الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كلنا بلا عدل!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أعلم لماذا تحضرني مقولة الفنان الراحل خالد صالح "عشان تعيش في مصر لازم تبقى مواطن وحاجة .. مواطن وضابط.. مواطن وجهة سيادية.. مواطن وجهة قضائية.. مواطن ورجل أعمال.. وأنا اتابع اللغط والجدل السائد حول تصريحات وزير العدل المستقيل المستشار محفوظ صابر أن ابن عامل النظافة لن يصبح قاضيا لأن القاضي لابد أن يكون قد نشأ في وسط مناسب لهذا العمل مختتما كلامه المؤسف بالعبارة المهدئة "مع احترامنا لعامل النظافة".
وما زاد الطين بلة أن السيد وزير العدل المستقيل عندما حاول تجميل وتهذيب تصريحه الصادم والكاشف لأمراض يتعايش معها المصريون منذ مئات السنين "فبدل ما يكحلها عماها ".. وذكر أنه مقتنع بما قاله ولم يسئ لأحد وشطح قائلا: أنا بتكلم من الواقع ومبألفش هو ده اللي ماشي في القضاء والشرطة والجيش ..
فرغم عنصرية التصريح الذي جاء من مسئول في هيئة تنفيذية قضائية يتشبث بها العامة لطلب العدل.. العدل الذي افتقده هذا المسئول ونفتقده نحن في جميع تصرفاتنا .. فأنا لست عاتبا على مسئول يحض على الكراهية والتمييز الجريمة التي يعاقب عليها القانون، وتصريحاته التي بمثابة إهانة للشعب والدستور الذي نص على إتاحة الوظائف العامة على أساس الكفاءة فقط وليس مؤهل الوالدين.
ولو طبقت قاعدة التميز الطبقي في الوظائف العامة على من يدعون إليه لكانت غالبيتهم محرومة من الوظائف التي يشغلونها، لا سيما وأن كلية الحقوق تتذيل قوائم التنسيق الجامعي.. فاللي بيته من زجاج لا يرمي الناس بسيئاته.
ومع رفضي التام لتصريح السيد وزير العدل المستقيل إلا انه جاء كاشفا نافذا لأمراض باتت مستوطنة في طبيعة الشعب المصري، فظلت فكرة الطبقية كامنة بأعماقنا تتوارثها الأجيال جيل وراء جيل. الألقاب لم تسقطها ثورة يوليو التي قامت ضد الظلم والاستبداد بل ازدادت بشاعة وتوحشا.
فلقب بك أو باشا ما زال يباع ويشترى من أجل الوجاهة الاجتماعية.. فالألقاب والمناصب كله بثمنه.. فلا تلوموا وزير العدل قبل أن تلوموا أنفسكم!.