الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المركز القومي للترجمة يصدر "التاريخ السري لتأمر بريطانيا مع الأصوليين"


الاستاذة الدكتورة
الاستاذة الدكتورة رشا إسماعيل مدير المركز القومي للترجمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news





قررت الاستاذة الدكتورة رشا إسماعيل مدير المركز القومي للترجمة، إصدار الطبعة الثانية من كتاب “,”التاريخ السري لتأمر بريطانيا مع الأصوليين “من تأليف مارك كورتيس،ومن ترجمة كمال السيد، بعد أن حققت طبعته الاولى نجاحا كبيرا، بحيث تصدر الكتاب قوائم الكتب الأكثر مبيعا منذ صدوره .
وقالت مديرة المركز القومي في بيان صادر عن المركز “,”تعود أهمية الكتاب الى انه يمكن ان يكون وثيقة دامغة في مواجهة الادعاءات الاسلامية السلفية والاخوانية،التى تتهم القوى المدنية بأنها عميلة للغرب، في الوقت الذى قام فيه الغرب ممثلا في بريطانيا وامريكا برعاية بل وتأسيس معظم الحركات الاسلامية، التى ترفع شعارات العداء له حاليا، كما ترفع أيضا شعارات حول استقلال الارادة الوطنية، فالكتاب يعرض الدور القيادي لبريطانيا في التآمر مع الإسلاميين ثم تحول البريطانيين أنفسهم ، الى اداه في يد الأمريكيين، بالإضافة الى ذلك فهو يوضح كثيرا من النقاط المسكوت عنها ويعتبر هو الكتاب المثالي لتفسير ما يحدث هذه الفترة في مصر والشرق الأوسط “,”
يذكر أن الكتاب يتكون من تسعة عشر فصلا ،وعلى مدار 575 صفحة يستعرض من خلالها المؤلف الوثائق الرسمية البريطانية التى رفعت عنها السرية، خاصة وثائق الخارجية والمخابرات، ليفضح تاّمر الحكومة البريطانية مع المتطرفين دولا وجماعات وافراد ،في افغانستان وايران والعراق والبلقان وسوريا ومصر واندونيسيا ونيجيريا وذلك لتحقيق مصالحها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية. ويوضح الكتاب ان بريطانيا نبذت من استغلتهم عندما لم يعد هناك جدوى منهم مثل اسامة بن لادن والجماعات الافغانية .
الكتاب ملئ بالأمثلة على استغلال امريكا وبريطانيا لجماعات الاسلام السياسي، وتحالفهم معها في تنفيذ استراتيجيتهم، لكن السحر انقلب على الساحر في كثير من الاحيان، وانقلبت جماعات الاسلام السياسي على من قام بصناعتهم ،الأمر الذى أثار حروبًا بين الطرفين، وجعل كلًا من بريطانيا والولايات المتحدة أكثر حرصًا في تعاملهما مع جماعات الاسلام السياسي ،وإن ظلت لهما اليد الطولي، واستمروا في استغلال هذه الجماعات رغم صخب الاخيرة في اعلان عدائها للغرب .
والمفاجأة الكبرى هي ان الحكومات البريطانية من العمال والمحافظين على حد سواء، تواطأت عقودا طويلة مع القوى الاسلامية المتطرفة، بما في ذلك التنظيمات الارهابية، فقد تسترت عليها وعملت الى جانبها، بل ودربتها احيانا بهدف الترويج لأهداف محددة للسياسة الخارجية، وغالبا ما فعلت الحكومات ذلك في محاولة يائسة للحفاظ على قوة بريطانيا العالمية، التى عانت من اوجه ضعف متزايدة في مناطق اساسية من العالم .
بحسب المؤلف ،انه من القوى الفاعلة التى تواطأت معها بريطانيا هي الحركات المتطرفة، ومن بين اكثرها نفوذا التى تظهر طوال الكتاب جماعة الاخوان المسلمين التى تأسست في مصر 1928 وتطورت لتصبح شبكة لها تأثيرها على النطاق العالمي .
يورد الكتاب الكثير من جرائم بريطانيا في العالم الإسلامي، ومع ذلك لم ينس انجازات الامريكيين الذين تفوقوا على البريطانيين في هذا الصدد، فقد اعترفوا بأن عبد الناصر اجبرهم على مساندة نظم ظلامية ورجعية وانهم جعلوا القومية عدوهم الاول، ونال اليساريون الجزء الاول من اهتمامهم فقد لعبوا الدور الأساسي في ذبح اعضاء حزب توده الإيراني في 1953، وفى ابادة الحزب الشيوعي الإندونيسي الذى كان يضم مليوني عضو على أيدى صديقهم سوهارتو، ومن معه من المتأسلمين، كذلك فعلوا في العراق والاردن ،وفى افغانستان ،الذى كان عميلهم حكمت يار فيها يسلخ جنود اعداؤه اليساريين احياء، فقد ساندوه بكل قوتهم رغم ان الكونجرس قال انه اكثر القادة الافغان فساد، وقد جندت مخابرات امريكا كثيرين من قادة المتأسلمين منهم سعيد رمضان مؤسس التنظيم الدولي للإخوان الذى يقال انهم مولوه بمبلغ 10 ملايين دولار، واجبروا الاردن على منحه جواز سفر .
يجيب الكتاب عن اسئلة كثيرة، خاصة في هذا التوقيت، حول كيف استعملت بريطانيا وامريكا الاخوان المسلمين، وكيف ابرمت الصفقات مع طالبان والاصوليين، حيث كان التحالف مع هذه القوى ذو نتائج وخيمة، حيث انه اسهم في صعود الاسلام المتطرف وتقويض القوى العلمانية القومية الاكثر ليبرالية .فلقد شجعت هذه السياسة الحروب والعنف والاطاحة بالحكومات الشعبية عادة، ودعم القوى الاشد رجعية ،وكذلك اذكاء التوترات بين الدول والانقسامات الطائفية داخلها. ومع ذلك فان هذا التآمر قد زاد خطر الارهاب الذى يواجه العالم، وهو جانب غير أخلاقي صارخ للسياسة الخارجية التى جعلت الشرق الاوسط وباقي العالم أقل أمنا .
والكتاب من تأليف مارك كورتيس وهو مؤلف وصحفي ومستشار عمل باحثا في المعهد الملكي للشئون الدولية تضمنت كتبه السابقة كتابين حققا افضل المبيعات هما (شبكة الخداع العنكبوتية: دور بريطانيا في العالم)،(معاهدة الشعب: انتهاكات بريطانيا السرية لحقوق الانسان )
المترجم، كمال السيد ترجم 22 كتابا من الانجليزية والفرنسية الى العربية عمل محررا بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاقتصادية وفى الاهرام اليومى وفى مركز الاهرام للترجمة والنشر الذى أصبح مديرا عاما له، وله مقالات كثيرة وقدم بعض البحوث في مؤتمرات عربية ودولية .
أ ش أ



Normal
0




false
false
false

EN-US
X-NONE
AR-SA