الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اشكري يا انشراح !!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"اشتريتي الفرخة بكام يا لينا .. بنص جنيه يا مسعودي .. واو هايل مش ممكن .. طيب اشتريتي القفص بكام .. بـ 15 جنيه يا حبيبي.. يالهووووي ألطم ولا أطلع من هدومي".. يلخص هذا الفاصل الكوميدي بين الفنان المخضرم سمير غانم والفنانة الرقيقة شيرين أحوال أبناء الشعب وحكومة المهندس إبراهيم محلب.
حيث استبشر ملايين المصريين خيراً حين أصدر "محلب" فرماناً بمنع تداول مياه الشرب المعدنية داخل مقر رئاسة مجلس الوزراء، بما في ذلك المياه المقدمة له شخصيا، وأصر على الشرب من مياه الحنفية، مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي من منطلق حرصه على ترشيد النفقات ومشاركة المواطنين البسطاء في أسلوب حياتهم، ولثقته البالغة في جودة المياه العادية والتحاليل التي تجري عليها للتأكد من ملاءمتها من الناحية الصحية للاستخدام من قبل المواطنين.
كما زاد تفاؤلنا نحن المصريين الطيبين عندما أصدر المهندس النشيط، "ربنا يعطيه الصحة"، قراراً بإلغاء موكب رئيس مجلس الوزراء أثناء التحركات والاكتفاء بسيارة واحدة، ليعطي إشارة قوية بأن الحكومة عازمة على "شد الحزام" على بطنها أسوة بما سينطبق على أبناء الشعب .. ومشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لا يخشى إلا الله وأنه على ثقة في الأمن المصري وعلى ادارك تام لضرورة العمل على استعادة ثقة المواطن.
وقد تزامن نشر هذه الأخبار مع نبأ مهم له دلالة قوية حيث طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي ملفًا كاملًا عن مرتبات ونفقات الوزراء ومعاونيهم، بعد مطالبة التقارير الرقابية بترشيد نفقات الوزارات المختلفة، وان السيسي طلب من رئيس الوزراء اعداد تقرير كامل عن مرتبات الوزراء ومديري المكاتب الخاصة بهم.
وهنا تذكر المصريون المثل الشعبي القائل: "يا فرحة ما تمت خدها الغراب وطار" حيث أدرك الشعب "المضحوك عليه" دائما أنه كما أن "الغربال الجديد له شدة" فإن "كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح" وهو ما ينطبق على ما بدأ به محلب وانتهى إليه وزرائه ومحافظوه.
فهذه البشرى وهذا التفاؤل سرعان ما تبخرا في السماء بعد قراءة أنباء شراء محافظة الإسكندرية 14 سيارة جديدة، بلغت قيمتها 2.5 مليون جنيه، بينها سيارة "جيب" خصصت لمحافظ الإسكندرية، وصل قيمتها إلى 800 ألف جنيه وذلك تحت سمع وبصر وموافقة المهندس إبراهيم محلب الذي على ما يبدو قرر منع شراء المياه المعدنية "أم 3 جنيه" في حين لم يكن لديه أي مانع في شراء "لوكشة" سيارات لمحافظ الإسكندرية بعدة ملايين.
واكتشف أبناء الشعب أنهم وحدهم دون غيرهم المطلوب منهم "شد الحزام" على بطونهم واحتمال موجة اشتعال أسعار السلع الغذائية التي تتصاعد تقريبا بشكل يومي .. بخلاف فواتير الكهرباء والمياه الجنونية وإيجارات العقارات التي تلتهم أجور ورواتب الغلابة الذين يضطرون لقضاء باقي الشهر إما عن طريق السلف أو عمل "جمعية" .. ناهيك طبعاً عن الدروس الخصوصية التي تحول "الموظفين في الأرض" الملقبين بمحدودي الدخل إلى متسولين .. فما بالنا بمعدومي الدخل الذين لا يجدون أمامهم سوى "خبط رؤوسهم في الحيط" أو "الشرب من البحر".
ويبقى السؤال الحائر الذي يبحث عن إجابة : هل ترشيد الإنفاق والتقشف وشد الحزام قدر محتوم على الفقراء من أبناء الشعب الذين "يكملون عشاءهم نوم" وحدهم .. ومتى تتنزل الرحمة في قلب الحكومة فتنظر للبسطاء بعين الرعاية لا الانتقام والعقاب .. ومتى يتنزل العدل في قلب الحكومة فتقول للوزراء "عيب عليكم اختشوا الشعب مش لاقي يأكل".