الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

مهرجان "كان" يا ما كان.. يتجمل بصورة بيرجمان ويحيي ثورة الشيوعيين

يحتفل بدورته الـ68 هذا الأسبوع

مهرجان كان السينمائى
مهرجان كان السينمائى الدول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوم الأربعاء القادم، ١٣ مايو، تبدأ فعاليات الدورة الثامنة والستين من مهرجان «كان» السينمائى الدولى.
مهرجان «كان» غنى عن التعريف، فهو ليس فقط أكبر مهرجان سينمائى في العالم، ولكنه واحد من أكثر الفعاليات الثقافية والرياضية شهرة واهتماما.
ويقال إن التغطية الإعلامية التي يحظى بها المهرجان سنويا هي ثانى أكبر تغطية بعد كأس العالم لكرة القدم الأوليمبية الذي يقام كل أربع سنوات.
يقام المهرجان في بداية كل صيف، في مدينة «كان» الفرنسية، المطلة على البحر المتوسط وشاطئ الـ«كوت دا زور» الشهير، وقد أقيمت دورته الأولى عام ١٩٤٦، ولم يتوقف من يومها سوى سنوات معدودة أثناء الحرب العالمية الثانية، ومرة أخرى فقط عام ١٩٦٨، عندما قام عدد من شباب السينمائيين الغاضب باحتلال قصر المهرجان، ومنعوا إقامة الاحتفالية اعتراضا منهم على سيطرة الوجوه والأفكار العجوزة عليه، وانحيازه للسينما السائدة المحافظة، وبالمناسبة، كانت هذه هي الشرارة الأولى التي أشعلت ثورة الشباب في فرنسا في تلك السنة.
مهرجان «كان» هو السينما. هكذا يردد الكثيرون. بدونه لم يكن فن السينما ليصل إلى ما وصل إليه اليوم من انتشار وتقدير ولم يكن عباقرة هذا الفن، من أوربا إلى آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وأستراليا وحتى كبار صناع السينما الأمريكية الفنية نفسها، ليحظوا بهذه الشهرة والمكانة التي يحظون بها اليوم.
المخرج الإيطالى الكبير فيدريكو فللينى، الذي ساهم مهرجان «كان» في التعريف بأفلامه للعالم كله، من خلال عرض الكثير من أفلامه وتتويج بعضها بالجوائز، طلب منه ذات يوم أن يصف المهرجان فقال كلمتين فقط: «تحيا السينما!». هكذا يحب الفرنسيون، الذين اخترعوا السينما والذين يعشقون فن السينما ربما أكثر من أي شعب آخر، أن يصفوا مهرجانهم: فلتحيا السينما.
في «كان» يتجمع خلال المهرجان سنويا أهم نجوم ومخرجى وصناع وموزعى ونقاد الأفلام في العالم كله، ليس فقط لمشاهدة أحدث الإنتاجات السينمائية من كل أنحاء العالم، ولكن لبيع وشراء وعقد الصفقات من كل نوع ولون. مهرجان «كان» هو أيضا أكبر سوق للأفلام في العالم، ويجب أن نعترف أيضا أنه أكبر تجمع للباحثين عن الشهرة والفرصة من المحتالين والأدعياء ومحدودى الموهبة.
يوم الأربعاء القادم، كما ذكرت، تبدأ فعاليات الدورة الثامنة والستين التي تستمر من ١٣ وحتى ٢٤ مايو، وسوف نقدم في «البوابة»، الجريدة اليومية، والمجلة الأسبوعية، وموقعى «البوابة نيوز» و«البوابة الوثائقية»، تغطية شاملة وحصرية ويومية لوقائع المهرجان.
ذات الوجه الناصع
نبدأ ببوستر المهرجان الذي كان أول ما أعلن من أخبار الدورة الجديدة قبل عدة أسابيع. منذ سنوات اختارت إدارة المهرجان شكلا وأسلوبا جديدا للملصقات يعتمد على الصورة الشخصية لواحد أو واحدة من مشاهير النجوم والنجمات. وقد شاهدنا في السنوات الماضية صور الفرنسية جولييت بينوش والإيطالى مارشيللو ماستوريانى، وهذا العام تزين الملصقات صورة النجمة الأمريكية، سويدية الأصل، إنجريد بيرجمان.
هذا العام تحل الذكرى المئوية لمولد بيرجمان التي ولدت في التاسع والعشرين من شهر أغسطس ١٩١٥، وتوفيت عن سبعة وستين عاما، في نفس شهر ويوم مولدها، ٢٩ أغسطس!
خلال فترة عملها قدمت إنجريد بيرجمان نحو خمسين فيلما بعضها، إن لم يكن كلها، من كلاسيكيات وروائع السينما الأمريكية والعالمية. لعل دورها الأشهر جماهيريا هو شخصية «إليزا» في فيلم «كازابلانكا»، ١٩٤٢، ولعل دورها الأجمل هو أيضا شخصية «آليزيا» في فيلم «سيئة السمعة» للمخرج ألفريد هيتشكوك، ١٩٤٦.
حصلت بيرجمان على الأوسكار كأفضل ممثلة مرتين، عن فيلمى «مصباح الغاز» ١٩٤٤، و«آناستاسيا» ١٩٥٦، وكأفضل ممثلة في دور ثان مرة واحدة عن فيلم «جريمة في قطار الشرق السريع» ١٩٧٤.
إنجريد بيرجمان قلبت الدنيا في أمريكا خلال خمسينيات القرن الماضى، عندما قررت أن «تخلع» زوجها وأن تدخل في علاقة علنية مع رجل آخر هو المخرج الإيطالى الكبير روبرتو روسللينى، الذي تزوجت منه بعد ذلك وأنجبت ابنتها إيزابيلا روسللينى، الممثلة والعارضة الشهيرة، والتي تتولى، بالمناسبة، رئاسة لجنة تحكيم مسابقة «نظرة ما» في مهرجان «كان» هذا العام.
عرفت بيرجمان بذات الوجه الناصع، الهادئ، الجميل في كل أحواله، حتى إنه يقال إنها لم تكن تحتاج لأى «ماكياج» قبل التصوير، إلا إذا كان الهدف منه «تقبيحها» وليس تجميلها، أي إظهارها كمريضة أو مجهدة أو أكبر سنا.
شباب... وشيوخ
منذ أيام أعلنت القائمة النهائية لأفلام المسابقة الرسمية والتي تضم تسعة عشر فيلما، بعضها لصناع أفلام معروفين وبعضها لشباب يخطون أولى خطواتهم في «كان».
من المخرجين المعروفين الذين يعودون هذا العام إلى «كان» الإيطالى بأولو سورنتينو صاحب فيلم «الجمال العظيم» الذي حصل على أوسكار أفضل فيلم أجنبى منذ عامين، وهو الفيلم الذي شارك في «كان» في العام نفسه ولم يحظ بأى جائزة.
سورنتينو يعود بفيلم بعنوان «الشباب» يدور حول الشيخوخة.
من المخرجين المعروفين الذين يشاركون في المسابقة أيضا الأمريكى تود هينز بأحدث أفلامه «كارول» الذي تلعب بطولته النجمة كيت بلانشيت، والصينى هو هسيان هسين الذي يأتى بفيلمه «القاتل»، والإيطالى نانى موريتى، وهو أحد الأبناء المفضلين لدى مهرجان «كان» والذي يشارك بفيلم «أمي»، كما يشارك أيضا الأمريكى جاس فان سانت، والكندى دونى فيلنوف والنرويجى يواخيم ترير والفرنسى جاك إوديار.
خارج المسابقة يشارك كذلك عدد من كبار السينمائيين، أشهرهم وأكبرهم هو المخرج وودى آلان الذي يعرض آخر أفلامه «رجل غير عقلاني» الذي يلعب بطولته جواكيم فونيكس وإيما ستون.
آه، نسيت أن أقول إن دورة هذا العام مهداه إلى المخرج اليونانى الكبير كوستا جافراس، المعروف بميوله اليسارية وأفلامه السياسية الجريئة، والحاصل على السعفة الذهبية عن فيلمه «مفقود» عام ١٩٨٢، وعلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه الرائع «زد» عام ١٩٦٩، الذي يدور حول اغتيال أحد الزعماء الشيوعيين في أوربا، وهو الفيلم الذي تم ترميمه ويعرضه المهرجان في نسخة جديدة، تتناسب مع أجواء الثورة العمالية التي تجتاح العالم حاليا.
من النسخة الورقية