الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ناثانيال هاوثورن.. من اليأس لـ"الرسالة القرمزية"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"كنز المثقّف لا يوفّر الطعام لعائلته"..
قالها ناثانيال هاوثورن، واحد من أبرز الرموز الأدبية في القرن التاسع عشر، ورغم نظرته التشاؤمية خرجت أعماله لتستقر في تاريخ الأدب الأمريكي، رغم يأسه في البداية من نجاح كتاباته التي أحرق نسخها الأولى.
ولد هورثورن في مدينة "سالم" بولاية مساتشوستس الأمريكية، ونشأ في عزلة مع أمّه الأرملة، وتلقى تعليمه في كليّة بودوين، وكان من بين أصدقائه في المدرسة فرانكلين بيرس، الذي أصبح فيما بعد الرئيس الرابع عشر للولايات المتحدة؛ وبدأت علاقته بالكتابة ككاتب ومتعاون مع بعض المجلات الدوريّة، وكانت بدايته مع الأدب سيئة عندما قام بحرق مجموعته القصصية القصيرة الأولى التي حملت عنوان "سبعة قصص من وطني" بعد أن رفضها الناشرون، كما ظهرت روايته الأولى "فانشو" على نفقته الخاصّة، ولم تلق الاهتمام الكافي هي الأخرى، فقام بحرق النسخ التي لم تبع أيضًا.
قام هورثورن بتحرير "المجلّة الأمريكيّة للترفيه والتعليم المفيد" في بوسطن عام 1836، وقام بجمع تاريخ "بيتر بارلي" العالمي للأطفال، ثم تبعها بسلسلة كتب للأطفال منها "قصّة مقعد الجد، أشخاص مشاهير، شجرة الحريّة، وقصص سير ذاتيّة للأطفال"، وامتدح "إدجار الآن بو" في مجلّة جراهام.
تزوّج هورثورن الناشطة في حركة المؤمنين بالفلسفة المتسامية "بيبودي" عام 1842، لكنهم لم يستطيعوا العودة إلى سالم بسبب زيادة عدد أفراد الأسرة وتراكم الديون حيث لم يكن قادرًا على كسب قوته من خلال الكتابة، وفي عام 1846 تمّ تعيينه كجامع للمعلومات في ميناء سالم، عمل هناك ثلاث سنوات إلى أن طُرِد من العمل.
هورثورن كان من أوائل الكتّاب الأمريكان في استكشاف الدوافع الخفيّة لشخصيّاته، ويُعتبر شخصيّة أساسيّة في عصر النهضة الأمريكيّة، ومن ضمن أهم أعماله "الرسالة القرمزيّة"، و"البيت ذو الجدران السبعة".
وعلى شاكلة "إدجار الآن بو" كانت نظرته إلى الطبيعة البشريّة قاتمة، وكان من ضمن ما كتب في روايته البيت ذو الجدران السبعة "المؤلّف يقدّم لنفسه الحقيقة بأسلوب أخلاقي إذا قال أنّ نتائج الأعمال الخاطئة تنتقل من جيل إلى الجيل الذي يليه"؛ وكتب عن الغرفة التي يكتب فيها "إنّها تستحق أن تسمّى القاعة المسكونة، حيث ظهرت آلاف الآلاف من الرؤى لي فيها".
عام 1853 أصبح فرانكلين بيرس الرئيس، وكان هوثورن قد كتب له سيرته الذاتية من أجل الحملة الانتخابية، فتم تعيينه كقنصل في ليفربول، وعاش هناك أربع سنوات، وبعدها عام ونصف في ايطاليا فكتب "التمثال الرخامي" وكانت آخر رواياته الكاملة، وتوفي في التاسع عشر من مايو عام 1864 في بليموث؛ وقامت زوجته بعد وفاته أثناء رحلة جبلية برفقة الرئيس بيرس بتحرير ونشر دفتر يومياته.