الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"داعش" يبحث عن خليفة.. "الأنباري" الأقرب لقيادة التنظيم و"العفري" مستبعد لعدم "قرشيته"

أبوبكر البغدادى،
أبوبكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصادر جهادية: البغدادى لا يظهر إعلاميا حتى لا ترصده المخابرات.. والجهاز الإعلامي للتنظيم يمكن اختراقه
نشرت بعض الصحف الغربية، خلال الأيام القليلة الماضية، خبرًا عن إصابة أبوبكر البغدادى، زعيم تنظيم «داعش» الإرهابى، في إحدى هجمات التحالف الدولى، مما يجعله غير قادر على إدارة التنظيم، وتولى أبوالعلاء العفرى، قيادة التنظيم بدلًا منه، غير أن هناك العديد من الأسباب -رصدتها «البوابة» في هذا التقرير- تؤكد عدم صحة ما نشرته الصحف الأجنبية.
وحول تساؤلات الصحف الأجنبية عن أسباب غياب «البغدادى» عن المشهد، أوضح مصدر في التنظيم، أن هناك تشديدات أمنية على الرجل، مما اضطره إلى منع ظهوره إعلاميا، والذي يُعد الجانب الأضعف في التنظيمات الجهادية، ومن خلاله يمكن لأجهزة المخابرات العالمية تتبع قائد التنظيم، بعد عملية نقل المادة الإعلامية من مصدر إلى آخر، حتى يتم نشرها.
وكشف المصدر، عن أن الجهاز الإعلامي لتنظيم «القاعدة»، تسبب في وقوع غالبية القيادات في الاعتقال، أو تعرضها لعمليات اغتيال، وأبرز مثال على هذا: أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة، والذي اكتُشِفَ منزلُه في «أبوت آباد» الباكستانية، الواقعة على بعد ٦٠ كلم من العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وذلك من خلال المرسال بين «بن لادن» وبقية قيادات القاعدة.
من جهته، نفى أبوأسعد الأنصارى، خطيب تنظيم «داعش» في الموصل، الأنباء التي تحدثت عن إصابة «البغدادى»، وقال إنه يتمتع بحالة صحية جيدة، واصفًا تلك الأنباء بأنها «عارية عن الصحة»، مشيرًا إلى أنه في الوقت الحاضر، يقود العمليات القتالية في الأنبار.
واعتمدت الصحف الأجنبية في هذا الخبر على مصادر من الحكومة العراقية، أعلنت أكثر من مرة مقتل «البغدادى»، في وقت سابق. والمعلومة جاءت من طرف واحد، ثبت عدم دقة معلوماته، في أكثر من واقعة، في حين أن كل المواقع الجهادية تنفى صحة الخبر.
ومع أن تلك الصحف ذكرت أن أبا العلاء العفرى هو القائد البديل للبغدادى، فهو ليس قياديًا بارزًا في صفوف التنظيم، بل يشغل منصب والى الجزيرة، في حين قالت الصحف إن مهامه السابقة كانت المسئولية عن المجلس العسكري، والمجلس القضائى والشرعى والإعلامي، بل وذهبت تقارير إلى أن العفرى هو رئيس مجلس الأمن والاستخبارات، أبو على الأنبارى، وهى معلومات خاطئة تمامًا.
إذ تقتصر مهام أبو علاء العفرى على منصب والى ولاية «الجزيرة»، وهى ولاية أعلن «داعش» عن تدشينها في فبراير ٢٠١٥، في العراق، وتضم أجزاء من ولاية «نينوى»، وولاية «الفرات»، وهى مناطق: سنجار، تل عبطة، المحلبية، تلعفر، زمار، البعاج، وغيرها، وقد أعلنت الأجهزة الأمنية العراقية عن مقتل «العفرى»، مرات عديدة، آخرها في أغسطس ٢٠١٤.
وهناك سبب آخر يقلل من صحة ما نشرته الصحف الأجنبية، وهو أن «داعش» حسم خياراته المتعلقة بالهيكل التنظيمى «للدولة الإسلامية»، منذ الإعلان عن تأسيس دولة العراق الإسلامية في ٢٠٠٦، حيث أصدرت مؤسسة «الفرقان» الإعلامية لقاعدة العراق، والتي تتبع وزارة الهيئات الشرعية التابعة للكيان الجديد، كتابًا تبرر فيه فقهيًا، قرار إعلان الدولة، كتبه مسئول الهيئة الشرعية، عثمان بن عبدالرحمن التميمى، بعنوان: «إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام».
يحشد فيه «التميمى» أدلة وجوب قيام الدولة، على أسس فقهية شرعية وضرورات حداثية، إذ يتولى «الخليفة»، الذي يجمع شروط الولاية؛ مثل: العلم الشرعى، النسب القرشى، سلامة الحواس، سائر الوظائف الدينية والدنيوية المذكورة في التراث السياسي الإسلامى السنى، وفقه الأحكام السلطانية، كقائد دينى وسياسي، له حق الطاعة بعد اختياره من قبل مجلس الشورى، وأهل الحل والعقد، ولذلك جاء تعيين أبى عمر البغدادى باعتباره عربيًا قرشيًا هاشميًا حسينيًا، وهى شروط لا تتوافر في الخليفة المزعوم.
أما في حال صحة خبر وفاة البغدادى، أو إصابته، يحل مكانه أحد نائبيه، وهما أبوعلى الأنبارى، أو أبومسلم التركمانى، والأرجح أنه الأنبارى، لقوة شخصيته ومركزه في التنظيم، رغم أنه بعد يومين فقط من نشر خبر مقتل البغدادى تداولت المواقع الجهادية، رسالة موقعة من البغدادى، حديثة وتاريخها عقب نشر الخبر.
من النسخة الورقية