الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

عطيات الأبنودي تبحث عن السينما الثالثة

فى كتابها الجديد

عطيات الأبنودى
عطيات الأبنودى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كمثقفة وصانعة أفلام من جيل الستينيات، وكمخرجة أفلام تسعى لخدمة المجتمع الذي تعيش فيه، تقدم عطيات الأبنودى في كتابها الجديد «السينما الثالثة» بحثا في التاريخ ترصد وتتابع فيه التيارات الجديدة في السينما وتتعقب ما آلت إليه.
من وجهة نظرها السينما الأولى سينما هوليوود وتعرف بسينما المنتجين، والسينما الثانية التي بدأت في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية وهى النوع الذي امتد تأثيره إلى أمريكا نفسها من خلال مدرسة نيويورك وتعرف أيضا بسينما المؤلف، ثم السينما الثالثة مع مظاهرات طلبة ١٩٦٨ وبزوغ سينما أمريكا اللاتينية وصولا إلى بيان «نحو سينما ثالثة» وتوثقه عطيات الأبنودى كما توثق بيانات عديدة مثل بيان أوبرهاوزن الذي أعلن في ألمانيا عام ١٩٦٢، واستمرارا لولعها بالبيانات ترصد وتوثق بيان تعاونية مخرجى السينما الجديدة في نيويورك.
يستوقفنى نهاية البيان الثورية، «نحن لا نريد أفلاما مزيفة، ملمعة ناعمة، ونحن لا نريد أفلاما وردية، بل نريدها بلون الدم». ترصد المؤلفة التجربة المصرية مع قيام جماعة السينما الجديدة وبيانها الذي ينتهى بإعلان صريح: «نحن نريد سينما مناضلة، تعمق حركة المجتمع، وتعيد صياغة فكر ووجدان الإنسان المصرى، ولأنها تكونت ليس فقط من صناع السينما من مخرجين وكتاب سيناريو ومصورين ومونتيرين، بل انضم إليها أيضا نقاد فأضافوا في النهاية، نحن نهدف إلى توسيع قاعدة الثقافة السينمائية.
الكتاب أشبه ببحث أكاديمى في السينما وأنواعها تمر فيه بعجالة على السينما الأولى، وأرى هذا انتقاصا كبيرا من حجم هذه السينما ومدى تأثيرها، لتذهب إلى موضوع محبب لها ولجيلها، إلى تناول أكثر استفاضة للواقعية الإيطالية الجديدة، وفرسانها وتدخل في تفاصيل حول آراء صناعها، فروسلينى يقول، الواقعية ما هي إلا شكل فنى لتقديم الحقيقة. ثم تمر على الموجة الفرنسية الجديدة وخاصة جودار الذي تصفه بالمفكر السينمائى الذي أصبح أيقونة السينما الجديدة في العالم، ثم تذهب إلى أن أفلام الموجة الجديدة هي السينما الثانية كمرحلة مهمة في مواجهة السينما الأولى.
وتتوقف طويلا عند فيلم «بونى وكلايد» في إطار سينما هوليوود الجديدة التي تعبر عن عزلة الشباب الأمريكى في الستينيات، وهو الفيلم الذي ترى المؤلفة أنه ترك تأثيرا كبيرا علينا في مصر. تتبع كذلك سياسة التحرر في السينما الأمريكية مع الاستعانة بمخرجين من أوربا مثل ميلوش فورمان وفيلمه «طار فوق عش الوقواق»، ورومان بولانسكى وفيلمه «طفل روزمارى».
عطيات الأبنودى تقدم رؤية نقدية لأفلام ومخرجين تختارهم بعناية، إذ تتوقف عند المخرج شادى عبد السلام الذي تصفه بأنه خارج سياق السينما المصرية وتنفى أنها تبالغ إذا قالت إنه خارج السياق العالمى أيضا. وهى في كل ما ذهبت إليه لم تخرج عن الآراء التي سادت بين المثقفين – وخاصة الثوريين منهم- حول الأفلام والمخرجين والاتجاهات السينمائية. بالنسبة لجيل الستينيات – والسبعينيات أيضا- يثير فيهم الحنين للأفلام التي اختارت التوقف عندها وللحركات الجديدة، أو التي حاولت أن تكون جديدة، ولم تنس أيضا أن تحلل سبب عدم استمرار مخرجى جماعة السينما الجديدة في مصر نتيجة تغير السياسات العامة في الدولة.
كما قال عنها الناقد الكبير كمال رمزى في مقدمة الكتاب، عطيات الأبنودى مخرجة منحازة ومؤلفة منحازة كذلك. في كتابها «السينما الثالثة» الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة، وثقت تاريخا للسينما بانحياز تام للسينما الجديدة التي تهتم بالإنسان وتساند المتعبين والمهمشين في نضالهم للعيش بكرامة.

النسخة الورقية