السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الإخوان المسلحين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كذب من قال إنهم الإخوان المسلمين، إذ الصحيح أنهم الإخوان المسلحين، جماعة الإخوان المسلحين لم تمارس العمل الدعوي من قبل، وليعد إلى تاريخهم من جهل حقيقتهم، كل تاريخهم قام على القتل والاغتيالات والتفجيرات، لذلك لم يكن مستغربًا أن يقوم بعض مجرميهم بالتعدي على مكتب الدكتور عبد الرحيم علي وتحطيم أثاثه وموجوداته، كان هذا متوقعًا، بل إنني نبهت وحذرت منه وقلت إن الفترة القادمة ستشهد تعديات ومحاولات اغتيال لعشرات من الشخصيات العامة، فتلك الجماعة التكفيرية تعتبر أنها تجاهد في سبيل الله وهي تمارس القتل والتعذيب، ألم تشاهدوا المجرمين منهم وهم يقتلون الضباط ويعذبونهم حتى الموت وهم يهتفون: هي لله، هي لله! القتل هنا باسم الله، والتعذيب هنا هو لإرضاء إلههم الذي لا نعرفه .
وكنت قد كتبت من قبل وصرخت بأعلى صوتي، إحذروا هناك نظام خاص مسلح داخل جماعة الإخوان، وهذا النظام هو جيش من المدنيين تم تدريبهم على القتال عبر سنوات ماضية، وتم مسح عقولهم حتى أصبحوا مسوخا بشرية لا عقل لها ولا قلب فيها، كما سبق وأن حذرت من حرب أهلية تشنها جماعة الإخوان للحفاظ على الكرسي، جماعة الإخوان التي نراها الآن لا تعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنها فقط تتبع سنة سيدهم “,”نيرون“,” الذي حرق روما .
والنظام الخاص الذي هو جيش الجماعة والذي يمارس العنف له قصة، فقد رأى حسن البنا أنه ضرورة لابد منها، والضرورات تبيح التنظيمات المسلحة، ومع ذلك كانت الجماعة في تلك الفترات، من أواخر الثلاثينيات إلى أواخر الأربعينيات، جماعة مستضعفة تحاول أن تخرج من الشرنقة، كانت هذه المرحلة هي مرحلة الكر والفر، المناورة والمداراة، اللعب بالسياسة، واللعب على السياسة، استطال النظام الخاص، وقتل واغتال، النقراشي، الخازندار، تفجيرات، محاولة نسف محكمة مصر، فقدت الجماعة أعصابها وانطلقت متمردة لا تلوي على شيء، وما أن كشرت عن أنيابها حتى كشر الملك عن أنيابه، خرجوا من الشرنقة ليدخلوا السجون، وبعد اغتيال البنا ظلت الجماعة تائهة ردحًا من الزمن .
و بثورة يوليو ظنت الجماعة أنها وصلت إلى التمكين، وعاشت في نشوة الحلم عامين، ولأنها ضعيفة في السياسة فإنه استحقت صفر من عشرة، سقطت الجماعة في بحر طموحاتها ورعونتها، استقوت على الضباط الأحرار، ومن يستقوي على السلاح لا ينتظر النجاح، ودخلت الجماعة من جديد إلى السجون، ليتوقف الحلم في فاصل ثم نعود، وبعد الفاصل تعود الجماعة في عهد السادات، ونبدأ السطر من أوله، فترة راحة ونشوة وحلم بالتمكين، وصفر على عشرة في السياسة، ومن حلم التمكين إلى الصدام، لنعيد الدرس من الألف إلى الياء، لا يلدغ مؤمن جحر مرتين والكيس ـ بالشدة على الياء ـ من دان نفسه ولكن الإخوان لا يدينون أنفسهم، الخطأ دائما من الآخرين .
ونعود لنفس السيناريو الذي أصبح مملا ومحفوظا من كثرة التكرار، والتكرار يعلم الشطار، ولا شاطر في الإخوان ـ وقتها ـ ونعود إلى الحلم في عهد مبارك، حلم التمكين، والتمكين يجب أن يسبقه الفتح، والانتخابات البرلمانية هي حلم الفتح، في أول عهد مبارك صلح وسمن على عسل وسياسة الضوء الأخضر وصلات واتصالات، وفي منتصف عهد مبارك أبواب مغلقة وسوء تفاهم وصدام ومحاكم عسكرية وسجون، ليعود الإخوان إلى الشرنقة.
وندخل إلى عهد جديد، عهد الثورات، ثورات الربيع العربي، من تونس، إلى مصر، ومن مصر إلى ليبيا، ومن ليبيا إلى سوريا واليمن، وهلم جرا، نأتي إلى ثورة يناير، طبعا وفقا للمعروف هي ثورة لم يقم بها الإخوان ولكنهم انضموا لها عندما استيقنتها أنفسهم أنها من عند الشعب وأن مآلها النجاح، وكانت الثورة بالنسبة للإخوان هي الفتح، إنا فتحنا لكم بلدا طيبا، وأصبح الإخوان في المشهد كله، من أول الاستفتاء على تعديل الدستور إلى مساحة الحرية وتأسيس حزب شرعي يدمجهم في الحركة السياسية والحياة المدنية، ومقرات للجماعة تسد عين الشمس في كل مكان وكل حي، مصر مفتوحة أمامكم، بالأحضان يا مصر، ومن الحضن ما خنق، وما بين الخانق والمخنوق عشرة عمر .
وحين وصل الإخوان للحكم كان من المنتظر أن يتركوا العمل السري، ولكنهم حكموا مصر من خلال تنظيمهم السري المسلح، ولكن السلاح مهما كان لا يستطيع أن يواجه الشعوب، تبقى الشعوب وتفنى الجماعات السرية، وهم الآن في طريقهم للفناء.