السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

جماعة الإخوان "الإرهابية" تأكل نفسها

الدكتور محمود غزلان،
الدكتور محمود غزلان، المتحدث السابق باسم الجماعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت عودة الدكتور محمود غزلان، المتحدث السابق باسم الجماعة، وعضو مكتب الإرشاد، والذي إختفى منذ سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي عقب ثورة 30 يونيو، العديد من الأزمات داخل الجماعة فالرجل الذي ظل لمدة عامين لا أحد يعرف حتى مكانه وربما حتى اليوم أظهر بمقالة الذي كتبه حقيقة الخلاف العنيف داخل الجماعة التي بدأت تأكل بعضها بعضها وتتنقسم بشكل كبير ويدخل قياداتها في صراعات مستمرة.
غزلان كتب مقال عبر موقع "نافذة مصر"، التابع رسميا للجماعة إلى عدد من أفراد الجماعة "تفلتوا من ثوابت لدى الإخوان من بينها السلمية، ونبذ العنف" وأضاف: "ليس الناس على شاكلة واحدة، فمنهم من يؤمن بهذه الثوابت في الرخاء، ويظل يدعو إليها ويثنى عليها، حتى إذا وقع في محنة أو أصابته مصيبة كبيرة راح ينفلت من إحدى تلك الثوابت أو بعضها أو منها كلها، ظانا أنها هي سبب المحنة، وأنه بتخليه عن هذا الثابت أو ذاك سيخرج منها سريعا"، مشددا على أن السلمية هي الخيار الأصعب والأوفق- بحسب تعبيره.
يبدو أن ما قالة غزلان أثار موجة عنيفة من الإنتقادات التي وجهت ضده واتهمت بالتخاذل، وأحدثت إنقسام داخل الجماعة كشف عن تيارين رئيسيين يقودا الجماعة أحدهم يفضل التصعيد والعنف ضد الدولة والحرق والقتل والتفجير بينما يفضل التيار الآخر اللعب مع الغرب تقديم وجه جميل للجماعة غير ما تبدوا في حقيقتها من أجل مخاطبة الغرب للضغط على الداخل فتعود إلى الحياة من جديد، وهذا ما عبر عنه أحد شباب الإخوان ويدعى حمزة محمد في مقال له بعنوان "ثوابت الجماعة ليست حكرا عليك يادكتور غزلان" قال فيه (لانعلم هل شعار الجهاد تغير من "الجهاد سبيلنا" إلى "السلمية ونبذ العنف سبيلنا" ومن أين لك بهذه الثوابت يادكتور؟ هل قمت بوضعها لأن الإمام البنا نسى أن يضعها مثلا.
واستكمل "حمزة" هجومه على "غزلان" قائلا: "أخطاؤنا حين تركناكم كل هذه السنوات تعبثون بنا وبالثوابت الحقيقية لجماعة الإخوان المسلمين لكن البنا هو منشئ التنظيم الخاص فهل سنظل نتحدث عن السلمية وفقط ".
وأضاف "حمزة"، أن ما يقدمه "غزلان" نموذج انهزامى عفا عليه الزمن، ألم يكفينا تملق الغرب والترويج لكلمات عن السلمية وما شابه ومحاولات تقديم أنفسنا كاسم وسطى جميل أنتم تأتون بفكر لم يأت به البنا من الأساس.
ثم تلا مقال حمزة مقال آخر لأحد شباب الإخوان ويدعى عصام المصرى قال فيه، إن غزلان لم يعد عضو بمكتب الإرشاد في إشارة لطردة بعد ثورة 30 يونيو من تشكيل المكتب الجديد.
ووجه المصرى رسالة لغزلان في مقال له على موقع "نافذة مصر" التابع رسميا للجماعة قائلا: إن محمود غزلان ليس من حقه نصيحة شباب الإخوان فلم يعد عضوا في مكتب الإرشاد.
وعلق المصرى على المقال الذي كتبة غزلان قائلا": "عزيزى عضو" المكتب القديم والمكتب القائم"، كلاكما لم تكونا على قدر المرحلة التاريخية التي تمر بها الأمة،" واصفا مقالا غزلان الأخير بأنه "لى لعنق" ما زعم أنه ثورة.
لم تكن الأزمة هنا في مقال ثم الرد عليه من قبل شباب الإخوان رغم أهمية الدلائل هنا فأدبياتا لجماعة تمنع شباب الإخوان من الرد على قياداتها حتى لو اخطأوا ولو ردوا عليهم لايكونوا على الملاء والغضب بهذا الشكل لكن ما هو أهم حتى من هذه الإشارات هو تأكيدها أن الإخوان تمر بحالة إنقسام كبيرة ورؤيتين خوفا من طرح الثالثة والتي لن تجد قبولا كبيرا
الرؤية الأولى، تؤكد رغبة شباب الإخوان في التصعيد ومواصلة العنف والقتال ضد الدولة مستمدين من "التنظيم الخاص" وتجربة البنا طريقا لهم والطريق الثالث هو استمرار طرح الجماعة نفسها للغرب على أنها النموذج الوسطى الجميل البعد عن العنف والتنظيمات الإرهابية، وبالتى يضغط الغرب على الداخل في مصر من أجل عودة الإخوان للحياة أو الرؤية المستحيلة، وهى التصالح مع الدولة وهو ما لن يتحقق من الأساس.
وبما أن هناك أنقسام فتجدر الإشارة إلى من هم أصحاب الرؤي المتخلفة في الجامعة "أحمد منصور وعمرو فراج إعلاميين أحدهم مذيع بالجزيرة والأخر مؤسس رصد " في مقالاتهم يحثون على العنف والقتل ومواجهة الجيش والشرطة بالعودة إلى التصريحات المختلفة من الإثنين يؤكد الهجوم المستمر منهم على قيادات ورموز الجماعة.
منصور قال أمس في بيان له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، إن الغرب لن يستمر في دعم الإخوان، زاعما أن الغرب لن يسمح للإسلاميين بالحكم سواء كان الإخوان أو غيرهم من الإسلاميين مهما قدموا من تنازلات أو استبدلوا من شعارات".
وحرض منصور الإخوان على استخدام العنف قائلا: لماذا استبدلتم شعار "الجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا" بشعار "سلميتنا أقوى من الرصاص"؟ ولماذا تخلوا عن فكر المرشد المؤسس حسن البنا ومشروعه ورددوا أفكار وكلمات الدكتور محمد بديع الذي لا يملك أيا من مقومات الزعامة أو مواصفات الإرشاد والقيادة التي تخلى عنها أو انتزعها الآخرون منه.
واستطرد: "إن طريق التنازلات الذي انجرفت إليه قيادة الإخوان هو الطريق نحو الهاوية وأخطر التنازلات التي وقعت هي التخلى عن أهم مبادئ وأصول الفكر الإخوانى الأصيل الذي وضعه المؤسس الإمام حسن البنا".
ثم جاء من بعدة عمرو دراج مؤسس رصد ليتهم محمود حسين، الأمين العام للجماعة الهارب في تركيا بارتكاب مخالفات مالية عقب تهميش دوره وإقصائه عن المناصب القيادية بالجماعة، من خلال استحداث المكتب الإدارى للإخوان المصريين بالخارج.
وهاجم عمرو فراج مؤسس شبكة رصد التابعة للإخوان المقال الأخير لمحمود غزلان، إضافة إلى عدد من أعضاء مكتب الإرشاد الهاربين، وهم محمود عزت ومحمود حسين، واعتبر أن ظهورهم الأخير يهدف إلى إفساد الترتيبات التنظيمية التي اتخذتها الجماعة مؤخرا ثم سبقهم عصام تليمة مدير مكتب القرضاوى بفتاوية المحرضة على العنف آخرها فتوى قتل المفتى إنتقاما لشباب عرب شركس.
في هذا الشأن يقول الدكتور كمال حبيب الخبير في شئون الحركات الإسلامية أن مقال محمود غزلان على نافذة مصر يفتح الباب واسعا لتأكيد صراع بين جيل الشباب وجيل الشيوخ داخل الجماعة، هو يدافع عن بقاء الجماعة على استراتيجيتها السلمية، بينما جيل الشباب يرفض ذلك تماما.
وأضاف حبيب، أن شباب الإخوان يرى أن العنف هو سبيل مواجهة اللحظة الراهنة في مصر، الذي يجعلني أضع علامات استفهام كبيرة حول الموضوع هو قيادة أحمد منصور الإعلامي في الجزيرة لخط العنف بين شباب الجماعة واعتباره بديع شخصا غير مرغوب فيه للاستمرار كمرشد للجماعة.
أما أحمد بأن الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن جماعة الإخوان تتحرك ببطء في إشارة إلى مقال محمود غُزلان القيادى بجماعة الإخوان المحظورة، وأن ما تناوله المقال عن التزام السلمية، يعد تغييرا في موقف التيار المتشدد داخل الجماعة.
وأشار إلى أن أروقة الجماعة تشهد صراعا شديدا بين تيارين، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، أحدهما متشدد للتصعيد المتدرج في العنف لاستنزاف قوى الدولة، ويضم هذا الحلف "غُزلان"، وتيار آخر مؤيد لضرورة التهدئة للحفاظ على ما تبقى من الجماعة، ومحاولة ترتيب الأوراق على المستويين الدعوى والسياسي، والواقع الملموس يقول إن هناك تغييرات واضحة في صفوف المتشددين، في اتجاه تأييد المصالح.