 - تقسيم الإمبراطورية العمانية ( 1862 – 1856 )، مؤسسة البيان، دبي 1989 - شمشون الجبار، منشورات القاسمي، الشارقة، 2009 - النمرود، منشورات القاسمي، الشارقة، 2008 - الإسكندر الأكبر، منشورات القاسمي، الشارقة، 2006.
كما يعد تنمية إمارة الشارقة الهدف الأسمى الذي كرس له الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حياته؛ فهو يؤمن بأن التنمية في نهاية المطاف هي من أجل الإنسان، ولهذا فقد أولى الجانب الثقافي جل اهتمامه، الجانب الثقافي الذي ينطلق من مبادئ الدين الحنيف والثقافة العربية الأصيلة، التي تؤدي بدورها إلى الحفاظ على التراث والنسيج الاجتماعي الذي يسعى إليه كل من جعل النهضة والارتقاء همّه، وشارك القاسمي منذ أيام في افتتاح دار الكتب والوثائق القومية الجديدة بالفسطاط، بمصر، كما ساهم من قبل في تجديد المجمع العلمي بعد تعرضه للحريق، وله أياد بيضاء على الحركة العلمية والثقافية في مصر.
إنه رجل العلم والثقافة بامتياز، لم تشغله يومًا شئون الحكم عن الاطلاع والاستزادة من مناهل الثقافة المتنوعة، فاستقى من المسرح والأدب والتاريخ، ودرس العلوم الزراعية، ونال الشهادات والأوسمة والجوائز في مختلف المجالات، كما أغدق بعطاءته الكريمة؛ ليعلي من مكانة الإسلام والمسلمين في كل مكان، فأنشأ المراكز الإسلامية والمكتبات ودور البحث المجانية؛ ليتسنى للجميع الدخول إليها والاطلاع على كنوزها دون عقبات.