رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأورمان بالمعادي.. والطب النفسي المُعادي..!!

 صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في فيديو منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتم بثه عبر وسائل الإعلام المصري قام المدرس عادل سلطان بمدرسة الأورمان الإعدادية الخاصة بمنطقة حدائق المعادي بالاعتداء الوحشي على يوسف محمد حسن الطالب بالصف الثالث الإعدادي داخل المعمل أثناء امتحان الحاسب الآلي
وبشكل هستيري أراد المدرس أن يخلع رأس الطالب من جسده الضعيف لولا عناية الله وجمع من المدرسين الذين حالوا بينه وبين ما قد يسفر عنه إجرامه من مخاطر.....!!
هذا التوحش الذي مارسه مدرس فارع الطويل قوي البنية عصبي المزاج في مواجهة طالب نحيل الجسد صغير العمر خالي المعرفة تحتاج إلى عدة وقفات...
من بينها المعايير التي يتم بها التوظيف وأهمها المحسوبيات والرشاوي والواسطات التي تصل بالمصابين نفسيا إلى مراكز تعليم النشء فتحولهم بإجرامها إلى مجرمين رسميين بالمجتمع فيما بعد!
إذ كيف غاب عن معايرنا أهم ضابط يدور حول ضرورة الاطمئنان على الحالة النفسية للموظف التربوي الذي تركناه تحت سقف العلل المختلفة في المجتمع من أمراض الفقر والجهل إلى أمراض التطرف والإرهاب أن يصل إلى مراكز إعداد قادة المستقبل ومسئولي الغد في وطن كبير..؟
كيف تخلف معيار الضابط النفسي حين الاختيار لأخطر وظيفة في الوطن وهي وظيفة المعلم
فالمعلم يأخذ من التربية شقها ومن العلم إطاره
ولا يصلح أحدهما بدون الآخر حتمًا...
فالعلم بلا تربية معارف رخيصة..
والتربية بلا علم.. سكون جاهل وخجل ساكن.!
والحراك الذي يطلبه مستقبل أي وطن.. أن يجتمع فيه جمال التربية مع تركيز المعارف... فإذا كان المدرس همجيًا حد الإجرام فكيف يكون محطة جيدة لبث الفضيلة بما تشتمل من ضوابط سلوكية ومعارف راقية...؟
الفيديو سبب ترويعا هائلا في كل بيت مصري... فالأسر لا تربي أبنائها وتكبرهم كي ترسل بهم إلى سلخانات للعذاب أو مواقع لتجربه الشذوذ السلوكي على يد مجموعة من المهوسين بالعنف...!
وإذا كان هذا حال المدرسة الخاصة التي تنتقى أفضل المدرسين وبها أميز الطلاب المرفهين فما بال مدارسنا العامة التي تحرسها العشوائية ويقف على رأسها وزيرا قد أرسل وفدا لباكستان التي تصدر تنظيم القاعدة للعالم كي يأتينا منها بتجربة تعليمية جديدة.. !!
هو واقع متفسخ قد فقد القدرة على رؤية الطريق إذن...!!
لم يروع الفيديو المجتمع الحالم بأبنائه فقط بل روع الطلاب في الفصل الدراسي إذا تسمر زملاء الطالب المسحوق بضعفه أسفل عنفوان جنوني لمدرس فقد عقله في أماكنهم حتى إن أحدهم قد كتف يديه واقفا خلف الباب مذعورا تميل حركته يمينا ويسارا كلما اقتربت منه حلبة السحق التي يتعرض لها زميله الذي وقع تحت يد معتوه برخصه تزعم أنه مدرس صالح لتربيه الجيل الجديد.... !!
ويقينا فالصورة المذهولة سترافقهم وستكبر في خيالهم معهم... !!
متى تتوقف هذه المهازل في وطن يريد أن يتفرغ لرؤية المستقبل...؟
متى يتحمل المجتمع مسئولياته تجاه إنتاج نوعيات بشرية صالحة ونافعة للحياة...؟
متى يتم تقدير اللوائح والقوانين والتشريعات ويتم اللجوء إليها لتكون وحدها الحكم حين النزاع بدلا من التحارب الشبيه بهوجه القبائل الرعوية في عمق الأدغال....؟
متى نأمن على شارعنا ألا تقتحمها قذارة اللفظ وعلى مدارسنا ألا تكون موطنا للسحل والقتل..؟
متى نعيش كشعب يطلب الحياة... حتى تُوهب له أجمل حياة...؟
متى تكون اللياقة النفسية أحد شروط التعيين في أخطر وظائفنا التربوية...؟
متى تكون بعثتنا لنقل تجارب الرقي التعليمي والاستفادة من خبره الدول قد توجهت إلى النرويج والسويد بدلا من أفغانستان وبلاد الطالبان..؟
الأمل معقود بجهود المخلصين للحصول قريبا على جواب..؟