الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ليست ثورة ولا هم ثوار .. فاعتذر يا وزير خارجية مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
(مصر تساند الثورة السورية)، بهذه العبارة، وبهذا القول المشين، تحدث وزير خارجية مصر، نبيل إسماعيل فهمي، مجيبا على أسئلة الحضور في مؤتمره الصحفي.
لحظة سماعي هذه العبارة، أحسست كما لو أن البوارج والصواريخ دكت سوريا بالفعل، ودكتنا نحن هنا في مصر معها.
ما هذا الوزير، الذي من المفترض أنه يعبر عن صوت مصر، ويحمل سياستها إلى الخارج ؟!، وبأي لسان ينطق ؟!، عن أية ثورة يتحدث، وأي ثوار يرى؟!.
لم اكن يوما مع بشار الأسد كشخص، ولم أسافر سوريا إلا لحضور مؤتمر (حق العودة الفلسطيني)، وحضور مهرجان دمشق السنيمائي، وسفريات سياحية، لأنني أعشق سوريا، وطالما رفضت بحسم، المشاركة في أية زيارات من ذات الطابع السياسي المعروف، والتي قام بها الكثيرون لسوريا.
كما أن موقفي المضاد من حزب البعث محدد وواضح، منذ اخترت السياسة همي واهتمامي، كنت هكذا أيام حافظ الأسد، وأيام صدام حسين، وأيام بشار الأسد.
** طالما كتبت في السابق، وقبل الأزمة العراقية، ضد نظام صدام حسين وممارساته، لكنني مباشرة، وفي اللحظات الأولى للمأساة العراقية اتخذت وقفتي التضامنية بكل القوة، بقلمي وعمودي “,”معكم“,”، ثم بسفري، وقبل احتلال العراق بأسبوع واحد، مع أطباء من أبناء مصر النبلاء، الذين سافروا بطائرة خاصة لعمل جراحات القلب والعيون لأطفال العراق من ضحايا الإجرام الأمريكي، سافروا وكان سلاحهم علمهم وخبرتهم ومباضعهم، وأنا سلاحي قلمي الذي كان يكتب ويحكي ما عايشت من مآسٍ وحكايات تفوق الخيال عن الإرهاب الأمريكي الوحشي، يكتبها بمداد دماء قلبي النازف من هول ما رأيت هناك، وتكفي جريمة ملجأ العامرية للأطفال شاهد لا يُنسى أبدا، ثم بمشاركاتي في جميع التظاهرات المتضامنة في القاهرة مع العراق وشعب العراق، ومنهم صدام حسين نفسه، الذي - وكما هاجمته بقوة في السابق - بكيته بحرقة ووجع يوم أن أعدمته كلاب أمريكا .
** أنا أيضا الآن بقلبي وقلمي وكل جوارحي مع سوريا الحبيبة، ومع شعبها الحبيب، بمن فيهم بشار الأسد، ضد هذه الهمجية وهذا الإرهاب الأمريكي الغربي الوضيع، الذي يمارس ضد سوريا وشعب سوريا، وهذه الصفاقة الدولية التافهة.
وزير خارجية مصر يقول جملته المخزية “,”مصر تساند الثورة السورية“,”!! وكأنه لا يعرف أن مصر لا يمكن أبدا أن تساند خونة يسميهم هو ثوارا!، نعم يا وزير خارجية مصر، إنهم خونة وليسوا ثوارا، فكل من يستعدي الخارج على وطنه خائن، وهؤلاء الذين تسميهم أنت بالثوار ما هم إلا خونة، لأنهم ناشدوا الخارج التدخل، واستدعوا قوات الناتو لدخول سوريا تحت زعم حماية الشعب السوري من بطش الجيش النظامي، لذلك هم خونة بكل المعايير الوطنية والقانونية، وإلا لماذا اعتبرنا هنا في مصر عصام الحداد خائنا عندما طالب بالتدخل الخارجي لحماية جماعة الإخوان الإرهابية؟، ولماذا اعتبرنا الإرهابي القاتل محمد البلتاجي خائنا عندما نادى بتدخل أمريكا والغرب لحماية الجماعة الإرهابية مما سماه كذبا باستخدام القوة ضدهم من قبل جيش مصر وقوات أمن مصر؟!.
** لابد لك أن تعرف يا وزير خارجية مصر أن السيناريو الأسود المعد الآن لسوريا، من أمريكا الصهيونية والغرب الانتهازي الغبي، وبالتواطؤ مع الخونة من داخل وخارج سوريا، هو نفسه السيناريو الذي كان معدا لمصر بنفس التفاصيل تقريبا، والذي لم يحم مصر من تنفيذه سوى الهبة الحاسمة والحازمة والسريعة لجيش مصر الوطني الباسل، ووقفة شعب مصر بجانبه، والا كنا نحن الآن المهددين بالضربة العسكرية المهددة بها سوريا الآن، أو كنا قد تم ضربنا بالفعل.
** ومن الواضح أنك تحتاج يا وزير خارجية مصر أن تقرأ التاريخ، وأن تتعلم من التاريخ، وأن تعرف من التاريخ ما هي سوريا التي تزعم أنت أن مصر تساند من يخونونها، وهم الذين أسميتهم أنت بالثوار!.
إن سوريا يا وزير خارجية مصر هي (الإقليم الشمالي) كما أن مصر هي (الإقليم الجنوبي)، إن مصر وسوريا إقليمان في دولة الوحدة، هما إقليمان في (الجمهورية العربية المتحدة)، وحتى إن كانت الجمهورية العربية المتحدة قد انتهت بفعل المؤامرة الانفصالية التي قام بها الخونة في سوريا، بالتعاون مع القوى الاستعمارية والرجعية، التي لا تريد لمنطقتنا العربية القوة، حتى لا تهدد بقوتها ووحدتها الكيان الدخيل المغتصب (الكيان الصهيوني)، إنهم نفس السلالة الخائنة التي عصفت بالوحدة في السابق، والتي تريد العصف بسوريا الآن.
تحتاج يا وزير خارجية مصر أن تقرأ عن الوقفة العظيمة التي لن ينساها شعب مصر (شعب الإقليم الجنوبي)، لسوريا، الإقليم الشمالي، ولشعب الإقليم الشمالي، عندما انطلق من إذاعة دمشق صوت عربي جميل قائلا: (هنا القاهرة، من دمشق)، حدث هذا يا وزير خارجية مصر إبان العدوان الثلاثي الغاشم على مصر، لو كنت لا تعرف!.
إنها سوريا (من الموسكي لسوق الحميدية)، وإنها سوريا (غني يا قلبي وهني الدنيا وقول مبروك، كبر البيت واتجمع شملك انت واخوك، قول للدنيا ده أجمل عيد، مصر وسوريا اتخلقوا جديد).
إنها سوريا، وإنه شعب سوريا الذي رفع السيارة التي يستقلها جمال عبد الناصر من فوق الأرض، وساروا بها فوق الأكتاف في أول سابقة من نوعها.
** مصر يا وزير خارجية مصر، هي مع سوريا ومع شعب سوريا ومع بشار الأسد، ليس لأنه بشار الأسد الشخص، ولكن لأنه بشار الأسد النظام الذي يدافع الآن عن سوريا، وعن حرية سوريا، وعن استقلال سوريا، ويقاتل حتى لا تُدنس أرض سوريا الطاهرة أي قدم لغازٍ طامع في القضاء على سوريا الوطن الحبيب.
مصر يا وزير خارجية مصر ليست أبدا مع من تسميهم أنت ثوارا، فماهم إلا خونة يريدون أن تصبح سوريا عراقا جديدا، يريدون إعادة مأساة العراق الذي ضاع وفقدناه بفعل الخونة من داخل وخارج العراق، الذين باعوا وطنهم من أجل مصالحهم المتدنية الرخيصة تدني ورخص ضمائرهم ونفوسهم، فأدخلوا فيه محتلا أمريكيا غاصبا همجيا، دمر كل شيء في العراق، وخرب كل شيء فيه، وقضى على كل شيء فيه من علم ومن قوة تسليح عربية ومن حضارات، كل شيء قضوا عليه، حتى الإنسان قضوا عليه، في خسارة يصعب، إن لم يكن مستحيلا، تعويضها.
والخونة من داخل وخارج سوريا يكررون نفس الفعل، ويريدون القضاء على سوريا وتدميرها بعد أن قبضوا الثمن البخس الرخيص، نفس رخص ضمائرهم ونفوسهم المعجونة بالعمالة والخيانة في أبشع صورهم.
ثم تأتى أنت يا وزير خارجية مصر وتصف ما يفعلونه بـ (الثورة)، وتجعل بوصفك منهم (ثوارا)!! فكيف بالله عليك فعلت؟!، وكيف بهذا نطقت؟!.

** إن ما نطقت به يا وزير خارجية مصر، نبيل إسماعيل فهمي، هو قول عار يتطلب منك الاعتذار السريع في محاولة منك لأن يرحمك ويحترمك التاريخ.