هذا هو أقل وصف يمكن أن يقال عن تلك الحالة التي يعيشها "البي بوي"، الذي غرق في بحر شغفه برقص البريك دانس، ولم يمنعه التعب والإرهاق عن الاستمرار في التدريبات العنيفة، ليظهر مكنوناته الدفينة من الطاقة في شكل حركات راقصة تبهر من يشاهدها من سرعتها الممزوجة بالصعوبة في تأديتها رغم عمرها القصير الذي لا يتعدى بضع ثوان، تراه ينقلب باحترافية على يديه، ويثبت جسدك على رأسه المقلوب، ويتدحرج في الهواء ويكأنه "خفة الريشة".
"البي
بويز"، مصطلح يطلق على مجموعة من الراقصين الشباب ممن يعيشون في
"كوكب" الهايبرة والانطلاق، يدمنون هوس البريك دانس، على مزيكا الهيب
هوب المحركة تلقائيًا لكل من يسمعها، يتميزون بـ "ستايل" خاص بهم، سواء
في الملابس الضيقة أحيانًا والفضفاضة في "قمصانها" أحيانًا أخرى، وبشعرهم
المميز، الطويل "زيادة عن اللزوم"، أو "قصاتهم" الغريبة، ربما
ستميز الدانسر فور رؤيته، ومن المحتمل أن لا تعرفه من شكله "العادي" إلا
عندما يبهرك بأدائه العالي في الرقص داخل الحلبة، أيًا كان الوصف والأسلوب في
طريقتهم الظاهرية، يبقى عالم "البي بويز" استثنائيًا في كمية الحماسة
والإثارة التي يخزنها رواده، ويخرجونها في شكل حركات استعراضية مدهشة.
سلطت شركة "ريد بٌل"
العالمية الضوء على هذا العالم الخفي، في أنحاء العالم أجمع، وصولًا إلى مصر، عبر
منافسات تحدي "بي سي وان"، "بريك دانس شامبيون وان"، والتي
عادت منذ أيام إلى أرض الفراعنة بنسختها الجديدة من "السايفر"، أي "المنافسة
داخل البلد"، وضمت "صراعًا" بين أكثر من 300 راقصًا من كل أنحاء
الجمهورية، ممن تنافسوا لحجز مكانهم ضمن أفضل 16 بي بوي، يتنافسون على لقب
"بي بوي مصر"، في الحفل النهائي الذي استضافه مسرح الجنينة، وتولى لجنة
تحكيمه الدوليين الكوري الجنوبي هونغ وهاكان وفيليب من ألمانيا.
على مدى أكثر من 14 جولة من البريك
دانس متواصلة، دخل فيها الراقصون في منافسات نارية استمرت لأكثر من ساعتين على
التوالي لاختيار راقص واحد فقط يمثل مصر في الصراع على لقب الـ"بي سي"،
تمكن خلالها البي بوي كلاش من الاستحواذ
على اللقب، متغلبًا على منافسه بالجولة النهائية بي بوي محمد، ليتربع بذلك على عرش
السايفر المصري للعالم الثالث على التوالي، ليحقق لنفسه إنجازًا ليس له مثيل في أم
الدنيا.
ويدخل كلاش في منافسات النهائيات الإقليمية ممثلًا عن مصر التي تستضيف فعالياتها لأول مرة، في سبتمبر المقبل، بعد أن حاز لقبها البي بوي بني من جنوب أفريقيا العام الماضي في النسخة التي استضافتها الجزائر، ومن المقرر انضمام الفائز إقليميًا إلى خمسة متأهلين من التصفيات الإقليمية عن أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا الغربية والشرقية وآسيا، ومن ثم يضاف على الستة، عشرة من أهم البي بويز بالعالم، ليتواجه الـ 16 راقصًا في نهائيات ريدبول بي سي وان، في نوفمبر المقبل، والتي تحتضنها العاصمة الإيطالية روما.
