رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"غزلان".. صوت الإرهاب المخادع

محمود غزلان
محمود غزلان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

غريب هو أمر الشعارات، يمكنك أن تتسمك بها وأنت تعلم أنك تحرف في مضامينها، تضفي عليها القدسية التي لا تمانع أبدًا في أن تحور وتغير وقتما تشاء بشكل يخدم هدف غالبًا لا يكون معلن، فمرة تتمسك بأن هذا المقدس خط أحمر تدخل من أجله حروب وتسخر في سبيله جحافل المؤيدين، لتتبدل الظروف وتتغير الأمور وتجد نفسك راجعًا بهم رافعًا نفس الشعار، ولكن بتفسير أكثر قربًا للمرونة، وأقل درجة من التقديس، هنا تترك أتباعك ومن يواليك حائرين متخبطين حول ذلك الشعار الذي أخذوا منه مبدأ في الحياة.

هو إذا حال مؤيدي جماعة الإخوان الإرهابية الذين استيقظوا منذ ثلاثة أيام على مقال اعتبروه تحريفا من قبل المتحدث باسم الجماعة، محمود غزلان، الهارب في الخارج، مدعيًا فيه أن السلمية هي سبيل الجماعة، ليتبادر إلى أذهان كل من قصرت لحيته واتجهت تسريحة شعره يمينًا -أي إخواني- سؤال حول السبيل الحقيقي لجماعتهم، "ألم يعلمونا أن الجهاد هو السبيل لا السلمية؟!! ألم يقولوا أن الله غايتنا والقرآن دستورنا".

بدأ الأمر من مقال نشره موقع "نافذة مصر" التابع رسميًا لجماعة الإخوان الإرهابية، لـ"غزلان" تحت عنوان " دعوتنا باقية وثورتنا مستمرة"، متحدثًا عن السلمية وحتمية التمسك بها، واعترف خلاله بإقدام بعض شباب الجماعة على العنف، وهو الخطاب الذي رفضه أنصار الجماعة، محاولين تفسير ما جاء في المقال. وراح البعض منهم لا بعد من ذلك متهمين "غزلان" بالتمويل وبيع القضية، بل وصفوه بـ"الخائن"، الغير حريص على ما يسموه "ثورة".

وخلف الموقف وراءه كثيرا من القراءات، حيث يؤكد بعض المحللين أن صف الصقور بالجماعة يأكل نفسه، ويصفى قياداته بعد الإخفاقات المتتالية التي وقعت فيها الجماعة منذ ثورة يناير وحتى اليوم. ويؤكد هذا الرأي أن مقال "غزلان" ليس الأول من نوعه، حيث سبقه قيادات أخرى في الجماعة أعلنوا التمسك بالسلمية ولو شكلًا.

و"غزلان" الذي يعد أحد قيادات تيار "الصقور" بالجماعة، هو زوج اخت خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للإخوان، فاطمة الشاطر"، وهرب عقب الإطاحة بحكم الإخوان، لتتوارد أخبار متفرقة عن المكان الذي يتواجد فيه بعيدًا عن أعين الدولة ويديها.

 

موقعة في الجماعة.. صقور الجيل الثاني بعد "البنأ" 

ويعد محمود غزلان أحد رجال الظل في جماعة الإخوان المسلمين، فالرجل رغم منصبه الرسمي في الجماعة كمتحدث باسمها، إلا أنه نادر الظهور في وسائل الإعلام، ويقول بعض المقربين من التنظيم أن "غزلان" أحد الأدوات التنظيمية للجماعة، وينتمي للجيل الثاني بعد جيل المؤسس حسن البنا. وتأكيد على هذا الدور التنظيمي والإداري فيلاحظ أن "غزلان" فضل دائمًا أن يكون بعيد عن الأضواء حتى في اعتصام رابعة العدوية، حيث لم يظهر مطلقًا كمقدم خطبة حماسية تلهب الواقفين أمامه.

ويرتبط مع الشاطر فكريا حيث الميل إلى فكر التمكين والسيطرة، ويؤكد الباحثون في شئون الجماعة أن غزلان أحد أفراد التنظيم القطبي الذي سيطر على الجماعة منذ تولي مصطفى مشهور منصب المرشد، حيث قاموا بإقصاء كل الكوادر التي تتبني مواقف وسطية.

 

مرتان من الحبس لا تكفي! 

أدرج اسم قيادي الصقور في بعض القضايا الأمر الذي تطلب القبض عليه مثل كثيرين من قيادات الجماعة، حيث كان أحد المتهمين في القضية المعروفة باسم "الأساتذة" التي ضمت أساتذة جامعات في 2001، وبدأ سنوات سجنه في 7 فبراير إلى أن أفرج عنه بعدها في أغسطس 2005 بعد قضاء ثلاثة أرباع المدة. وتكرر القبض عليه في 2007، حيث قضى هذه المرة ثمان أشهر خرج بعدها في أكتوبر2007.

وعقب الإطاحة بحكم مرسي، عاد اسم "غزلان" إلى قائمة المطلوبين، حيث وجهت له تهم التحريض على العنف وقتل المتظاهرين وهي التهم التي هرب منها إلى الخارج.