الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الروسي برودسكي.. كاتب تسكنه روح الشعر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يفكر ذات يوم أن يحارب الواقع، كان عقلة لا يمتلئ بتلك الأفكار التي تعتمد على ثنائية المكسب والخسارة، فقط تمتع بالخمس سنوات مدة الحكم علية بأقصى عقوبة، وهي العمل بالسخرة في منطقة نائية، يوسف برودسكي الشاعر الروسي الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1987.
ولد في 24 مايوعام 1940 في لينينغراد، في عائلة يهودية، وكان والدة يلتقط بعدسته مشاهد الحرب من عام 1903إلى عام 1984 أثناء عملة مصورا صحفيا حربيا، وكانت أمه، ماريا، تعمل محاسبة.
ذاق الشاعر برودسكي خلال طفولته مرارة الحرب وحصارمدينته لينينغراد والفقر في الفترة بعد الحرب، حتى إنه لم يكن يلتقي أباه إلا نادرا، وكان على موعد مغادرة لينينغراد مع والدته عام 1942، وعادوا بعد عامين، ترك برودسكي المدرسة دون أن يتم الصف الثامن وتقدم لمسابقة إلى معهد الملاحة لكنه لم يُقبل فيه، كان مصرا على دعم أسرته ماليًا وهو مازال في سن صغير، فبدأ التدرب للعمل على "فارزة" في أحد المصانع، وخلال فترة قصيرة عمل في عدة مهن، منها ناظر منارة، ومشرحًا في مشرحة، ومنذعام 1957 شارك برودسكي في بعثات جيولوجية في البحر الأبيض وشرق سيبيريا وشمال ياقوتيا، وخلال هذه الفترة كان يقرأ قراءة عشوائية وبكثرة، موجها كل اهتمامه إلى قراءة الأدب الشعري والفلسفي والديني، وأثناء ذلك تعلم اللغتين الإنجليزية والبولونية.
بدأت ملاحقاته بتهمة "التطفل" في عام 1963، فاستدعي للتحقيق أكثر من مرة ووضع في مصحة عقلية مرتين، وفي عام 1964 وجهت إليه تهمة التطفل وبحجة أنه لا يعمل، وحُكم عليه بأقصى عقوبة، وهي العمل في منطقة نائية مدة خمس سنوات، فنفي إلى محافظة أرخانغيلسك، وذكر برودسكي لاحقًا في إحدى مقابلاته الصحفية أن تلك الفترة كانت أجمل فترات حياته، وخلالها كان يدرس الشعر الإنجليزي، بما في ذلك شعر "ويستن أودن"، وقال برودسكي ذات يوم عن منزلة في ساوث هادلي:" في ساوث هادلي، بولاية ماساشوسيتس، ينتابني الإحساس الأكثر وضوحا، بأني موجود في بيئة طبيعية. المنزل هو ذاك المكان، حيث لا تطرح عليك أسئلة نافلة".
جاء مشروع الشاعر الروسي ليبحث ويتساءل عن الزمن وماهيته وعاش طوال عمره يبحث عن سر الزمن ولم يكتشفه في أشعاره.
وفي أواخر التسعينيات، بعد وفاة برودسكي، مجموعة من الشخصيات الثقافية البارزة، التي تضم الباحث ديمتري ليخاتشوف، والكاتب دانيال غرانين، ومدير متحف الإرميتاج ميخائيل بيوتروفسكي، والمؤلف الموسيقي أندريه بيتروف، والشاعر تشيسلاف ميلوش والشاعر والكاتب ديريك والكوت الحائزان جائزة نوبل في الآداب والصديقان الشخصيان لبرودسكي، إضافة إلى شخصيات أخرى، وجهت طلبًا إلى عمدة سان بطرسبورغ في ذلك الوقت فلاديمير ياكوفليف لإنشاء متحف برودسكي، ولم يمانع الحاكم على إقامة المتحف، ولكن لم تكن هناك أي إمكانية مادية لشراء الشقة من مستأجريها في ذلك الوقت، الشقة التي عاش فيها يوسف برودسكي في سان بطرسبورغ مع والديه قبل مغادرة الاتحاد السوفييتي، والبيت الريفي في منطقة أرخانغيلسك حيث قضى 18 شهرًا من منفاه الداخلي، لاستضافة معرض مقتنيات الشاعر، والصور والمواد الإعلامية، وتم افتتاح المتحف عام 2015، العام الذي كان من المفترض أن يبلغ فيه برودسكي الخامسة والسبعين من عمره.
توفي الشاعر الروسي جوزيف ألكسندروفيتش برودسكي عام 1996، عن عمر يناهز 55 سنة في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.