رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر محتاجة خيال تاني!!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثرة الاعتذار يعنى تكرار الخطأ، ويعنى مع حكومتنا غياب الرؤية وعدم فهم طبيعة المرحلة التى تعيشها مصر، البعض من أعضاء الحكومة يتصورون أننا نعيش مرحلة طبيعية، ومن ثم لا يرون ضرورة مراجعة ما يقولون قبل أن يقولوه، ولا يرون أن أهم تحديات هذه المرحلة هو الوقت الذى لا يملكون رفاهية تضييعه وإهداره بلا عائد.
للأسف الشديد، بعض الوزراء وضعوا الحكومة فى مواقف لا تحسد عليها، جعلت الناس تفقد كثيرا من الثقة التى أعطتها لها فى السابق، ودفعت بالناس للمطالبة بإجراء تغيير واسع فى الحكومة بسبب الإفراط فى التصريحات الخاطئة وضعف الأداء، وهذا ما يفسر حالة عدم الرضا التى يشعر بها الرئيس تجاه أداء الحكومة التى تمثلت فى عدد من اللقاءات المتتالية لوزراء بأعينهم خلال فترات قصيرة.
الرئيس من خلال رسائله المتعددة فى كلماته فى كل المناسبات الأخيرة تؤكد ذلك، ولعل المتابع لكلماته الأخيرة يدرك مدى التغيير فى تعبيرات الوجه (وتون) الصوت وحدته أحيانا، وتكرار ما يقول أحيانا أخرى، ويبدو للمتابع أن الرئيس يغرد بنغمة غير تلك النغمة التى يغرد بها البعض فى الحكومة، وأن المسافة بين الرئيس وجهازه التنفيذى كبيرة!
فى الفترة الأخيرة القصيرة اعتذر عدد غير قليل من أعضاء الحكومة عن تصريحات صدرت عنهم لا علاقة لها بالمسئولية الكبيرة فى هذه المرحلة الصعبة التى يمر فيها الوطن، خلقت حالة من الجدل واللغط، وشغلت الناس عن متابعة إنجازات كبيرة تحدث على أرض الوطن، فشلت الحكومة فى تسويقها للناس، ونجح الرئيس فى لفت أنظار الشعب إليها برؤية قائد حدد هدفه بدقة ويعمل للوصول إليه فى أسرع وقت وأعلى جودة.
الرئيس قال فى كلمته خلال افتتاح مصانع للقوات المسلحة: (نحن نعمل بالورقة والقلم والظروف صعبة، وحصلت حاجات كثيرة فى مصر الفترة الماضية، ومحتاجين خيال تانى لنحقق الكفاءة المطلوبة ومعدلات التنمية المطلوبة، وهذا الخيال لا بد أن يتوافر فى كل المؤسسات) لافتًا إلى أن الأفكار الجديدة تشمل جهاز الشرطة والكلية الحربية والجامعات ومؤسسات مصر كلها تحتاج لخيال آخر لمواجهة التحديات الصعبة.. متسائلًا فى حدة: "هو إحنا مش هنقدر نواجه التحدى..؟" ثم أضاف: "سنستطيع.." وهذا هو معنى الكفاح والنضال، وما قصده الرئيس هو أننا يجب أن نفكر بشكل جديد وأن نخرج من الصندوق بأفكاره التقليدية النمطية التى نكرر فيها الحلول ونحصل على نفس النتائج التى لا تصلح لحل مشاكلنا، الرئيس يدعو أصحاب الخيال ليدلوا بدلوهم ويشاركونا فى حل مشاكل الوطن، الرئيس قال بحدة واضحة: (محتاجين خيال تانى.. أيوه محتاجين خيال تانى) يعنى طرقا وأساليب جديدة نقتحم بها مشاكلنا، الرسالة واضحة وجلية، والمرحلة لا تحتاج لوزير أو مسئول يمارس الاعتذار كفضيلة كلما أخطأ فى تصريح أو بيان أو نقض عهدا أو أخلف وعدا.. المرحلة لا تحتاج لوزير يعتذر لأنه أخطأ فى الصعايدة، أو أخطأ فى (التخان) أو أخطأ فى حق أبناء الغلابة والطبقة الفقيرة أو أخطأ فانقطع بث التليفزيون الرسمى ولو دقيقة واحدة كما قال الرئيس، أو بسبب خطأ صاحب مطعم سياحى منع دخول سائح عربى المطعم لأنه يلبس الجلباب فيعتذر الوزير للسائح ويستقبله فى مكتبه!
المرحلة تحتاج وزراء ومسئولين يغردون كما يغرد الرئيس، ويعزفون النوتة التى يعزفها الرئيس، لأن الرئيس الذى اختاره الشعب هو من يتحمل المسئولية وهو من يحاسبه الشعب، وهو من يطالبه الشعب بما يريد، الخيال التانى الذى يبحث عنه الرئيس موجود، ومطلوب فقط تقديم أصحابه للرئيس بشفافية وتجرد لله وللوطن.